اعتبر إحدى القيادات في حركة فتح سؤال خليفة الرئيس الفلسطيني بالمسألة “غاية في الأهمية”، وأكدت أن هذا الموضوع هو حديث دائم لدى جميع المستويات في الحركة إلا أنها غالبا ما لا تخرج للعلن.
وشدد القيادي، الذي رفض ذكر اسمه، خلال حديثه لصحيفة القدس العربي: ” أن هناك تيارا داخل الحركة، وهذا أمر لم يعد سرا، “هناك تيار يقوده الوزير حسين الشيخ ومدير المخابرات ماجد فرج، وهو الأقرب للرئيس، وتيار ثاني يتزعمه جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح.
وقال إنه على هؤلاء أن يجيبوا عن سؤال: لماذا لا يتم بحث سيناريوهات المستقبل في حال غاب الرئيس؟ هؤلاء هم المسؤولون، تقنيا وفنيا، وهم من يجب أن يطرح السؤال عليهم.
وفي معرض حديثه نقل القيادي في حكاية حدثت في اجتماع اللجنة المركزية الأخير مفادها أن الرئيس الفلسطيني كان يصلي أثناء الاجتماع، فيما كان هناك قياديا فتحاويا يتناقش مع آخرين على مسمعه حول أن “الرئيس في النهاية سيموت”، (تشير التقديرات أن عمره 86 عاما)، وبالتالي كان السؤال: لماذا لا يتم إقرار آلية حول من سيخلفه؟.
وعن موقف الرئيس من هذا النقاش قال: “فور انتهاء الرئيس من الصلاة قال للأخوة المتناقشين إن هذا كلام صحيح مئة بالمئة، وبالتالي يجب بحث مسألة من يخلفه”.
وأضاف: “نحن نتحدث هنا عن نقاش ضروري وضمن مستوى واحد فقط من مستويات التأثير، أي داخل الحركة، وهو أمر ليس بالضرورة أن يكون ملزما للمستوى الشعبي الفلسطيني أو الدولي”.
وبرأي القيادي الفتحاوي فإن هذه القصة تحمل دليلا على أن الرئيس لا مشكلة لديه في مسألة بحث من يخلفه.
وتابع: “سؤال من يخلف الرئيس مهم، وهو أمر دائم وفي كل الاجتماعات والأحاديث الداخلية للحركة، مثلما طرحت مراكز الدراسات الغربية السؤال، ومثلما تناول الإخوان المسلمين الأمر وقدموا رؤيتهم لما بعد الرئيس، وكذلك الجهات العربية، سيكون من الطبيعي أن تنجز الحركة هذا الأمر”.
لكن القيادي يقر أن ذلك لا يتم، حتى للحظة، بالطريقة الصحيحة، رغم أنه يرى أن كل من يطرح هذا السؤال هو حريص على مصلحة الحركة والحالة الفلسطينية.
وعن الجهات ذات التأثير في خليفة الرئيس الفلسطيني قال المصدر: “هناك ثلاثة دوائر الأولى داخل الحركة، والثانية محلية شعبية، والثالثة إقليمية ودولية، ولكل دائرة تأثير على من يكون خليفة الرئيس”.
وأكد أن الحلقة الأولى التي على فتح بحثها وإنجازها تتمثل بمن هو رئيس الحركة القادم، وتابع: “لا يعني ذلك أن ما تختاره فتح رئيسا لها بعد عباس سيكون بالضرورة رئيسا للسلطة الفلسطينية، فهناك منظمة التحرير الفلسطينية وهي تتكون من قوى وفصائل ولها وجهات نظرها أيضا في هذه المسألة، وهناك الدائرة الثانية التي تمثل الحالة الشعبية المحلية، والدائرة الثالثة التي تشمل المستوى الإقليمي والدولي”.
وتابع هناك سيناريوهات كثيرة حول ما تفرزه الحركة، فقد يكون مناسبا للمقاس الشعبي الفلسطيني وهذا قد يعني أنه متعارض مع المقاس الدولي، وقد يكون متوافقا مع المقاس الدولي لكنه متعارضا مع المقاس الشعبي، وبالتالي الأمر متعدد الأوجه.
وشدد أنه في حال اختارت اللجنة المركزية قائدا لفتح فإننا سنكون أمام توافق على شخص واحد وهذا جيد من حيث المبدأ.
ويرى القيادي بضرورة أخذ الخطوة الأولى التي سيترتب عليها توافقات وحوارات كثيرة، في ظل أن فتح لا يمكنها أن تفرض نفسها على الشعب الفلسطيني.