حذرت صحيفة “معاريف” من أن الاحتفاء الإسرائيلي بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، سيحول دون تمكنه من خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
وفي تحليل نشره موقع الصحيفة اليوم السبت، وأعده معلق الشؤون العربية في إذاعة جيش الاحتلال جاكي حوكي، حثت “معاريف” صنّاع القرار في تل أبيب على إدراك أن مواقف الشيخ المؤيدة لتسوية الصراع سلمياً والمعادية لحركة “حماس” هي التي تقلص من فرصه توليه مقاليد الأمور بعد عباس.
وحذرت الصحيفة المستويات الرسمية الإسرائيلية من المسارعة إلى تحديد شخص كمرشحها لقيادة السلطة الفلسطينية بعد عباس، على اعتبار أن هذا من شأنه أن يستفز الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن مواقف الشيخ المعروفة تجعله مرشحاً غير مناسب في نظر الفلسطينيين
وأضافت أن فشل إسرائيل المؤكد في الرهان على الشيخ سيشبه فشل رهانها على النجل الأكبر للرئيس المصري الراحل حسني مبارك، والذي انطلقت مؤسسات الحكم في تل أبيب من أنه الرئيس القادم لمصر.
ودعت الصحيفة إسرائيل إلى استخلاص العبر من فشل الولايات المتحدة في تنصيب شخصيات موالية في مواقع مهمة في إدارة حكم العراق بعد إسقاط حكم الرئيس السابق صدام حسين، وتحديداً رهان إدارة الرئيس السابق جورج بوش الابن على دور أحمد الجلبي، وهو الرهان الذي فشل فشلاً ذريعاً؛ مشيرة إلى أن الشيخ، مثله مثل شلبي، متورط في فضائح، الجمهور الفلسطيني على اطلاع بشأنها ولا يمكنه التسليم بها.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخ يمثل كل ما يدفع الفلسطينيين للنفور من السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الشارع الفلسطيني ينظر إلى الشيخ وزملائه “كعصابة متعجرفة، كل واحد منها يعنيه فقط تحقيق مصالحه الشخصية وليس مصالح الشعب”.
وأردفت الصحيفة أن الشارع الفلسطيني ينظر للشيخ وزملائه كمن يمثلون “ضعف المستوى الأخلاقي، وغياب الكاريزما وخيانة مصلحة المواطن البسيط”.
وحسب الصحيفة، فإن استطلاعات الرأي العام تشير إلى مدى رفض الشعب الفلسطيني قيادات السلطة الذين يتولون مواقعهم من دون انتخاب، مقابل إجماع الاستطلاعات على التنبؤ بفوز مروان البرغوثي، القيادي البارز في “فتح” والأسير الذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة، بالفوز في أية انتخابات رئاسية تجرى في الأراضي المحتلة.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن إسرائيل مسرورة لعقد صفقات مع الشيخ، فإنه لا يمكنها فرض شخص بعينه ليكون زعيما لشعب آخر.وذكرت الصحيفة أن الشيخ زار أخيراً وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد في بيته بتل أبيب، كما رافق عباس في اجتماعه بوزير الأمن بني غانتس في منزله في مستوطنة “روش هعاين”.
وحسب الصحيفة، فإنه نظراً لأن الشيخ كان المسؤول عن ملف إدارة العلاقات مع إسرائيل مدة طويلة، فإنه تمكن من بناء علاقات قريبة مع عدد كبير من كبار الضباط في جيش الاحتلال.
وأبرزت أن عباس عمد أخيراً إلى تعزيز مكانة الشيخ، الذي يعد مقرباً جداً منه، بهدف تمكينه من الوصول إلى قيادة منظمة التحرير، ما جعله إحدى أكثر الشخصيات قوة في رام الله.