كتب: حمادة فراعنة
هل هناك إجرام متعمد، غير إنساني، غير مسبوق، يفوق إجرام قوات المستعمرة بترك مدني جريح نتيجة إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ، تركه ينزف متعمداً، ومنع الإسعاف من الوصول إليه، ويبقى ينزف حتى الموت؟، وهو يتكرر دائماً باعتبارها سياسة منهجية من قبل قوات الاحتلال.
هل يوجد إجرام متعمد وعداء مقصود لشباب فلسطين، بهذا الشكل، بهذا الإجراء، بهذا السلوك الإسرائيلي الفاشي العدواني العنصري بهدف إنهاء حياتهم، ليكونوا عبرة أمام رفاقهم شباب فلسطين.
مؤسسات المستعمرة وادواتها واجهزتها وعسكرها المجرمين درسوا تجارب الشعوب التي تعرضت للاحتلال الأوروبي والأميركي، وكيفية انتزاعها الاستقلال، وتطبيق الإجراءات العميقة غير المسبوقة لتحول دون نيل الفلسطينيين استقلالهم وحريتهم، والحيلولة دون هزيمة مشروع المستعمرة، واندحارها.
إنهم يقتلون الفلسطينيين، والشباب منهم بالذات، في محاولات ردعهم عن التصدي للاحتلال بالاحتجاجات والمظاهرات والرفض والحجارة.
لا يتوفر لدى الفلسطينيين السلاح المقاوم، ولو توفر ثمة قرار لدى العديد من الفصائل عدم استعمال السلاح خصيصاً، بهدف توسيع حجم مظاهر الاحتجاج ضد الاحتلال لتشمل كافة قطاعات الشعب الفلسطيني الشعبية والمدنية، وأن لا تقتصر مظاهر رفض الاحتلال على من هو قادر على حمل السلاح، وعلى من هو قادر للوصول إليه، اعتماداً على نتائج الانتفاضة الأولى عام 1987 التي حققت إنجازات نوعية ومكاسب سياسية، وتم ذلك بإرادة شعب فلسطين بدون استعمال السلاح ضد الاحتلال، بل مجرد مظاهرات واحتجاجات مدنية، كشفت للعالم التناقض بين عدالة قضية الفلسطينيين وظلم الاحتلال الإسرائيلي.
سياسات المستعمرة وتعميم قياداتها العسكرية والأمنية، لقواتهم وأجهزتهم، استعمال أقسى أنواع الردع والبطش وصولاً إلى القتل بدم بارد للشباب الفلسطينيين، بهدف إحباط مظاهر العداء والرفض ومقاومة الاحتلال.
ها هي لجنة الأمم المتحدة الخاصة بتقييم سلوك المستعمرة ومدى شرعيتها غير القانونية ووجودها الاستعماري التوسعي وسلوكها العنصري غير المبرر في السيطرة غير الشرعية على الأراضي المحتلة عام 1967: القدس والضفة الفلسطينية والجولان، وحصار قطاع غزة وتجويعه ومنع الحرية والتحرك والعيش الكريم لأهله وناسه.
تُتخذ عقوبات بحق روسيا، بسبب اجتياحها لأوكرانيا، وتستنفر الولايات المتحدة وأوروبا، ودفعوا ما يقارب 80 مليار دولار لتغطية احتياجات أوكرانيا العسكرية لمواجهة روسيا خلال عام، فماذا بشأن احتلال المستعمرة الإسرائيلية لأراضي ثلاثة بلدان عربية: فلسطين وسوريا ولبنان؟.
المستعمرة تتسع على أرض فلسطين والجولان السوري وتقمع شعبها، والتطبيع متواصل لتعزيز شرعية المستعمرة والاعتراف بها، أليس ذلك مكافأة ورضى عنها رغم ما تفعله بحق الشعب الفلسطيني والمس بمقدساته الإسلامية والمسيحية والتطاول على محرماتها؟؟.