لاحظ فيليب فايس في مقال نشره موقع “موندويز” أن أي مناقشة واقعية لبرنامج إيران النووي يجب أن تتضمن الحقيقة الصارخة المتمثلة في أن إسرائيل لديها 90 قنبلة نووية، ولكن الاعتراف بهذا القدر من شأنه أن يحرك قوانين أمريكية تحظر تقديم مساعدات أجنبية لديها أسلحة غير مرخص بها.
وقال فايس إنه من الصعب تصديق أن الولايات المتحدة لديها مصلحة كبيرة في إعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى مكانه، ولكنها لا تستطيع فعل ذلك لأن دولة صغيرة (إسرائيل) تقول إن إيران تشكل تهديداً وجودياً لها، مشيراً إلى أن قادة الولايات المتحدة يستمعون جيداً لقادة إسرائيل، الذين يحثون واشنطن على القيام بعمل عسكري ضد إيران بسبب برنامجها النووي.
وفي غضون ذلك، يخفي الجميع في المؤسسة الأمريكية حقيقة واضحة هي أن إسرائيل تمتلك 90 رأساً حربياً نووياً على الأقل، وفقا للخبراء.
وأكد الكاتب أن المسؤولين في الولايات المتحدة يتجاهلون الحقيقة النووية عن إسرائيل، وكذلك وسائل الإعلام الأمريكية على الرغم من أن هذا البيان يجب أن يكون معياراً.
ووصف فايس تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بأنها متماشية مع الأكاذيب حينما قال إن برنامج إيران النووي يتقدم بوتيرة سريعة تهدد السلام والأمن في المنطقة والعالم.
وحول أكاذيب إسرائيل بشأن الأسلحة النووية، نشر إيان لوستيك للتو مقالاً في موقع “سميركونيش” أكد فيه بأن سبب الكذبة الرائجة بأن إسرائيل ليس لديها أسلحة نووية هو أن كل المساعدات لإسرائيل ستكون في خطر إذا تم قول الحقيقة.
وقال لوستيك:” قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تطبيق القوانين الأمريكية ضد منح مساعدات خارجية إلى إسرائيل كدولة تمتلك أسلحة نووية غير مصرح بها، ومن الناحية السياسية، من الصعب التخيل بأن أي تحرك للسياسة الخارجية سيكون أكثر تكلفة من ذلك”.
وأوضح الكاتب أن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة موجود لتأمين مساعدة لا نهاية لها لإسرائيل، وهذا يشمل الجماعات الصهيونية الليبرالية مثل تلك التي لها بصمة كبيرة في الحزب الديمقراطي وأيباك، التي توشك على إنفاق الكثير من الأموال في المنافسات السياسية من أجل ” دعم إجماع واشنطن بشأن إسرائيل”، وقال فايس:” لذا فإن المؤسسة الديمقراطية تستمر في الكذب”.
وأشار فايس إلى أن سوليفان يتعامل بلطف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني، على الرغم من أن الأخير يقوم بتدمير حل الدولتين ويتنمر على الولايات المتحدة بشأن إيران.
وأوضح غرانت سميث هذه النقطة نفسها في الصيف الماضي، حينما قال إن الوكالات الحكومية الأمريكية قامت بتوثيق الأسلحة النووية الإسرائيلية، ولكن هناك أوامر بحظر نشر الاعتراف العلني للحقيقة لأن القيام بذلك من شأنه أن يقوض المساعدات الخارجية، ولكن النتيجة مهزلة، حيث واصلت إسرائيل تغذية الولايات المتحدة بمأدبة غنية من المبررات لمهاجمة إيران بحجة أنها على وشك إدخال الأسلحة ذاتها إلى الشرق الأوسط، التي نشرتها إسرائيل منذ زمن بعيد.
وهناك كذبة أخرى أشار إليها لوستيك، وهي أن إسرائيل لا تخشى “بصدق” من هجوم إيران نووي، ولكنها تحاول فقط الحفاظ على الهيمنة الإقليمية.
وقال لوستيك:” بغض النظر عن مشاعر “الإسرائيلي العادي” بأن دولته تمتلك قنابل ذرية، إلا أن النخب السياسية والأمنية الإسرائيلية لم تعتقد في يوم من الأيام بأن إيران ستسقط قنبلة نووية – إذا امتلكتها- على إسرائيل”، مشيراً إلى أن ترسانة إسرائيل تشمل 90 قنبلة نووية وما يكفي من البلوتونيوم لحوالي 100 قنبلة أخرى على الأقل مع أنظمة متطورة متعددة.
وأوضح لوستيك أن “ما يقلق غانتس وبينيت ونتنياهو والعديد من الإسرائيليين حقاً هو أنهم يخشون خسارة الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وأن قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي من شأنها وضع نهاية لمكانة إسرائيل كقوة عسكرية راجحة بثقة في المنطقة.
وأشار المقال إلى كذبة كبيرة أخرى تروجها إسرائيل بشكل متكرر، وهي أنها ستأخذ زمام الأمور بيدها إذا لم يفعل العالم شيئاً، وقال فايس إن هذه تمثيلية لغرض التلاعب بالولايات المتحدة.
وقال إن إسرائيل لن تبدأ حرباً مع إيران لا يعتقد أي من الخبراء بأنها ستكسبها، ولكنها من خلال التظاهر بخلاف ذلك، فإنها تثير المخاوف في واشنطن من أن حليفها الذي لا يمكن السيطرة عليها يتصرف بطرق مدمرة وخطيرة للغاية، والقصد من ذلك هو دفع الولايات المتحدة إلى محاولة تغيير النظام في إيران أو تقليل فرص تجديد إعادة العمل بالاتفاق النووي.
وأوضح لوستيك بدوره- كما جاء في مقال “موندويز”- إلى أن الولايات المتحدة هي بيدق راغب في اللعبة لأن “السياسة هي كل شيء” بمعنى” قوة اللوبي الإسرائيلي في السياسة الأمريكية المحلية”، وقال لوستيك إن الوقت قد حان للتخلص من هذا النفاق.