أعرب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه بشأن التطورات الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، ولا سيما الوضع الأمني المتدهور.
وقال وينسلاند، إن الخطوات الأحادية المستمرة، بما في ذلك بناء المستوطنات الإسرائيلية وعمليات الإخلاء والهدم – والأزمة المالية والاقتصادية الحادة في الأرض الفلسطينية المحتلة، قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وتقويض الاستقرار المؤسسي للسلطة الفلسطينية.
وحذر وينسلاند، من أن الوضع في الضفة الغربية قد يتدهور، وقد يؤثر على الوضع الأمني في غزة ويقوض وقف الأعمال العدائية التي استمرت منذ مايو 2021، مشددًا على أن تتخذ جميع الأطراف خطوات فورية لتهدئة التوترات واستعادة الهدوء.
وأشار وينسلاند، إلى أن حوادث الهجمات الإسرائيلية استمرت في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 29 سبتمبر، حيث قُتل 12 فلسطينياً بينهم امرأة وأربعة أطفال، على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي، وأصيب 306 فلسطينيا، بينهم ثلاث نساء و 53 طفلا ، بينهم 16 بالرصاص الحي، كما أصيب 39 فلسطينيا ، من بينهم أربعة أطفال، على أيدي مستوطنين إسرائيليين، الذين ارتكبوا أيضا 121 هجوما أسفرت عن إلحاق أضرار بممتلكات الفلسطينيين.
وأضاف وينسلاند، “أنه قُتل إسرائيليان وأصيب 39 آخرين – 30 مدنياً ، بينهم امرأتان وطفلان ، وتسعة أفراد من قوات الأمن الإسرائيلية – على يد فلسطينيين في اشتباكات وإطلاق نار وحوادث رشق بالحجارة وقنابل المولوتوف وحوادث أخرى، حيث نفذ الفلسطينيون 105 اعتداء أسفر عن إلحاق أضرار بممتلكات إسرائيلية.”
ونقل وينسلاند، ملاحظاته المتعلقة بتنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن 2334 (2016) حيث قال أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، لا يزال مقلقًا للغاية، وخاصة في المناطق المثيرة للجدل، مثل المنطقة (أ) وعطاروت وجيفعات، مؤكدا على أن المستوطنات الإسرائيلية اشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
ودعا وينسلاند، في تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن، حكومة إسرائيل إلى وقف تقدم جميع الأنشطة الاستيطانية على الفور، معربًا عن قلقة من احتمال إخلاء عدد من العائلات الفلسطينية من منازلها التي عاشوا فيها منذ عقود في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية المحتلة.
كما دعا وينسلاند، السلطات الإسرائيلية إلى إنهاء تهجير وإخلاء الفلسطينيين، والموافقة على الخطط التي من شأنها أن تمكن هذه المجتمعات من البناء بشكل قانوني وتلبية احتياجاتها التنموية.
ورحب وينسلاند، بالتقدم في مخططات بناء عدة آلاف من الوحدات السكنية للفلسطينيين في حي العيسوية بالقدس الشرقية المحتلة وفي المنطقة ج، داعيًا إسرائيل إلى الاستمرار في دفع مثل هذه الخطط بانتظام وإصدار تصاريح بناء لجميع المخططات المعتمدة مسبقًا للفلسطينيين في المنطقة (ج) والقدس الشرقية.
وأكد وينسلاند، أن استمرار العنف والتحريض على العنف والهجمات ضد المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب والعنف المتصل بالمستوطنين، يؤدي إلى تفاقم عدم الثقة وتقويض الحل السلمي للنزاع.
وأضاف وينسلاند، ” لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لمثل هذه الأعمال، يجب أن يدينهم الجميع، أكرر أن العنف يجب أن يتوقف ، ويجب محاسبة جميع الجناة.”
وقال وينسلاند، إن تدهور الحالة الأمنية والاجتماعية – الاقتصادية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة مقلق للغاية ويجب عكس الحالة. من الضروري أن يتجنب الطرفان الخطوات الأحادية الجانب التي تغير الواقع على الأرض ، وتحد من بؤر التوتر والعنف في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.
ودعا وينسلاند، إلى تضافر جهود الأطراف للحفاظ على الهدوء وتقوية المؤسسات الفلسطينية والعمل على الاستقرار الاقتصادي والمؤسسي للسلطة الفلسطينية، من خلال تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وأوضح وينسلاند، أن الحالة في غزة لا تزال هشة، وأن هناك حاجة إلى مزيد من الخطوات لتعزيز وقف الأعمال العدائية وتلبية احتياجات السكان في القطاع،تحقيق أي استقرار دائم، مؤكداً أنه يجب تحسين الحركة والوصول إلى القطاع وخارجه، بهدف الرفع الكامل لعمليات الإغلاق بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1860 (2009).
وأكد وينسلاند، على أهمية أن تستمر جهود المصالحة بين الفلسطينيين بقيادة مصر، داعيًا جميع الفصائل الفلسطينية إلى مضاعفة الجهود لضمان إعادة توحيد غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، في ظل حكومة وطنية واحدة ديمقراطية.
كما أكد وينسلاند، على أن غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، ويجب أن تظل كذلك، كجزء من حل الدولتين.
وأشار وينسلاند، إلى الإقبال الكبير على الانتخابات البلدية في 11 ديسمبر، مرددًا مستوى المشاركة العامة الذي أدى إلى فترة الحملة الانتخابية المقررة في وقت سابق من هذا العام، مشيرإ إلى أنه يتطلع إلى الجولة الثانية من انتخابات المجالس المحلية في 26 مارس ويشجع جميع الأطراف على الاستجابة بشكل إيجابي لدعوات لجنة الانتخابات المركزية للسماح بالانتخابات المحلية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في غزة.
وأكد وينسلاند، على أن ارتفاع مستويات العنف التي شهدناها في الأسابيع الأخيرة يجب أن يكون تحذيرًا واضحًا للجميع، وإذا تركت دون معالجة، فإن دوافع الصراع المتفاقمة الموصوفة في إحاطته الإعلامية في أحدث تقرير مكتوب للأمين العام عن تنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334 (2016) ستجر إلى جولة أخرى من العنف المدمرة والدموية.
وقال وينسلاند، “إن تعزيز السلطة الفلسطينية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الاستقرار على الأرض، وأن الدعم المالي ضروري ولكنه ليس كافيا. إنني أحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات إيجابية وإجراء إصلاحات ضرورية تزيد من قدرة السلطة الفلسطينية على تحقيق ما يخدم الشعب الفلسطيني. في الوقت نفسه ، يجب أن تتوقف الأعمال السلبية التي تقوض سلطتها.”