شارك المئات من المجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48، يوم السبت، في المسيرة المركزية بمدينة سخنين، إحياء للذكرى السنوية الـ23 لهبة القدس والأقصى التي استشهد فيها 13 شابا ممن هبوا للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس برصاص الشرطة الإسرائيلية في العام 2000.
وشهداء هبة القدس والأقصى الـ13، هم: رامي غرّة من جت المثلث، أحمد صيام جبارين من معاوية، محمد جبارين ومصلح أبو جراد من أم الفحم، وسام يزبك وإياد لوابنة وعمر عكاوي من الناصرة، محمد خمايسي من كفر كنا، رامز بشناق من كفر مندا، عماد غنايم ووليد أبو صالح من سخنين، علاء نصار وأسيل عاصلة من عرابة.
وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء في سخنين، لتجوب شوارع وأحياء المدينة وصولا إلى النصب التذكاري للشهداء.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ولافتات حملت صور الشهداء وأخرى حملت شعارات تحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عما ارتكبته الشرطة في هبة القدس والأقصى، وحيال تقاعسها في الجريمة المستفحلة بالمجتمع الفلسطيني داخل أراضي الـ48.
وجاءت المسيرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا وتتويجا لفعاليات إحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، والتي سبقها زيارة أضرحة ونصب الشهداء التذكارية في جت المثلث وأم الفحم ومعاوية والناصرة وكفر كنا وكفر مندا وسخنين وعرابة.
وقال رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، إن “المؤسسة الإسرائيلية تتفنن بتضييق الخناق علينا وقتلنا بدم بارد من خلال عصابات الإجرام وتضييق الخناق على أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده من كل الجوانب في البناء والعمل والتهجير وكل شيء، ولكننا نقول لهذه المؤسسة أنها لم ولن تهزمنا أبدا”.
وشدد على أن “وحدة الصف الوطنية هي ضرورية للنيل من مشاريع الحركة الصهيونية التي تعمل على اقتلاعنا من أرضنا، ومن خلال وحدتنا سنهزم كل هذه المخططات، إذ أننا ندعو كل مركّبات شعبنا وكل أبناء شعبنا للمشاركة في العمل السياسي والتظاهرات، حيث لا يمكن أن ننتصر دون العمل الشعبي والجماهيري”.
وكانت لجنة المتابعة قد أصدرت بيانًا سياسيًا بمناسبة الذكرى، قالت فيه، إن جميع السياسات التي فجّرت هبّة القدس والأقصى، “استفحلت أكثر مع السنين، وخاصة في السنوات الأخيرة، في ظل حكومات اتبعت تعميق الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتكثيف استهداف القدس المحتلة، وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأولها المسجد الأقصى المبارك، الأكثر استهدافا، خاصة وأن عصابات (الهيكل المزعوم)، تتربع حاليا على سدة حكومة الاحتلال، ما يقتضي زيادة اليقظة، وإفشال كل مخطط للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا إسلاميا بكامل مساحته، وذلك في الوقت الذي تتواصل مخططات اقتلاع أهالي القدس من أحيائهم التاريخية، وأولها البلدة القديمة، جوهرة التاج”.
وأضافت: “وعلى صعيد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، فإن الهجمة على ما تبقى من أرض عربية تستفحل، خاصة في منطقة النقب، حيث تشتد مخططات الاقتلاع وتدمير آلاف المساكن والبيوت سنويا، لتهجير أصحاب الأرض، وإسكانهم في غيتوات مخنوقة، في حين أن جميع البلدات والمدن العربية والجماهير العربية في المدن التاريخية، تشهد أزمة أرض وسكن، وعدد من البلدات تشهد حالة تفجر سكاني، بموازاة استفحال سياسات التمييز العنصري، والحرمان من الميزانيات، ومساواة الميزانيات الأخرى، وكل ذلك بالتوازي مع تشريعات عنصرية فاشية تستهدف شعبنا الفلسطيني عموما وجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل”.
وتابعت: “إننا نحيي الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، في عام يسجل ذروة بعدد ضحايا دائرة الجريمة والعنف، فاقت بكثير الذروة التي تسجّلت في العامين الماضيين على التوالي”.
وأكدت المتابعة أن “استفحال هذه الظاهرة الدموية، مرتبطة كليا بهبّة القدس والأقصى، لأنها مخطط سلطوي، يقضي بإطلاق يد عصابات الجريمة، وانتشار السلاح، كأحد استخلاصات الهبة في المؤسسة الحاكمة، بهدف ضرب وتفتيت وتفكيك مجتمعنا الفلسطيني من الداخل، وإبعاده عن قضاياه الأساسية، أولها قضيته القومية، وقضاياه اليومية”.