شيّع الآلاف من أهالي القدس مساء أمس الإثنين، جثمان الشهيد وليد الشريف، الذي ارتقى السبت الماضي، بعد أن كان أصيب في الجمعة الثالثة من شهر رمضان داخل المسجد الأقصى، وذلك بعد ساعات من تسليم الاحتلال جثمانه.
ومنعت شرطة الاحتلال مئات الشبّان من دخول المسجد الأقصى للمشاركة في تشييع الشهيد الشريف (23 عامًا) من بيت حنينا، وعززت من تواجدها الأمني في البلدة القديمة والطرقات المؤدية للمسجد الأقصى.
ودفعت الإجراءات الاحتلالية الشبّان لأداء صلاة المغرب أمام باب الأسباط، حيث احتشدوا في المكان بالمئات وسط هتافات منددة بالاحتلال، وتمكنوا من الدخول إلى المسجد الأقصى بالآلاف للصلاة على الجثمان.
ومع بدء تشييع الشهيد أطلق عناصر شرطة الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت على المشاركين واعتدوا على عدد منهم بالضرب. واستمرت الملاحقة والقمع حتى داخل مقبرة المجاهدين، فيما اندلعت مواجهات عنيفة بشارع صلاح الدين.
وقال الهلال الأحمر إنّ طواقمه تعاملت مع 52 إصابة خلال مواجهات القدس، منها 12 نقلت للمستشفى، بينها إصابة بالعين، كما استهدفت شرطة الاحتلال سيارة إسعاف بأضرار أثناء نقلها جثمان الشهيد من مستشفى المقاصد إلى المسجد الأقصى خلال مواجهات مع الشبان على طول الطريق.
وبحسب الصحافيين الذين غطّوا القمع الذي يذكّر باستهداف جثمان الصحافية شيرين أبو عاقلة والمشيعين في المستشفى الفرنسي يوم الجمعة الماضية، فقد أصيب عدد من الصحافيين والمصورين داخل مقبرة المجاهدين، عرف منهم: ديالا جويحان، رامي الخطيب، نسرين سالم، براءة أبو رموز، أحمد جابر، محمد عشو، معاذ الخطيب، مصطفى الخاروف، عبد العفو زغير، رجائي الخطيب، احمد ابو صبيح.
كما احتجزت شرطة الاحتلال عشرات الشبان الذين جرى اعتقالهم الليلة، أمام مركز شرطة صلاح الدين.
وقالت حركة حماس في بيان، إن اعتداء قوّات الاحتلال على مشيّعي جنازة الشهيد الشريف “إرهابٌ صهيوني سيقابل بمزيد من الصمود والتحدي والمواجهة المفتوحة”.
وأضافت أن “الاعتداء على الذين خرجوا في تشييع جثمان الشهيد وليد الشريف، مساء اليوم، وقمعهم واستهدافهم بالرّصاص الحيّ، وإصابة العشرات منهم، هو جريمة تفضح إرهاب وسادية هذا العدو، وانتهاكاته لكلّ القوانين والأعراف والشرائع، وتكشف مجدّدًا أنَّ قيادته قد فقدت صوابها وباتت في حالة من الذعر والخوف، أمام حالة التلاحم والصمود الشعبي والتصدّي لكلّ مخططاته التهويدية والاستيطانية”.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه في القدس المحتلة، تسلمت جثمان الشهيد وليد الشريف، ونقلته بعد ذلك إلى مستشفى المقاصد.
وكان محامي مركز معلومات وادي حلوة – القدس محمد محمود، أعلن في وقت سابق أنه سيتم نقل جثمان الشهيد إلى مستشفى المقاصد لتغسيله وتكفينه، ثم إلى المسجد الاقصى للصلاة عليه، ومواراته الثرى في مقبرة المجاهدين، بعد صلاة العشاء مباشرة دون أي شروط.