بقلم الدكتور: أحمد فياض محاميد
شيرين! بداية دعيني انعيك برغم أني أُدرك سلفًا بأن الكلمات والعبارات تتقزم وتشعر بالحرج والخجل لعدم مقدراتها على التعبير عن ارثك قدرك ومقامك وتثمينك يفوق أضعاف مساحة اللغة. اللغة تفتقر الى العبارات التي تليق بمكانتك. من هنا ارجو المعذرة منكِ على عباراتي المتواضعة للتعبير عن شخصك العظيم.
شيرين! نعم لقد رحلت عنا جسديا ولكن ارثك العظيم لن يرحل عنا وسيبقى لنا منارة في الظلام على درب النضال الدؤوب لشعبك الفلسطيني، وستبقين رمزا للإخلاص والتواضع يحتذى فيه للأجيال القادمة.
شرين! انت مثل الشجرة تحيا وتموت وهي منتصبة القامة في حياتك عشت مرفوعة الرأس وفي مماتك رفعت على الرؤوس وهكذا انت ، لست مجرد شجرة بل شجرة ثمارها طازجة طول العام وهي في متناول اليد ولكل احد وبدون حد وليس هذا فقط فحسب بل مظلتها احتوت عشرات الألاف وهل توجد شجرة في امكانها احتواء هذه العدد من المحبين؟ نعم انها شجرة شيرين .
شيرين! لقد وحدت جميع فصائل واطياف شعبك ، وحدة لن يستطيع قائد عربي ان يصنعها من قبل . انت لن توحديه سياسيا فقط بل وحدتِ أجراس الكنائس التي قُرِعَت في نفس الوقت وايضًا نلتِ صلاة الغائب من طرف المسلمين بالرغم من انه لم ينل أي شخص مثل هذه الصلاة ان لم يكن مسلما, محبتك اخترقت قلوب جميع ابناء شعبك وغيرهم وهكذا اصبحت فارسة واميرة لكل الشعوب وكما تعلمين هذا امر استثنائي واذا اشار ذلك الى امر ما فهو يشير بوضوح الى ان الجميع يتنافس على محبتك وهكذا اصبحت قائدة لهذا الشعب ان شئتِ أم أبيتِ . أنت لن تبحثي عن هذا المنصب بل شعبك توجك لهذا .
شيرين! استشهادك سيضع قوانين جديدة للعبة السياسية على مستوى العالم وهذه بفضلك وليس بفضله. اقسم لك لو كان الغادر يدرك سلفا بان رصاصته التي اسقطتك شهيدة لغيّر قرارة وعدل عن جريمته . الغادر الغاشم فكر بأنك مجرد انسان ولكن لم يصدق بذلك لانك لست مجرد نكرة او شخص لا يملك تأثيرا على الاخرين بل انت رمز ومثال لشعب جميع مركباته تتهافت لتنهج نهجه, قاعدتك اصبحت عالميه وتستحقيها بكل جداره .
شيرين ! انت عروس فلسطين ولست مثل أي عروس، عروس لن يسبق على مر التاريخ مثل عرسك البهيج التي تمثل في المشاركة الغفيرة من قبل مُحِبيك . حفلة زفافك بداية من مخيم جنين واستمرت حتى مسقط رأسك مدينه القدس وهكذا زفافك قطع عشرات الكيلو مترات ومررت عن عشرات المدن والقرى وجميع السكان من شيوخ ورجال ونساء واطفال اصطفوا بجانب الشوارع لكي يقدموا لك التبريكات في هذا العرس واستقبلوك في باقات الزهور والزغاريد والهتافات التي تعشقيها برغم من انك لن تدعي منهم أحدا . وهكذا أصبح عدد المشاركين بالفعل عشرات الالاف بل مئات الالاف وكنت اتمنى ان تنهضي من نعشك حتى لو لدقيقه لكي تشاهدي في ام عينيك مدى تضامن ابناء شعبك معك. واكثر من ذلك الكثير حسدوك على هذا المقام الجليل وكانوا يرجون ان يتبدلوا معك المكان ولكنهم لم يصرحوك بتلك النوايا خشية منهم بانك سترفضين طلبهم.
شيرين! لقد دفنت في مقبرة صهيون ولكن ستبقى ذكراك خالدة ولن تدفن نامي وارتاحي لقد تركت من خلفك الالاف يتصارعون في الاقتداء بشخصيتك الفريدة.