وقّع ائتلاف من مئات اليهود من طلاب الجامعة والدراسات العليا والخريجين وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء المجتمع، في جامعة برينستون الأمريكية، خطاباً مفتوحاً للتعبير عن تضامنهم مع البروفيسورة ساتيا لارسون، بعد تعرضها لانتقادات من مجموعات مؤيدة لإسرائيل؛ بسبب تدريسها نصاً يقول إنَّ إسرائيل تُشوِّه الفلسطينيين عمداً.
وجاء في الخطاب المفتوح، الذي صاغه تحالف التقدميين اليهود: “نحن منزعجون بشدة من محاولة فرض الرقابة على البروفيسورة لارسون، وحظر كتاب جاسبر بوار، وتقييد البحث الفكري، وإسكات تبادل النقاش بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب داخل الفصل الدراسي وخارجه، لا سيما بشأن القضايا ذات الأهمية السياسية والأخلاقية والفلسفية”.
وحتى مساء الخميس 17 أغسطس/آب، بتوقيت غرينتش، جمعت الرسالة 250 توقيعاً، وفقاً لموقع Middle East Eye البريطاني.
وبحسب الموقع البريطاني؛ فإن دورة لارسون المقرر تدريسها في فصل الخريف القادم، تغطي مجال دراسات الصدمات، مع التركيز على وجهات نظر من جنوب الكرة الأرضية.
إلى ذلك يقول توصيف الدورة التعليمية: “إعادة توجيه التعافي على أنه جزء من عملية التخلص من تركة الاستعمار تُمكِّن الطلاب من إعادة تسييس الصدمات الشخصية؛ لأنها تتداخل مع الموروثات العالمية للعنف والحرب والعنصرية والعبودية والنظام الأبوي والاستعمار والاستشراق ورهاب المثلية والقدرات والرأسمالية والاستخراجية”.
والنصوص المدرجة في الفصل الدراسي هي: “الاستشراق” لإدوارد سعيد، و”بؤساء الأرض” لفرانز فانون، و”الصدمة الاستعمارية” لكريمة لازالي.
“أوقفوا معاداة السامية”
وفي 8 أغسطس/آب، اتهمت جماعة “أوقفوا معاداة السامية” الصهيونية، ومقرها الولايات المتحدة، البروفيسورة لارسون، بتدريس “التشهير بالدم”، مستشهدة بأحد النصوص من كتاب جاسبر بوار “الحق في التشويه.. الضعف والقدرات والإعاقة”، الذي يقول إنَّ إسرائيل تتخذ من التشويه المتعمد للفلسطينيين وسيلة للسيطرة عليهم.
وحصل الكتاب، الذي صدر في عام 2018، على جائزة أليسون بيبمير للكتاب من الرابطة الوطنية لدراسات المرأة، لكنه واجه أيضاً هجمات من الجماعات الصهيونية.
ونقلاً عن أطباء في الخطوط الأمامية في غزة، ذكر موقع ميدل إيست آي سابقاً كيف يتعمد القناصة الإسرائيليون تشويه الفلسطينيين المتظاهرين في غزة، وخلقوا جيلاً من الشباب المعاقين.
رسائل تثير المخاوف
وأرسل مركز الحياة اليهودية، التابع لمنظمة هيليل الطلابية الصهيونية، رسالة تثير مخاوف بشأن تدريس نص بوار في فصل لارسون.
ثم في 9 أغسطس/آب، أرسل وزير شؤون الشتات الإسرائيلي رسالة إلى رئيس جامعة برينستون كريستوفر إيسغروبر، دعا فيها المدرسة إلى حذف النص من فصل لارسون، وإجراء مراجعة لجميع المواد التي تُدرّسها في الجامعة.
رد الطلاب
وردت رسالة الطلاب اليهود على دعوات إسرائيل والجماعات الصهيونية، قائلة إنَّ عدم دراسة “النصوص المثيرة للجدل يمثل هجوماً على ولاية الجامعة ذاتها”.
وقالت الرسالة: “بينما يزعم القادة اليهود اليمينيون المتطرفون في أمريكا وإسرائيل أنهم يتحدثون نيابةً عنا، فإنهم لا يفعلون ذلك. هذه المحاولة الأخيرة لإسكات الخطاب التربوي المتعلق بإسرائيل وفلسطين هي جزء من نمط يستهدف فيه مركز الحياة اليهودية التدخل في الأحداث الأكاديمية والمناهج الدراسية والبحث الفكري والمناقشات داخل الحرم الجامعي”.
ولم يحصل موقع ميدل إيست آي على رد من جامعة برينستون حول طلب التعليق حتى وقت النشر.
وصارت الجامعات بؤراً لقضايا حرية التعبير في الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، جاءت أيضاً في قلب حملات التشهير التي تستهدف الطلاب الفلسطينيين وغيرهم من الطلاب المشاركين في النشاط الداعم لحقوق الفلسطينيين.
وتحدث موقع ميدل إيست آي سابقاً مع العديد من الطلاب الفلسطينيين الذين واجهوا مثل هذه الحملات، إلى جانب إدراجهم في القائمة السوداء، وعلى مواقع مثل Canary Mission، الذي يوثّق الشخصيات والكيانات التي يرى أنها تروج لكراهية الأمريكيين والإسرائيليين واليهود في أمريكا الشمالية.