أكد خبير عسكري إسرائيلي، أن عام 2022 لن يجعل من التحديات التي تواجه “إسرائيل” أبسط مما كانت عليه سابقا، رغم تفوقها غير المسبوق، موضحا أن التحدي الجديد والمعقد يأتي هذه المرة من طرف “حزب الله” اللبناني.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، أن صورة الوضع الاستراتيجي في المنطقة يمكن أن تشوش العقل؛ فمن جهة، تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري وسياسي وتكنولوجي غير مسبوق، ومن جهة أخرى، فإن التحديات التي تقف أمامها أعقد مما كانت من قبل، وعام 2022 لن تجعلها أبسط”.
قدرات دقيقة
واعتبر أن “التحدي الأساس، إيران وبرنامجها النووي، وفي إسرائيل يجدون صعوبة أن يبدوا حتى ولا شرارات تفاؤل بالنسبة لإمكانية أن ينشأ أمر خير من محادثات النووي، كما يخيل أن الخيار الآن يتراوح بين اتفاق سيئ وآخر أسوأ، وهذا لا يترك إسرائيل بلا أوراق، ولكنه يلزمها بأن تحسم ما هي خطوطها الحمراء؟ وماذا تعتزم أن تعمل؟”.
وأضاف: “صحيح أن جهاز الأمن يتحدث عن قدرة على إلحاق ضرر ذي مغزى بالبرنامج الإيراني في حالة تقرر هجوم عسكري، ولكن هذه أمور سابقة لأوانها وزائدة، ويفضل الحديث عنها أقل والعمل فيها أكثر عند الحاجة”، مشيرا إلى أن “قلق إسرائيل من إيران ليس فقط من الجانب النووي، وإنما أيضا من سعيها المتواصل لتسليح فروعها في المنطقة، بوسائل قتالية متطورة منها؛ صواريخ جوالة وقدرات أخرى دقيقة”.
ولفت ليمور، إلى أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا التي طالت إرساليات سلاح، تؤكد أن إيران “تنوع في وسائل تهريب السلاح إلى حزب الله؛ أحيانا من الجو عبر دمشق، وأخرى من البر عبر العراق، وثالثا عبر البحر”، معترفا أن جيش الاحتلال، لا ينجح في إحباط كل وسائل تهريب السلاح إلى حزب الله.
وقال: “يمكن أن نجد لذلك دليلا في التعديلات التي أجراها سلاح الجو مؤخرا على طلعاته في سماء لبنان، بسبب التهديد المتزايد من جانب حزب الله، حيث يعد هذا موضوعا حرجا؛ لأن حرية طيران سلاح الجو في لبنان حيوي للهجمات في سوريا، التي تتم في معظمها من سماء لبنان، تقليصا للخطر على طائرات سلاح الجو من جانب بطاريات مضادات الطائرات السورية، وكذا لجمع المعلومات الجارية عن لبنان نفسه وعن حزب الله”.
ونبه الخبير، إلى أن “حزب الله في شباط/فبراير الماضي، أطلق صواريخ نحو طائرات مسيرة لسلاح الجو، طارت في لبنان في مهمة جمع معلومات، ورغم أن الطائرات لم تصب بأذى، لكن سلاح الجو أجرى تعديلات مختلفة كي يقلص الخطر على الطائرات والطواقم الجوية، وهنا، معقول الافتراض بأن إيران نجحت في إيصال منظومات مضادة للطائرات لحزب الله؛ وبقدر ما هو معروف، يحوز التنظيم تحت تصرفه على منظومات من طراز “SA-22 ” و” SA-8″، التي استخدمت في بداية 2021″.
خطوة مانعة
وأكد أن “تقليص حرية عمل سلاح الجو في لبنان، يقلق ليس فقط في الجانب العملياتي بل وفي جانب الوعي أيضا”، موضحا أن “حزب الله الذي يعرض نفسه كـ”درع لبنان”، يسعى لأن يخلق في لبنان معادلة ردع جوي، تشبه تلك التي يفرضها على الأرض، ومن ناحيته، الطلعات المتواترة للطائرات الإسرائيلية هي مبرر للهجوم؛ هو يختار الهجمات بعناية وبتقنين كي لا يحطم الأدوات فيؤدي لرد إسرائيلي مضاد”.
ولفت ليمور، إلى أن “إسرائيل ملزمة بأن تقرر لنفسها بنفسها، ما الذي تعتزم عمله مع هذا التهديد الجديد؟”، مضيفا: “سنوات التلعثم لديها تجاه التسلح المتسارع لحزب الله بالصواريخ بعد حرب لبنان الثانية، أدت لميزان الرعب القائم اليوم حيال إيران، ومحظور عليها أن تدع لميزان مشابه يوجد في الجو أيضا، ويحتمل أن تكون مطالبة باتخاذ خطوة مانعة لحرمان حزب الله من هذه القدرات، قبل أن يعمل التنظيم، وينجح مرة أخرى في إسقاط طائرة”.
ورأى أن “المعضلة المشابهة، توجد أيضا حيال القدرة في مجال الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، وهنا أيضا من الأفضل لإسرائيل أن تبادل وألا تنجر؛ ويمكن أن تستغل لهذا الغرض مناوشة محلية على الجدار أو حدث تكتيكي آخر، وخسارة أن إسرائيل لم تفعل هذا في شباط/فبراير الماضي، عندما أطلق حزب الله النار نحو طائرات غير مأهولة”.
واعتبر الخبير، أن “الموقف المبدئي في هذا الجانب وحيال الفاعلية الإيرانية التي قد تتعاظم أكثر فأكثر من لحظة التوقيع مجددا على اتفاق نووي، أن تكون إسرائيل مطالبة باستعراض العضلات في 2022 كي تذكر الجيران بأن تفوقها يمكن أيضا أن يتجسد”، بحسب قوله.