طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي التعامل بمنتهى الجدية مع تصريحات ومواقف المسؤولين الإسرائيليين المعادية للسلام، ونتائجها الكارثية التخريبية على الجهود الأمريكية والدولية المبذولة للحفاظ على فرصة إحياء عملية السلام والمفاوضات.
وشددت الوزارة في بيان صادر عنها اليوم الإثنين، على ضرورة التحرك الجاد والعملي لإنقاذ حل الدولتين من براثن الاستعمار الإسرائيلي العنصري، بما في ذلك سرعة ترجمة واشنطن لأقوالها ومواقفها إلى أفعال، والوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها تجاه الصراع والقضية الفلسطينية.
وأشارت “الخارجية” في هذا المجال، إلى “حرص أركان الائتلاف الحاكم في إسرائيل على التفاخر العلني بمعاداتهم للسلام وتنكرهم لمرجعياته الدولية بما فيها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأي الأرض مقابل السلام وحل الدولتين وانقلابهم المتواصل على الاتفاقيات الموقعة”.
بالإضافة إلى ما يمارسه هذا الائتلاف من عملية تضليل تتمثل في “جملة من المقولات الوهمية التي تندرج ليس فقط في إطار تضليل الرأي العام العالمي والمسؤولين الدوليين وإنما أيضا من أجل الحفاظ على الوضع الاستعماري القائم الذي يعطي دولة احتلال المزيد من الوقت لاستكمال تنفيذ حلقات مشروعها الاستعماري التهويدي للأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية المحتلة، مثل: (تقليص الصراع، حزم المساعدات الاقتصادية والمدنية، مشاريع لتقوية السلطة، الأمن مقابل الغذاء استبدال السلام الحقيقي باتفاقيات “ابراهام”)، وغيرها من المفاهيم التي لا تعدو كونها تلاعبا بالألفاظ بهدف شطب الحقوق الفلسطينية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧ بعاصمتها القدس الشرقية.”
وقالت “الخارجية” في بيانها: “لو قرأ المجتمع الدولي والمسؤولين الأمميين تصريحات ومواقف أركان الحكومة الإسرائيلية من زاوية ما يجري على الأرض لاكتشف سريعا أن ما تعرضه الحكومة الإسرائيلية على الشعب وقيادته هو الاحتلال والاستيطان ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي “الابرتهايد” الذي تحدثت عنه منظمة العفو الدولية “امنستي” و “بيتسيلم” و”هيومان رايتس ووتش” وغيرها من المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية وحتى الإسرائيلية، ولاكتشف المجتمع الدولي أيضا أن الهدف من عمليات القمع والتنكيل والقتل والعقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين يندرج في إطار محاولات إسرائيل الرسمية لإجبار الشعب الفلسطيني على التسليم بالأمر الواقع والتعايش مع الاحتلال تحت شعارات وعناوين مختلفة، حيث لا يمر يوم دون أن ترتكب إسرائيل المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأرض وطنه ومنازله وممتلكاته ومقدساته”.
وأشارت إلى ما حدث صباح هذا اليوم من اعتداء همجي للمستوطنين على بلدة اللبن الشرقية جنوبي نابلس، وتدخل جيش الاحتلال لحماية المستوطنين وإقدامه على منع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم لتأمين تواجد عناصر المستوطنين الإرهابية على مداخل البلدة، وما كشف عنه الإعلام العبري من استعداد حكومة الاحتلال للمضي قدما في مشروع غير مسبوق لتوسيع (حديقة تلمودية) على الأراضي المملوكة للكنيسة والأماكن المسيحية المقدسة شرق القدس، وما تتعرض له القدس الشرقية المحتلة من عمليات متواصلة لاستكمال تهويدها وتعميق ضمها وإغراقها بالاستيطان والمستوطنين وفصلها تماما من الجهات الأربع عن محيطها الفلسطيني، وما يتعرض له المقدسيون يوميا من عمليات هدم بالجملة لمنازلهم وعمليات تطهير عرقي وقمع وتنكيل واسعة النطاق كما يحدث في حي الشيخ جراح بهدف تصفية وجودهم في مدينتهم المقدسة، وإقدام قطعان المستوطنين على اقتلاع الأشجار ومهاجمة المزارعين في سلفيت، والإخطار بهدم المزيد من الغرف والمنشآت الزراعية في بلدة كفر الديك، واستمرار الحرب التهويدية على البلدة القديمة بالخليل والأحياء المختلفة فيها وتدنيس الحرم الإبراهيمي ومحاولة فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه، وغيرها من الانتهاكات المتواصلة سواء في الأغوار او مسافر يطا أو في مناطق شمال غرب وجنوب نابلس.