انتقد وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، اليوم الثلاثاء، سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها بعض دول العالم، وما ينجم عنها من تطبيق قواعد القانون الدولي على بعض الدول، ومنح الحصانة لدول أخرى ضد محاسباتها على انتهاكاتها للقوانين والأعراف الدولية.
جاء ذلك في كلمته بأعمال الدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، المنعقد في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، تحت عنوان “بناء الشراكات من أجل الوحدة والعدالة والتنمية”.
وقال المالكي “ان الشعب الفلسطيني عانى من الظلم والاحباط بسبب سياسة الكيل بمكيالين”.
وتعرض المالكي الى تأثير النزاعات الدولية على استقرار العالم، وعلى زيادة التحديات التي تهدد النظام العالمي متعدد الاطراف القائم على القانون الدولي. واشار الى الأهمية البالغة لتوحيد الجهود الدولية لمواجهة التحديات الراهنة وتكريس العدالة والاستقرار العالميين، وضرورة اتخاذ خطوات جماعية من خلال تفعيل النظام متعدد الأطراف بجميع أدواته المتاحة.
وأطلع المالكي المجتمعين على آخر الأوضاع الميدانية في دولة فلسطين، خاصة ما تتعرض له مدينة القدس الشريف بسبب سياسات الفصل العنصري التي تنتهجها إسرائيل، سلطة الاحتـلال غير الشرعي، وممارساتها غير القانونية والمخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية في المدينة المحتلة، بما فيها الترحيل القسري لأبناء الشعب الفلسطيني اهل المدينة الاصليين، وهدم المنازل وبناء المستوطنات والجدار لعزلها عن محيطها الفلسطيني ومنع وصول المصلين المسيحيين والمسلمين إلى أمـاكن عبادتهم، بهدف تهويد المدينة المقدسة وتغيير طابعها ومكانتها القانونية ومعالمها التاريخية وهويتها العربية والإسلامية وتغيير تركيبتها الديموغرافية، اضافة الى الاعتداء على مقدرات الشعب الفلسطيني من خلال قرصنة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لأموال الضرائب الخاصة به.
وأكد أن ما تقوم به اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال بهدف محو الوجود الفلسطيني من القدس هو ما سيؤدي حتما الى حرب دينية، وستكون لها عواقب وخيمة على السلم والأمن الاقليمي والدولي.
وطالب المالكي جميع الدول الأعضاء بممارسة كافة أشكال الضغط من أجل محاسبة اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على الجرائم الممنهجة التي ترتكبها في فلسطين، وباتخاذ جميع التدابير لتقديم الدعم والعون لدولة فلسطين في كافة الخطوات التي تقوم بها لمحاسبة اسرائيل، سلطة الاحتلال، وانهاء نظام الاحتلال الاستعماري وتفكيك نظام الفصل العنصري.
كما طالب كافة الدول الأعضاء على العمل من أجل تنفيذ كافة القرارات السابقة الصادرة عن القمم والاجتماعات الاسلامية السابقة، بالاضافة الى الضغط والعمل على تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن مختلف المحافل الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان ومحكمة العدل الدولية، لما له من أهمية في سعي الشعب الفلسطيني لتحقيق مطالبه المشروعة والمكفولة بالقانون الدولي وقواعده الآمرة.
وعبر المالكي عن شكره لكافة الدول التي تدعم الشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق مطالبه وحقوقه المشروعة، وعلى رأسها حقه في الاستقلال وتقرير المصير وعودة اللاجئين، مؤكداً أن حماية القدس وفي القلب منها المسجد الاقصى المبارك، تقع على كاهل الأمة الإسلامية جمعاء.