أعلنت بورصة موسكو، الخميس، تجميد التداولات لفترة وجيزة، بعدما سجّل سعر صرف الروبل تراجعاً قياسياً، إثر شنّ روسيا عملية عسكرية ضد أوكرانيا، فيما تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية والأوروبية وتجاوز سعر برميل النفط عتبة 100 دولار، للمرة الأولى منذ أكثر من 7 سنوات.
تراجع قياسي للروبل
وانخفض سعر صرف الروبل الروسي إلى أدنى مستوى منذ مطلع 2016، وهو ما دفع بورصة موسكو إلى تجميد التداول، معلنة “استئنافه في وقت لاحق”.
وتراجع الروبل 3.6% في مقابل الدولار إلى 84.0750، بعد دقائق على افتتاح البورصة، قبل إيقاف التداول بسرعة، حسبما نقلت “رويترز”.
وسجل الروبل تراجعاً بنسبة 8% في مقابل الدولار عند 87.55، مع استئناف التداول بعد إيقافه، علماً أنه سجل في وقت سابق أدنى مستوى قياسي عند 89.60. وكان خسر 6.3% ليُتداول عند 97.51 في مقابل اليورو، مسجلاً في وقت سابق 99.99.
في وقت لاحق، توقف التداول على الروبل والأسهم والعقود الآجلة في بورصة موسكو تقريباً بعد أن انخفضت الأسعار إلى حدود نطاق التداول التي حددتها البورصة، وفقاً لوكالة إنترفاكس.
ورفعت المصارف الروسية أسعار صرف النقد الأجنبي بشدة، إذ عرض “بنك ألفا” شراء الدولار واليورو في مقابل 91.44 و101.11 روبل على التوالي. وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن “بنك سبيربنك”، أكبر مصارف البلاد، عرض شراء اليورو في مقابل 116 روبل.
وانخفض الروبل 10.5% في التعاملات بين المصارف إلى 89.71، وهذا أدنى مستوياته على الإطلاق، بحسب “رويترز”.
وأعلن المصرف المركزي الروسي أنه قرر التدخل في سوق الصرف الأجنبي، للمساعدة في “استقرار الوضع”.
بورصات آسيا
في الوقت ذاته، تراجعت بورصة هونج كونج، الخميس، في منتصف النهار، إذ خسر مؤشر “هانج سنج” 3.11% من قيمته، ليبلغ 22925.60، بعد الإعلان عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، حسبما أفادت وكالة “فرانس برس”.
وأشارت وكالة “أسوشيتد برس” إلى انخفاض مؤشر شنجهاي بنسبة 0.9%، إلى 3،458.12، فيما انخفضت مؤشرات السوق في طوكيو وسيول بنسبة 2%، كما خسرت بورصة سيدني أكثر من 3%.
بورصات أوروبا
وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأوروبية بنسبة 4%، الخميس، مع تخلّي المستثمرين عن الأصول ذات المخاطر العالية، إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، الذي أثار مخاوف من ارتفاع التضخم وتعطيل النموّ الاقتصادي.
وتراجعت العقود الآجلة التي تتبع أكبر 50 شركة في أوروبا، بنسبة 4.1%. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر “داكس” الألماني بنسبة 4.4%، فيما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر FTSE البريطاني بنسبة 2.4%.
تركيا
تراجعت الليرة التركية 2.6% في مقابل الدولار الخميس، وهذا أقلّ مستوياتها منذ شهرين. وسجلت الليرة 14.1990 في مقابل الدولار، بعد استقرارها على نطاق واسع في الشهر الماضي.
ارتفاع أسعار النفط
وقفزت العقود الآجلة لخام برنت إلى 103.32 دولار للبرميل، في أعلى مستوى منذ أغسطس 2014، فيما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 6 دولارات إلى 98.10 دولار للبرميل، بحسب “رويترز”.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في شركة ING Groep NV، قوله إن “تفاقم الأوضاع على صعيد الأزمة في أوكرانيا دفع أسعار الخام إلى مستوى 100 دولار للبرميل. سوق النفط ستنتظر الآن لترى كيف ستردّ الدول الغربية على الإجراءات الروسية الأخيرة. “نتيجة لذلك، من المحتمل أن نشهد المزيد من التقلبات في السوق، فضلاً عن الحاجة إلى تسعير علاوة مخاطر أكبر”.
الذهب والمعادن النفيسة
وارتفعت أسعار الذهب في التعاملات الفورية 1.7% إلى 1939.97 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد بلوغ أعلى مستوياته منذ يناير 2021 عند 1948.77 دولار للأوقية. وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.8% إلى 1943.90 دولار للأوقية.
كما ارتفع الذهب، وهو من أصول الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات، بنحو 8% منذ بداية فبراير، مع تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية. ويتجه هذا المعدن نحو تسجيل أفضل أداء شهري منذ يوليو 2020.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، زادت الفضة في المعاملات الفورية 2.1% إلى 25.03 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 1% إلى 1102.43 دولار للأوقية، في حين صعد البلاديوم 1.3% إلى 2514.54 دولار للأوقية.
وبلغ سعر الألمنيوم مستوى قياسياً الخميس، علماً أن روسيا هي أبرز دولة منتجة له. وارتفع سعر هذا المعدن الصناعي إلى 3382,50 دولار للطن، متجاوزاً المستوى القياسي السابق البالغ 3380,15 دولار، والذي سجّله في يوليو 2008 خلال الأزمة المالية العالمية، بحسب “فرانس برس”.
محاصيل زراعية
قفزت أسعار القمح بنسبة 4.3% إلى 9.2275 دولار للبوشل في شيكاجو، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2012، وزاد زيت النخيل في ماليزيا بنسبة 2.6% إلى مستوى قياسي بلغ 6139 رينجت للطن.
وتشحن روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، حبوبها بالأساس من موانئ البحر الأسود. وقال مصدر في قطاع الحبوب لرويترز مشترطاً عدم نشر هويته “جميع السفن متوقفة (في بحر آزوف)”.
وتصدّر روسيا وأوكرانيا 29% من صادرات القمح العالمية و19% من إمدادات الذرة و80% من زيت دوار الشمس. وتورد روسيا قمحاً إلى جميع الأطراف الرئيسية في العالم. وتركيا ومصر هما أكبر المستوردين.
العملات المشفرة تتهاوى
تراجعت عملة البتكوين إلى أدنى مستوياتها في شهر، الخميس، بعد الهجوم الروسي، مما أدى إلى بيع أصول أكثر خطورة، بحسب رويترز.
وانخفض سعر البتكوين بنسبة تصل إلى 7.9% إلى 34 ألفاً و324 دولاراً، وهو أدنى مستوى منذ 24 يناير الماضي، وكان آخر تداول له منخفضاً بنسبة 4.5%. كما انخفضت أيضاً العملات الأصغر التي تتحرك عادةً جنبًا إلى جنب مع عملة البتكوين، إذ فقدت عملة إيثيريوم نحو 10.8%.