توقعت صحيفة “الغارديان” أن تهاجم روسيا أوكرانيا في وقت واحد على عدة جبهات، معتبرة أن القوات المسلحة الأوكرانية لن تتم هزيمتها بسهولة.
ونشرت الصحيفة تحليلا لسيناريوهات الغزو الروسي لأوكرانيا، والخطط التي يمكن أن تنفذ، والتأثيرات التي قد تنتج عنه.
كيف سيعمل غزو واسع النطاق؟
ورأت “الغارديان” أن روسيا ستعمل على غزو واسع النطاق من خلال استغلال تفوقها الساحق في القوات البرية والبحرية والجوية.
وأضافت: “من المتوقع أن تهاجم روسيا في وقت واحد على عدة جبهات، من الشمال الشرقي ودونباس وشبه جزيرة القرم. ستقود القوات البرية في بيلاروسيا مدعومة بضربات جوية. حملة خاطفة جنوبا للاستيلاء على العاصمة كييف. سيُجبر الجيش الأوكراني المحاصر، من الناحية النظرية، على الاستسلام.
ما هي الأهداف الرئيسية؟
وأشارت إلى أن الهدف الأساسي للغزو الواسع هو الاستسلام السريع للحكومة الأوكرانية في كييف و”تحييد” قادتها المنتخبين، موضحة أن الأهداف الرئيسية تشمل القصر الرئاسي والبرلمان والوزارات ووسائل الإعلام.
بكم التكلفة؟
وتقدر الولايات المتحدة أن الضربات المدفعية والصواريخ والقنابل والاشتباكات البرية يمكن أن تقتل 50 ألف مدني، وهو رقم قد يكون عليه تحفظ إذا طال القتال.
وتوقعت أن يفر مئات الآلاف من الحرب، ما يعرض أوروبا لحالة طوارئ إنسانية ضخمة ولاجئين، كما أنه لا يمكن استبعاد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفظائع التي ترتكبها الأسلحة الكيماوية، كما هو الحال في سوريا.
هل لدى فلاديمير بوتين خطة بديلة؟
وقال المحللون إن روسيا يمكن أن تختار هجوما محدودا وأقل خطورة للاستيلاء على المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا ودونباس، مع التأكيد على استقلال الجمهوريات الانفصالية الموالية لموسكو هناك، كما حدث في جورجيا في عام 2008.
وقد تحاول روسيا أيضا الاستيلاء على المنطقة الرئيسية. موانئ ماريوبول على بحر آزوف وأوديسا على البحر الأسود، وإنشاء “جسر بري” لشبه جزيرة القرم، وفق المحللين.
هل يمكن أن يحدث كل شيء بشكل خاطئ؟
واعتبرت “الغارديان” أنه يمكن أن يحدث كل شيء بشكل خاطئ، حيث لن تتم هزيمة القوات المسلحة الأوكرانية بسهولة، كما أنه قد ينضم المدنيون إلى القتال، مشيرة إلى أن واشنطن وبريطانيا لم تستبعدا تسليح مقاتلي المقاومة، كما حدث أثناء الاحتلال السوفياتي لأفغانستان.
ويتوقع الوزراء البريطانيون حدوث “مستنقع” طويل الأمد، حيث تكبد روسيا خسائر كبيرة. في مثل هذا السيناريو، قد ينقلب الرأي العام الروسي ضد بوتين.
ما هي خطة لعبة الكرملين بعد الغزو؟
ورأت “الغارديان” أن بوتين يريد أوكرانيا ضعيفة، وتستجيب لإرادته ومنفصلة عن الغرب مثل بيلاروسيا، مشيرة إلى إمكانية وضع بوتين للسياسيين الموالين لموسكو في زمام الأمور في كييف بينما يقضي على المعارضين ويحدد الانتخابات.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الكرملين صاغ قائمة بالشخصيات العامة التي هي رهن الاعتقال أو الاغتيال.
ماذا سيفعل الغرب؟
ونبهت إلى أن القوات الأمريكية لن تتدخل بشكل مباشر الآن، ولكن سيتم تقديم المساعدة العسكرية بسرعة من قبل بعض دول الناتو، بما في ذلك المساعدة الفتاكة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأسلحة مثل الصواريخ المحمولة (كما هو الحال في أفغانستان).
ولفتت إلى أنه “إذا طال أمد القتال وتصاعدت الخسائر في صفوف المدنيين، فإن الضغط على الغرب للتدخل سيزداد بسرعة”.
أمة منبوذة؟
وأوضحت أن عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي غير المسبوقة، والتي يُفترض أنها ستغير قواعد اللعبة، ستتبع غزوا، وهي تشمل قيودا معوقة محتملة على البنوك والشركات الروسية والصادرات والقروض ونقل التكنولوجيا والعزلة الدبلوماسية واستهداف ثروة بوتين الشخصية وثروة القلة المقربة، كما أنه سيتم تجميد خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” المتجه إلى ألمانيا إلى أجل غير مسمى.
ماذا سيكون التأثير الأوسع؟
وتوقعت الصحيفة أن ينمو عدم استقرار الاقتصاد العالمي وسوق الأوراق المالية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة أكثر.
وستتضرر الإمدادات الغذائية الأساسية في البلدان الأفريقية والآسيوية التي تعتمد على أوكرانيا، خامس أكبر مصدر للقمح في العالم في عام 2020.
وقد يؤدي دعم الصين لبوتين إلى تعميق التوترات بين الشرق والغرب. قد تؤدي عمليات نشر الناتو الإضافية الدفاعية على حدود روسيا إلى زيادة خطر اندلاع حريق في جميع أنحاء أوروبا.