وجّه مسؤولون كبار سابقون بالشرطة الإسرائيلية، الأربعاء، رسالة تحذير لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتعلق بتوجيهات وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، المتعلقة بمواصلة هدم المنازل الفلسطينية بالقدس الشرقية.
وقالت القناة 12 العبرية، إن “25 مفوضا وضابطا متقاعدا من الشرطة وجهوا رسالة لنتنياهو حذروا فيها من أن توجيهات بن غفير بالقدس الشرقية ستؤدي لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، خاصة هدم المنازل خلال شهر رمضان”.
وأكد كبار الضباط، في رسالتهم، أنه “منذ زمن بعيد قامت الشرطة بإجراءات مغايرة تماما لتوجيهات بن غفير، وذلك بتخفيض نشاطها خلال شهر رمضان. لكن زيادة الإجراءات دافع قوي لانتفاضة جديدة”.
وقال القادة السابقون في رسالتهم التي وجهوها إلى نتنياهو، “يجب عزل بن غفير زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف من منصبه ونقله إلى أي موقع آخر”.
وأشاروا إلى أن بن غفير “يتدخل في عملية صنع القرار في الأحداث العملياتية ويستغل الأحداث والشرطة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية”.
وذكروا أن وزير الأمن القومي “يتصرف بشكل يتعارض مع السلطات التي يمنحها له القانون”.
وبينوا: “كل من اختبر قيادة أحداث شهر رمضان كقائد منطقة القدس وكمفوض للشرطة يعرف أن هذه خطوة لا تقل عن إلقاء عود ثقاب مضاء في برميل من البارود، الأمر الذي من شأنه في أحسن الأحوال تفجير الانتفاضة الثالثة، وفي أسوأ الأحوال إشعال نيران غير ضرورية في العالم الإسلامي خارج حدود البلاد”.
وحذر القادة في هذا الصدد من أن “تجاوز أولويات الشرطة لتلبية الاحتياجات السياسية للوزير قد يكون له تكلفة أمنية غير ضرورية”.
وأوضحت القناة العبرية، أن “عددا من كبار الضباط الذين يخدمون حاليا في جهاز الشرطة الإسرائيلية يؤيدون هذا الرأي وأطلقوا التحذيرات ذاتها”.
وأشارت إلى أن “مجموعة من الضباط المتقاعدين قرروا الانضمام إلى الاحتجاجات التي يتم تنظيمها في تل أبيب ضد حكومة نتنياهو، وذلك من أجل المطالبة بإنقاذ الشرطة من سياسات وزير الأمن القومي”.
وتعليقا على ذلك، قال بن غفير، إن “بعض الأشخاص الذين وجهوا الرسالة لرئيس الوزراء هم أنفسهم من أساءوا إلى الشرطة ووضعوها في موقف صعب”، وفق القناة العبرية.
وأضاف: “أقوم اليوم بإصلاح كل الأضرار الجسيمة التي أحدثوها. أرادوا شرطة سياسية، وأنا أريد شرطة محترفة”.
وقبل عدة أيام، أكد بن عفير، أنه أوعز للشرطة الإسرائيلية بـ”مواصلة عمليات هدم المنازل الفلسطينية بالقدس الشرقية خلال شهر رمضان المقبل”، وفق ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية “كان”.
وقالت القناة العبرية، إن “نتنياهو أجرى مؤخرا محادثات مع قادة الأجهزة الأمنية، والتي أفضت إلى إجماع لديهم على ضرورة وقف عمليات الهدم التي أطلقها وزير الأمن القومي شرقي القدس”.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف الأمنية من أن تؤدي سياسات بن غفير لتصعيد كبير في الأراضي الفلسطينية، كما تتزايد التحذيرات الأمنية الإسرائيلية والأمريكية من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة.