كتب: حمادة فراعنة
لخصت الكاتبة الصحفية الاسرائيلية عميرة هيس في مقالة لها يوم 12/8/2023، الوضع السائد في الضفة الفلسطينية بقولها:
“محظور على الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم، عن حياتهم وأراضيهم وممتلكاتهم، محظور عليهم الدفاع عن أنفسهم، في مواجهة المعتدين الاسرائيليين اليهود، دفاع الفلسطينيين من هجمات الاسرائيليين اليهود في الضفة الفلسطينية، مخالفة جنائية، تؤدي إلى الاعتقال والمحاكمة والسجن ودفع غرامات باهظة، أو إلى الموت، هذا ليس تحليلاً بل هو خلاصة الواقع المشوه”.
وتابعت الصحفية هيس: “محظور علی الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم بالسلاح، ومحظور عليهم الدفاع عن أنفسهم بالحجارة والعصي، ومحظور عليهم أن يهبوا ويتضامنوا مع بعض، لحماية أنفسهم في مواجهة أولئك الذين يعتدون عليهم”.
ما تقوله الإسرائيلية عميرة هيس، ليس مقتصراً عليها، باعتبارها صديقة للفلسطينيين، لا تتوانى للدفاع عنهم مع زميلها الإسرائيلي الرافض للاحتلال وللصهيونية جدعون ليفي، بل يقفز ذلك الى أوساط غير تقدمية، ترى أن سلوك المستعمرة ومستوطنيها وحكومتها تتجاوز كل المعايير الإنسانية والقانونية وحقوق الإنسان.
تمیر باردو الرئيس السابق في جهاز المخابرات الخارجية “الموساد”، عضو حركة “قادة من أجل أمن اسرائیل” ، يقول في مقال له في صحيفة ” يعوت احرنوت” العبرية يوم 8/8/2023:
“مسيرة السخافة الاسرائيلية اليهودية تتواصل منذ اکتر من خمسة عقود ( منذ الاحتلال الثاني لفلسطين عام 1967)، في ظل تجاهل تام للواقع والحقائق، بين النهر (نهر الأردن) والبحر ( البحر الابيض المتوسط) يعيش خمسة عشر مليون نسمة :
نصفهم من الإسرائيليين اليهود، ونصفهم لا (أي من الفلسطينيين العرب)، هذه السخافة تقوم على اساس الفرضية الكاذبة في أنه يوجد في الكون شخص، فما بالك شعب، يكون مستعداً لأن يتنازل عن حريته، وأن يعيش الى الابد عدیم الحقوق”، ويخلص ضابط المخابرات السابق الى القول:
“الدولة ( المستعمرة الإسرائيلية ) التي دعمتها واشنطن أكثر من أي دولة اخرى، كفت عن أن تكون ديمقراطية ( هكذا هو يرى ويدعي من وجهة نظره ) واصبحت دولة أبارتهايد معلنة” ولهذا يقول: “الاحتجاج والمظاهرات الإسرائيلية ضد السياسات الرسمية الحكومية، تعمل كل يوم كي تمنع نهاية الحلم الصهيوني”.
افتتاحية جريدة هارتس العبرية يوم 10/8/2023، تقول: “يتنافس وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، ووزير المالية سموترتش المسؤول على إدارة الضفة الفلسطينة، على من يعمل منهما أكثر من الآخر باستعمال أعمق لسکين الأبارتهايد المغروسة” وكيف يكون ذلك واضحا:
“كم هي دولة اسرائيل تقوم على أساس معايير مزدوجة ومضاعفة، ففلسفة وسياسة التمييز التي تُميز بين الإسرائيليين اليهود وبين الفلسطينيين: مواطنين عرب في اسرائیل (مناطق الاحتلال الأولى عام 1948) ورعايا في أرض محتلة (في مناطق الاحتلال الثانية عام 1967)، نتائجهما: منظومة قوانين مزدوجة، عسكرية ومدنية، في المنطقة ذاتها، تمییز بين الطرفين من على جانبي الحدود: اضطهاد وعنف مع الفلسطينيين وتسامح مع عنف الإسرائيليين اليهود”.
خلاصات هامة لإسرائيليين، تدلل حجم معاناة الفلسطينيين، وشراسة أنظمة وقوانين وإجراءات الاسرائيليين ضدهم.