أثار الكشف عن أول تسجيل صوتي لرئيس الجهاز السري لحركة ”النهضة“ الإسلامية في تونس مصطفى خضر، يوم الثلاثاء، تكهنات حول تورّط قيادات أمنية في التواصل والتنسيق مع الجهاز السري للحركة المتهم بتنفيذ الاغتيالات والعمليات الإرهابية.
ويأتي التسريب الذي بثته إذاعة ”موزاييك“ المحلية يوم الثلاثاء.
ويتزامن بث التسجيل المسرب مع بدء تحقيقات مع رئيس حركة ”النهضة“ راشد الغنوشي، على خلفية اتهامات وجهتها هيئة الدفاع عن السياسي شكري بلعيد، الذي اغتيل العام 2013 والضغوط التي تمارسها الهيئة لكشف ملابسات الاغتيال.
وجاء في التسجيل الصوتي، وهو أول تسجيل مسرّب لمصطفى خضر، محادثة بين رئيس الجهاز السري لحركة ”النهضة“ وأحد القيادات الأمنية بلغة مشفّرة.
وتحدّث الطرفان في التسجيل الذي استمر لمدة دقيقة وعشرين ثانية عن ”رسالة مشفرة كشفت اللعبة“، وعن ”ربط خيوط“، وتم تداول اسم ”رضا“.
ويواجه مصطفى خضر اتهامات من هيئة الدفاع عن شكري بلعيد بالتورط بشكل مباشر في تدبير وتنفيذ اغتيال شكري بلعيد والنائب السابق بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي سنة 2013.
وجاء تسريب التسجيل الصوتي بعد أيام من كشف هيئة الدفاع عن بلعيد معطيات، قالت إنها تدين رئيس حركة ”النهضة“ راشد الغنوشي ورئيس جهازها السري مصطفى خضر، ووكيل الجمهورية بمحكمة تونس القاضي البشير العكرمي وقيادات أمنية.
وقال عضو الهيئة عبد الناصر العويني، في تصريحات لـ“إرم نيوز“، إن جريمة اغتيال شكري بلعيد هي جريمة مركبة، وإن هيئة الدفاع لديها ما يفيد أن حركة النهضة كانت تعلم بعملية الاغتيال.
وأضاف العويني، أن ”ذلك موجود في ملف مصطفى خضر ولدى هيئة الدفاع أيضا ما يفيد بأن سيناريو الاغتيال موجود في ملف أحد المتهمين، ولديها دليل على كيفية سرقة ملفات من المحاكم، وأن هناك من تخلص من السلاحين اللذين تم استعمالهما في عملية اغتيال شكري بلعيد في البحر بجهة رادس جنوب العاصمة تونس، وتم إخفاء وثائق متعهد بها قاضي التحقيق“.
واعتبر العويني أن محاولة التستر على ملف القضية بدأ عبر التلاعب بمواد الإثبات، لحصر الجريمة في شخصين أو ثلاثة أشخاص من التخطيط إلى التنفيذ، مشيرا إلى أنّ ”الأحداث تتوالى والحقائق تظهر في علاقة بتورط حركة النهضة في عملية الاغتيال“.