انجز مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة (بيرك) في نابلس بحثًا علميًا حول النباتات الطبيعية في دولة فلسطين، استغرق اجراؤه عدة سنوات، وذلك في اطار جهوده لدراسة التنوع الحيوي في الوطن والحفاظ عليه.
واشتمل البحث على قائمة شاملة وتفصيلية لنباتات دولة فلسطين (1826 نوعا نباتيا) مع تقديم شروحات مهمة للتغييرات الأخيرة في الأسماء العلمية المعتمدة عالميًا، وأماكن توزيع النباتات الجديدة، وموائلها الطبيعية، والعينات المتوفرة منها في معشبة “بيرك”، ومعايير القائمة الحمراء للنباتات المهددة، والنباتات البرية الصالحة للأكل، والنباتات المتوطنة، والنباتات المستخدمة في الطب العربي الفلسطيني التقليدي.
ولا تقتصر أهمية البحث على نشره للقائمة المشروحة الأولى لنباتات دولة فلسطين الطبيعية، وإنما تمتد لتشمل تقديم تحليل نباتي معمق لـلفلورا الفلسطينية.
وأظهر التحليل الكمي المعمق لهذه الفلورا وجود 102 نوعًا نباتيًا مهددًا بالانقراض، تمثل 5.6٪ من إجمالي النباتات في دولة فلسطين.
كما أظهر البحث عن طريق استخدام التصنيف الموحد للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) وشراكة تدابير الحفظ (CMP) للتهديدات المباشرة للنباتات المدرجة في القائمة الحمراء وجود خطر كبير لإنقراض النباتات البرية الفلسطينية المهددة، حيث اتضح أن 76.5% من هذه الأنواع إما على وشك الانقراض، أو مهددة بشكل حرج، أو مهددة جدًا، وكان 23.5٪ فقط من هذه الأنواع معرضة للتهديد، بمعنى أنها تواجه مستوىً مرتفعًا من خطر الانقراض في المستقبل المنظور.
وأظهر البحث ًيضًا أن عددًا كبيرًا من الأنواع والأصناف النباتية يتعرض للعديد من المهددات بما فيها: صغر حجم مجتمعات النبات، والتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة المكثفة المصحوبة بالحراثة العميقة، واستخدام مبيدات الآفات، والتنمية الحضرية والبناء، والتغير المناخي العالمي، وتجفيف المستنقعات والأراضي الرطبة، والتعدين، والحرائق، والتلوث.
ويمكن أن تساعد القائمة المشروحة لفلورا دولة فلسطين في تركيز جهود الحفظ، وتوفير إطار للبحث وتطبيقات لسياسة الحماية لنباتات دولة فلسطين، وبخاصة النباتات المتوطنة والمهددة.
يشار إلى أن انجاز هذا البحث تم بدعم جزئي عبر منحة من صندوق شراكة الأنظمة البيئية الهامة (CEPF) من خلال الـ”بيردلايف انترناشيونال” BirdLife International.