أثار يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء الإسرائيليّ القادم، بنيامين نتنياهو، عاصفةً في دولة الاحتلال، بعد أنْ قام بنشر تدوينةٍ على حسابه الشخصيّ في موقع التدوينات القصيرة (تويتر) طالب فيها رئيس هيئة الأركان العامّة في جيش الاحتلال، الجنرال أفيف كوخافي، بأنْ يقوم بإدخال الرسالة التي وجهها أواخر الأسبوع الفائت لجنود وضباط الاحتلال لمؤخرته، لا أقّل ولا أكثر
وتُعتبر هذه التدوينة النابية من مميّزات الابن البكر لنتنياهو، الفعّال جدًا على وسائط التواصل الاجتماعيّ، والذي لا يُخفي حقده وكرهه الدفينيْن ضدّ العرب وكلّ مَنْ يُعارِض التوجّه اليمينيّ العنصريّ والمُتطرّف حتى من بين الإسرائيليين، الذين يرفضون التسليم برئاسة نتنياهو لحكومة إسرائيل.
وفي هذا السياق، هاجم المحلل الأمنيّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، اليوم الثلاثاء، الجنرال كوخافي وقال إنّه منذ أنْ تسلّم منصبه قبل أربعة أعوامٍ تغاضى عن العمليات الجنائيّة التي يرتكبها جنود الجيش الإسرائيليّ، وفضّل التعامل مع جنود الصّف، ولم يجرؤ على اتهام القادة الذين أرسلوهم لتنفيذ المهمّات في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ كوخافي سيُغادِر منصبه في شهر كانون الثاني (يناير) القادم دون أنْ يترك بصمةً إيجابيّةً على الجيش، على حدّ تعبيره.
وأضاف ميلمان موجهًا حديثه لكوخافي: “لو كنت قائدًا جيّدًا للجيش لما سمحت لمئات حوادث الاعتداء على الفلسطينيين أنْ تحدث، وكان عليك أنْ تُوضِح منذ البداية أنّك لن تتحمّل ولن تُسامح على عمليات الجيش ضدّ الفلسطينيين وضدّ اليسار الإسرائيليّ الذي يتضامن معهم، ولذا فإنّ قيامك بعد أربع سنواتٍ بتوجيه الرسالة للضباط والجنود لا قيمة لها بالمرّة، وقد أثبتت أيُّها الجنرال كوخافي أنّ التعامل وفق التنازلات دفعت فيما دفعت قوى اليمين إلى مهاجمتك، وكان الأفظع من بينهم ابن رئيس الوزراء السابق والقادم يائير نتنياهو، الذي تمادى ونشر تغريدةً على حسابه في (تويتر)”، على حدّ تعبيره.
ومضى المحلل ميلمان قائلاً: “في الأغلبية الساحقة من الأعمال التي قام بتنفيذها الجنود تحت إمرتك، كانوا دائمًا إلى جانب المُستوطنين المُخلّين بالقوانين، أوْ في أحسن الأحوال تصرّفوا وكأنّهم من قوّات الأمم المُتحدّة، حيث حاولوا إبعاد المهاجمين من المستوطنين عن ضحاياهم من الفلسطينيين”.
وكانت صحيفة (معاريف) العبرية كشفت النقاب، عن تورط نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “بنيامين نتنياهو” في شؤون والده. وقالت الصحيفة العبرية، إنّ نير حيفتس المستشار الإعلاميّ السابق لنتنياهو أدلى بشهادته في قضية ملف (4000) للتحقيق مع نتنياهو في قضايا فساد، حيثُ كشف عن تورط نجله يائير بالتدخل في شؤون والده وإلحاق أضرار جسيمة بالدولة، على حد قوله.
ونقلت الصحيفة شهادة “حيفتس”، بشأن تعيين أفيرام العاد رئيس التحرير السابق للموقع الإخباريّ (WALLA)، أنّ المدير العّام للموقع إيلان يشوعا كان تحت ضغط لتجنيد إلعاد ولكنني لم أستطع نقل التعيين بشكل رسمي، ولا أعرف لماذا لم أقل ذلك قبل 4 سنوات”.
وتابع حيفتس في شهادته، لقد أخبرت الحقيقة للشرطة، وأقولها هنا، فأنا لا أشعر بالراحة في تحليل شخصية يائير نجل نتنياهو، لأنّ أسلوبه في التعبير يصل إلى أماكن فظة جدًا”، مُشيرًا في ذات الوقت إلى أنّ يائير كان في منزل رئيس الوزراء طوال اليوم، وانقلب على والدته سارة، وقال: غضبها مزعج للغاية ومن ينتصر ويثير غضبها سيشرق”.
على صلةٍ بما سلف، كان الصحافي الاستقصائيّ، رفيف دروكر قد كشف النقاب عن أنّ الامتيازات التي قدمها الملياردير الأسترالي جيمس باكير ليائير نتنياهو، لم تتوقف عند استضافته في شقته الفاخرة في تل أبيب، وإنّمًا أيضًا العطلات والرحلات الجوية الخاصة والنوم في فنادق فخمة.
وتبيّن أنّ يائير انضم إلى رحلة بنيامين نتنياهو إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهناك نزل في فندق فخم في المدينة، وهو الفندق الذي ينزل فيه باكير بشكل دائم، وضمن مجموعة الغرف التي استأجرها الملياردير الأسترالي.
وفي حالات أخرى، كان يتوجه يائير في رحلات بطائرة باكير الخاصة. وفي بعض العطلات التي مولها الملياردير الأسترالي شارك أصدقاء نتنياهو الأبن أيضًا، وتوجّه، بحسب الصحافيّ الإسرائيليّ في القناة الـ 13 بالتلفزيون العبريّ، نتنياهو الابن في رحلة تزلج على الجليد في أسبن في كولورادو، ونزل هناك في عزبته الفاخرة لباكير، دون أن يكون الأخير هناك.
علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، فقد نشر التلفزيون العبريّ تسجيلات لنجل نتنياهو وهو برفقة الأصدقاء في بارات ومواخير تل أبيب، وهم يقومون بـ “سهرة غرامٍ” مع العاملات في الحانات، علمًا أنّ يائير كانت تحت حراسة وحدة حماية الشخصيات المُهّمة في جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ).