الحقيقة تنتصر… تبقى والباطل الى الزوال

تزخر الاجندة الفلسطينية بالايام والمناسبات ، مناسبات وايام سارة وما اقلها ، واليمة وما اكثرها ، فالنكبة مستمرة ، ولا يكاد شهر او اسبوع وحتى يوم الا وفيه ذكرى ومناسبة اليمة من احتلال ومجزرة وتهجير وقتل واسر وهدم وسلب ونهب .


مر يوم الأرض الخالد في عامه 47 .. ومرت بنا الذكرى 75 لنكبة فلسطين عام 48 .. وتمر بنا اليوم و نعيشها الذكرى 56 للاحتلال الإسرائيلي لكل فلسطين ، سواء سموها نكسة ام نكبة لا يغير من جوهرها شيء ، فهي احتلال لجميع فلسطين من المية للمية . نكبات مرت ومرت .. وتمر وتمر أيام ذكرى وذكرى وطننا من جليله الى نقبه ومن ساحله الى نهره ، يرزح تحت نير وبطش وسلب الاحتلال الصهيوني الاحلالي . تمر وتمر الاعوام و48 و67 وعاصمتنا الأبدية القدس بل كل ما يسمى منطقة الف وباء وجيم واتش ون واتش تو وكل المسميات التي لا اصل لها ولا فصل يخنقها ارضا وسماء، قيد وجدار العزل الاحتلالي العنصري وبواباته ، وفي جميعها يواجه شعبنا سياسة التهويد والقتل والاسر والتهجير وهدم البيوت ومصادرة الأرض ومصادرة الثقافة ، والاعتداء وتدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية : المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي وكنسية المهد والقيامة محج المسيحيين في العالم ، يعتدي على المصلين الفلسطينيين ويحرم الملايين منهم من الوصول لمقدساتهم وحقهم في حرية العبادة فيها ، فلسطين جميعها تئن من بطش الاحتلال وظلمه وقمعه.

يوم الأرض يومي ويوم النكبة نكبتي والنكسة نكستي رغم كل ذلك تبقى الأرض كلها ارضي قريتي شعبي ، لفتا قريتي واهلي ومولدي ، وحين تحج الجموع من اهل لفتا وأقرت وبرعم وقرى اللطرون وهوشة والكساير واللجون وحطين وكل قرى ومدن فلسطين في مسيرة العودة أطفالا في المقدمة وشيوخا يتعكزون على عصي ، ونساء تضم الى صدورهن اطفالهن الرضع ، ورجالا شبابا وصبايا يتسابقون الى قريتهم .. بلدتهم .. مدينتهم . في يوم الأرض ومسيرات العودة وفي يوم هبة الكرامة ، الفلسطينيون بعلمهم بكل فئات أعمارهم .. وأماكن تواجدهم في الوطن والشتات اكدوا للواهمين ولمن لديهم اضغاث أحلام : اننا شعب واحد علم واحد وطن واحد من بحره الى نهره ، خيب الفلسطينيون مرامي الاحتلال وبددوا اماني السابقين منه واللاحقين بان الكبار يموتون وان الصغار ينسون ، مجددين الوعد والعهد للأرض اننا قادمون اننا عائدون.

واليوم كما الامس طلع الاحتلال علينا بمخططاته لطمس هوية بلدتنا لفتا بمشاريعه ببناء ناطحات السحاب والابراج والاف الوحدات السكنيه ودوائره ومتاجره وحدائقه ومواقف سياراته ، على أراضي بلدتنا قريتنا لفتا المحتلة 48 و1967 ، واليوم يؤكد أهالي لفتا في الوطن والشتات رسالتهم للاحتلال وللقاصي والداني أن : لفتا لنا .. لفتا تاريخ وجغرافية ، لفتا بوابتنا الى القدس درة التاج عاصمة فلسطين ، فلسطين الوطن ..ارضها باطنها وعاليها ..بحرها وسماؤها .. هواؤها وماؤها .. ناسها من بناها ومن فلحها ومن روى بدمه ترابها.. ، لفتا ذكرياتها و معالمها : لفتا بيوتها ارض ومقام الشيخ بدر وجامع سيف الدين ومرقد الإباء والاجداد .. خلة الطرحة ووعر الضبع وراس البيدر وارض السمار ..مدارسها ومعاصر زيتونها .. عين لفتا وجناينها .. لفتا الحياة ستبقى لنا .

لفتا والشجرة ومجدو والدوايمة ورفح وام الرشراش لم تسقط من السماء ، هي وأهلها جزء لا يتجزا من فلسطين الوطن والشعب ، لفتا التي أسهمت بأرضها في تنمية وتطوير القدس ، الغنية بتاريخها واثارها وتراثها الحضاري الإنساني واكثر من 550 بيتا عامرا بأهله ، ليست الا قرية من 68 قرية من قرى القدس دمر الاحتلال 38 قرية منها في نكبة 48 ، لفتا قريتي بلدتي المدمرة واحدة من 531 قرية فلسطينية دمرها الاحتلال الاحلالي وهجر منها 850,000 فلسطيني منهم 3000 لفتاوي في نكبة 48 ، لفتا واحدة من اكثر من 770 قرية فلسطينية اغتصبها الاحتلال الاستيطاني عن ما يزيد على 880 مدينة وبلدة وقرية فلسطينية ،( مصدر الاحصائيات اطلس العودة سلمان أبو سته ) . لفتا عدد أهالها اليوم حوالي 40,000 من 14 مليون فلسطيني نصفهم من اللاجئين في الشتات .

اليوم وبعد مرور 75 عاما على نكبة 48 لا زالت النكبة مستمرة ، الاحتلال الصهيوني الاحلالي يغتصب فلسطين ويهجر أهلها ، نهب وينهب ، سلب ويسلب كل ما فيها من موارد وثروات مادية وادبية ، وقد داس على ما وقع عليه وما لم يوقع من معاهدات واتفاقيات . الاحتلال الإسرائيلي واهم انه بعنجهيته – بضم العين – ان القوة والاحتلال تمنحه الديمومة والحق والشرعية بالسلب والنهب والاحتلال . الاحتلال لم يعتبر ولم يتعلم من التاريخ بان الاحتلال طارئ ، وانه مهما استطال زائل لا محالة ، من الامبرطورية الفارسية والرومانية في الماضي البعيد ومن قبل ، الى الامس القريب بريطانيا العظمى التي كانت لا تغيب الشمس عن ممتلكاتها المنهوبة المسلوبة هي اليوم العجوز التي تكاد بل لا تقوى على لملمة اذيال ثوبها الذي لا يكاد يستر عورتها ، والى اليوم حيث الولايات المتحدة التي كسرت رجلها الشعوب في الهند الصينية لاوس وكمبوديا وفيتنام ، ورجلها الأخرى في الدول اللاتينية كوبا و بوليفيا و فنزويلا وغيرها اليوم ، لمن أراد ان يعتبر وان يتعلم من الحياة : بأن الاحتلال باطل زائل لا محالة ، وبأن الشعوب حقيقة باوطانها باقية باقية .

Exit mobile version