ما زال نقل الغاز الإسرائيليّ إلى لبنان يُشغِل المؤسسة الأمنيّة والسياسيّة في دولة الاحتلال، وبالإضافة إلى ذلك يقوم المختصون وبالخبراء ومراكز الأبحاث بدراسة هذا الموضوع وفحص أبعاده وتداعياته التكتيكيّة والإستراتيجيّة على الأمن القوميّ لكيان الاحتلال.
وفي هذا السياق تساءل الباحِث د. موشيه ألبو – باحث في معهد السياسات والإستراتيجية في مركز هرتسليا المتعدد المجالات:”هل سيُنقل الغاز الإسرائيلي إلى لبنان، عبر الخط العربيّ؟”، وردّ قائلاً في دراسةٍ جديدةٍ أصدرها المركز بالقول إنّه من المحتمل أنْ يجري ذلك، لكن ليس هذا هو السؤال، على حدّ قوله.
الباحِث شدّدّ على أنّ “إسرائيل ليست مسؤولة عن الغاز الذي تصدّره إلى مصر والأردن. مع ذلك، لإسرائيل مصلحةً إستراتيجيّةً في توسيع نطاق التعاون في مجال الطاقة مع مصر والأردن، وترسيخ الأرصدة الإسرائيليّة في الأمن القوميّ للدول العربية، واستخدام ذلك لتحقيق أهدافها الأمنية”.
“إلى جانب ذلك”، أضافت الدراسة الإسرائيليّة، “لإسرائيل مصلحة واضحة في أنْ توسع مصر والأردن ودول الخليج نفوذها في لبنان، وتقليص النفوذ الإيرانيّ المتزايد في الدولة والشرعية التي يحظى بها حزب الله إلى أقصى حد ممكن، على الرغم من أنّ فرص تحقيق ذلك ضئيلة”، كما أكّد.
ولفت الباحث الإسرائيليّ إلى أنّه في الأسبوع الماضي، أرسلت دول الخليج 12 شرطًا لتقديم المساعدة إلى لبنان، بواسطة وزير الخارجية الكويتي الذي زار لبنان. وبحسب صحيفة لبنانية، المبادرة الخليجية جرى تنسيقها مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول السّنية، والشرط الأساسيّ في هذه المبادرة تطبيق قرارات مجلس الأمن (القرار 1559، و1701)، مع التشديد على نزع سلاح الميليشيات المسلحة، ووقف تدخُّل حزب الله في القضايا العربية في الخليج (الحرب في اليمن).
واعتبر الباحث الإسرائيليّ أنّ هذه الخطوة تُشكِّل ردًا يحظى بتأييد إقليمي ودولي على تهديدات نصر الله للسعودية والإمارات في اليمن، وهدف الخطوة إضعاف مكانة حزب الله في لبنان، ووقف تدخُّل الحزب في الحرب الأهلية في اليمن، وزيادة الضغط على الحكومة اللبنانية والقوى السياسية الأُخرى، في ضوء الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.
ومع ذلك، أكّد الباحِث الإسرائيليّ أنّ نجاح الخطوة السعودية ضئيل، فالنفوذ الإيرانيّ الموجود منذ أعوام طويلة في لبنان، والقوة العسكرية والسياسية والاجتماعية لحزب الله، سيكبحان على ما يبدو الخطوة الخليجية. بالإضافة إلى ذلك، سيناريو توقيع اتفاق نووي من جديد، يشمل تدفّق موارد كثيرة إلى الاقتصاد الإيراني، سيُمكّن طهران من زيادة توظيفها لتحصين مكانة حزب الله في لبنان كقوّةٍ رائدةٍ، عسكريًا وسياسيًا، كما قال.
إلى جانب ذلك، أوضحت الدراسة الإسرائيليّة، أنّ “الطابع الطائفيّ الشيعيّ الواضح لحزب الله في النسيج الطائفي المعقد في لبنان، وصِلته الواضحة بالراعي الإيراني، وحقيقة أنّ خطوات الحزب لا تنبع بالضرورة من المصلحة الوطنية السياسية، كلها أمور تزيد في الانتقادات والضغط الذي يمارَس على الحزب ويضر بشرعيته في الساحة الداخلية، وفي المنطقة. وقد يكون لهذا تأثير طويل الأمد في تقويض مكانة الحزب، يجب علينا تعزيزه وتمكينه بهدف إضعاف قوة حزب الله في الساحة اللبنانيّة”، على حدّ قولها.