عبد الجواد صالح:
دخلت منذ قليل في السنة الأولى بعد التسعين، وللمرة الاولى اشهد انني ارى استهتارا بقضية فلسطين، لم أشهدها من ألد أعداء الامة.
نملك دستورا خطته حركة فتح ومجموعة من المستقلين، يحق لمن ساهم في وضعه ان يفتخر به ويرفع رأسه عاليا به. اطلق عليه اسم القانون الأساس.
وشكل المجلس التشريعي ركنا ديمقراطيا يعتز به كل من هو ديمقراطي.
وكان الرئيس الراحل عرفات وفيا للجهود التي صبت ارواحها الطاهرة فدى للديمقراطية الفلسطينية.
لكن الشعب فوجئ بالسيد محمود عباس يحمل الشاكوش، بعد ان انتهت ولايته الدستورية ويحطم الهيكل الذي بنته آلاف أرواح شهداء الامة وبعد ان بذلت جهود الخير من مثقفين وعلماء سياسة وأساتذة ورؤساء جامعات تناسي دورها الثقافي والديمقراطي وواجبها تجاه شعبها وخدمته للحفاظ على تراثه ونظامه السياسي.
وضرب السيد محمود عباس ظهر المجن للشعب، وبدأ بهجمة ضد الجميع وكأنه العدو التقليدي لشعبه وتراثه ونظامه السياسي، فدمر بشكل منهجي، النظام السياسي الفلسطيني والتشريعي والأخلاقي والقيمي
واشتط في مطالبه غير القانونية كطلب من اللجنة التنفيذية إعادة صياغة مؤسسات السلطة الفلسطينية بما ينسجم مع تجسيد سيادة دولة فلسطين على أرضها.
لقد فقد بوصلته بشطحته المسرحية عندما أضاع فرصة العمر التاريخية في إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية شاملة لكسب الشرعية الدستورية. وسجل على نفسه البؤس الذي لن يتحرر منه، مطلقا. ولصقت به صفة لن يتحرر منها طوال حياته.