من حق غزة ان تحصل على نور الكهرباء بشكل دائم

 مع انقطاع الكهرباء المتكرر بسبب القيظ الشديد ودرجات الحرارة المرتفعة وفي ظل الحصار الظالم والمعاناة المستمرة في كافة نواحي الحياة

فان مليوني شخص يعيشون في غزة لا يحصلون إلا على8- 10 ساعات من الكهرباء يوميا،وتعتبر مسألة الحفاظ على البرودة  تحديا كبيرا وصعبا لان  لانقطاع الكهرباء المستمر له تأثير كبير على الشركات والمرافق الطبية والاقتصاد بشكل عام.

ورغم اعلان رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة جلال إسماعيل عن تشغيل المولّد الرابع في محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع مطلع اب الجاري  بتمويل قطري  وتكلفة تشغيل للمولدات  الأربعة في المحطة تبلغ  ١٣ مليون و٣٠٠ ألف دولار لهذا الشهر الا إنّ إجراءات تحميل الكميات الإضافية التي سيوفرها المولد ستأخذ وقتا محدودا حتى يتم ضخها على شبكات شركة توزيع الكهرباء.

ولا يحصل مواطنو غزة على خدمة كهرباء كافية حيث ان الانقطاع المستمر في النهار يحول حياتهم الى جحيم بسبب الحر الشديد وعلى الاغلب ان حصلوا على ١٠ ساعات من الكهرباء فجلها في الليل والظلام من اجل توفير النور في ساعات محدودة وذلك يؤثر بشكل واضح على برامج حياتهم وعملهم واكلهم وملبسهم ..

وتوفر المولدات الثلاثة الحالية  ما بين 65 إلى 70 ميغاوات، ومع تشغيل المولد الرابع سيرتفع  الإنتاج إلى ما بين 85 إلى 95 ميغاوات”وهذا يعني حسب المسؤولين الفلسطينيين  أن التمويل القطري يكفي لتشغيل المولد حتى الخامس من أيلول القادم.

ومع موجة الحر الحالية ودرجات الحرارة، التي تجاوزت 38 درجة مئوية واندماجها مع رطوبة عالية تظهر على ملامح المواطنين  مظاهر الاستياء والغضب، حيث يكافحون لإكمال المهام اليومية دون كهرباء ثابتة حيث تؤدي الظروف الاقتصادية وارتفاع التكاليف الى  محاصرة المواطنين  في منازلهم خلال الصيف الامر الذي يجعل  الحياة لا تطاق على الاطلاق .

وتكافح معظم الشركات والمصانع  في قطاع غزة من أجل الحفاظ على آلاتها ومعداتها التكنولوجية التي تبدو في حاجة ماسة ومستمرة  إلى الكهرباء من أجل استمرار تشغيل الماكينات والحفاظ على تبريد المنتجات حتى لا تفسد من الحرارة ولكن  انقطاع الكهرباء المتكرر يجبر العديدَ من الشركات والمشاريع الصغيرة على تلقي ضربة مالية لأنها تلجأ إلى المولدات.

وتحتاج المولدات إلى الاستمرار في تشغيل خط الإنتاج، وهو أمر مكلف يتطلب الكثير من الوقود فتضطر المصانع لرفع التكاليف   الإضافية مما يؤثر على زيادة أسعار السلع وهو الامر الذي جعل الكثير من المنتجات الغذائية فوق طاقة السكان.

وعانت غزة ولا زالت من وجود  محطة طاقة واحدة لخدمة كامل القطاع، بالإضافة إلى 4 مولدات خارج الخدمة والمصدر الوحيد للطاقة يأتي عبر إسرائيل، ويوفر فقط نحو 120 ميغا وات، وبالكاد يغطي احتياجات السكان في منطقة تحتاج الى  500 ميغاوات من الكهرباء يوميا لخدمة أهل القطاع.

والقت أزمة الكهرباء بظلالها الثقيلة والرهيبة على مختلف مجالات  الحياة في القطاع منذ ١٧ عاما وتعدّ أبرز تجليات وتحديات الحصار المفروض  على غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات وتشكيلها الحكومة الفلسطينية عام 2006.

وعن اسباب استمرار مشكلة الكهرباء في غزة قال جلال  إسماعيل رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية  ان محدودية مصادر الطاقة وعدم نموها بسبب الحصار، وعجزها عن تغطية الاحتياج المتزايد للطاقة خاصة في مواسم الأحمال المضاعفة في فصلي الصيف والشتاء تعتبر من اهم الاسباب ناهيك عن تعمد اسرائيل بقطع التيار وعدم تزويد القطاع بالوقود خلال الحروب التي تشنها على غزة الامر الذي اثر على كافة المشاريع التي كان من شأنها توفير الكهرباء بشكل جيد للقطاع .

ورغم كل ما تقدم فان بصيصا من النور يظهر في الافق هذه الايام حيث ظهر واضحا تأثير المنحة القطرية  على المواطنين من خلال تشغيل المولد القطري الرابع فظهر تحسن واضح في موضوع زيادة عدد ساعات الكهرباء خاصة في ظل الأجواء الصيفية الحارة حيث تعلق الاماني على اعادة جدولة الكهرباء كما كان سابقا ..

وقدمت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية الفلسطينية في قطاع غزة تقديرها البالغ  لجهود دولة قطر “في دعمها اللامحدود” لقطاع غزة واستمرار الاتصالات  منذ فترة لتلافي تفاقم أزمة الكهرباء الصيفية لاسيما  وان الكثير من سكان القطاع يذهبون إلى شراء الكهرباء من مولدات خاصة أنشأتها شركات استثمارية وتنتشر في مناطق مختلفة من القطاع، إلا أن تكلفتها الباهظة التي تصل إلى ما بين ٤-٨ أضعاف الثمن الاعتيادي من غير الممكن تحملها في ظل محدودية الاجور لدى بعض المواطنين وانعدام الدخل لدى الغالبية الساحقة .

ان الحصول على ٨ او ١٠ ساعات كهرباء فقط يوميا غير كاف لمواطني غزة للاستفادة من التيار الكهربائي وعليه فان  تحسن وارتفاع كميات التوليد تدريجيا سيساهم في حل يبقى مرحليا لان غزة تحتاج الى حل استراتيجي تحصل من خلاله على الكهرباء لمدة ٢٤ ساعة يوميا و٣٠ يوما في الشهر و٣٦٥ يوما في السنة دون انقطاع ودون اي عقدة نقص او حرمان فالواقع على الارض لا زال مختلفا عن التغيير الايجابي المتوقع وعلى المسؤولين كافة تغييره حتى تحصل غزة على النور  في كل لحظة ..

Exit mobile version