“لا جديد بشأن موعد صرف شيكات ومخصصات الشؤون الاجتماعية”.. عدة كلمات باتت محفوظاً في عقل وذاكرة كل منتفع في قطاع غزة والضفة الفلسطينية المحتلة من الشؤون الاجتماعية، الأمر الذي جعل من السؤال على موعدها، بلا قيمة وفائدة لمستحقيها، كون سبب تأخيرها “عدم توفر التمويل اللازم لذلك من الجهات المانحة”، بحسب تصريحات الوزارة المتعددة.
فإعلان الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء 14/6/2022 ، استئنافه الدعم المالي للسلطة ومن ضمنها مخصصات الشؤون الاجتماعية، عن العام الماضي 2021، أعاد الأمل والتفاؤل لـمنتفعو “الشؤون الاجتماعية” باقتراب موعد صرفها بعد انقطاع قرابة العام.
فاستئناف الدعم المالي للسلطة وضمنه مخصصات الشؤون، هل سيعجل بوزارة الشؤون الاجتماعية إصدار إعلاناً عن موعد صرفها خلال الأيام القليلة القادمة، أم ستكون ديون السلطة الفلسطينية المتراكمة منذ انقطاع الدعم المالي، عائق جديد أمام صرفها.
تغيير قيمتها
الكاتب مصطفي الصواف، رأى أن السلطة ستحاول تقزيم المخصصات الاجتماعية لتحقيق أهداف تستطيع بها خدمة مصالحها بالضغط على أهل الحاجة منتفعو “الشؤون الاجتماعية” بشكل كبير بحيث تكون بحد أقل على ما كانت عليه بالسابق ( قيمة صرفها).
وأوضح الصواف، أن الديون المتراكمة على السلطة الفلسطينية، يمكن أن تقلل من قيمة صرف مخصصات الشؤون، واتباع نظام القيمة الموحدة مثلماً حدث في السابق، حين أعلنت الوزارة عن صرف دفعة واحدة بعد انقطاع بقيمة 750 شيكل لكل المستفيدين من برنامج الأسر الفقيرة”.
وبين أن السياسة التي تعمل بها الوزارة التي يقوده الوزير مجدلاني وارد منها كل شيء سواء كان متوقع أو غير متوقع.
جرعة أمل
وأعلنت فون دير لين رئيسة المفوضية الأوروبية ، اليوم الثلاثاء، عن استئناف مساعدات الاتحاد الاوروبي لفلسطين، وقالت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء محمد اشتية، لدى وصولها إلى رام الله “يسعدني أن أعلن أن مساعدات الاتحاد الأوروبي للعام 2021 ستصرف بشكل سريع، بعد إزالة جميع الصعوبات”.
وأضافت “صرف هذه المساعدات بات مهما للغاية لدعم الناس، خصوصا الأكثر احتياجا، لتمكينهم من مواجهة الظروف الحالية، وتعزيز الفرص الاقتصادية، وهذا ما نعمل عليه معا” مع الحكومة الفلسطينية، إعلان المفوضية الأوروبية هذا تلقه المسن أبو محمد العصار من سكان مدينة غزة، بجرعة تفاؤل وأمل بقرب صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية، قائلاً :”أمل من الله أنه يكون صرف الشؤون قريب، والله منذ نحو عام وحتى اليوم تأخيرها زاد من صعوبة الوضع ، ومش قادر أوفر مستلزمات الحياة الأساسية”.
وأضاف” صرف الشيكات مصدر العائلة الوحيد وأن أي تأخير أو تأجيل لصرفها يضاعف من معاناة حالتنا المعيشية، لا سيما أن لدي ولد يعاني من أمراض مزمنة وبحاجة إلى شراء دواء مستمر وأنت شايف الوضع يا دوب الواحد قادر يوفر الأكل”، معرباً عن أمله بصرفها قبل عيد الأضحى المبارك لمساعدته في ادخال لو جزء بسيط من السعادة والفرح على أفراد أسرته.
ويستفيد من مخصصات “الشؤون الاجتماعية” قرابة الـ80 ألف أسرة، في قطاع غزة، وسط مطالبات بزيادة أعداد الأسر لبرنامج المخصصات، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع والتي تزداد صعوبة يوماً بعد يوماً في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ العام 2007م.
الوزارة جاهزة
بدروه، علق وزير التنمية الاجتماعية على قرار الاتحاد الأوروبي استئناف الدعم المالي وضمنه مخصصات الشؤون الاجتماعية، قائلاً “ إن الوزارة لن تعلن عن أي موعد لصرف دفعة المساعدات الاجتماعية ما لم تصل دفعة الاتحاد الأوروبي لخزينة الحكومة الفلسطينية”.
وأشار المجدلاني في تصريحات صحفية إلى أن الوزارة جاهزة من الناحية الفنية ولكن ما لم تصل حصة الاتحاد الأوروبي المالية للخزينة، لا نستطيع أن نتحدث عن موعد للإعلان عن دفعة للمساعدات الاجتماعية، لان هذا الأمر هو مناصفة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي”.