انشغل محللون إسرائيليون خلال الساعات الـ 48 الأخيرة، بما يرون أنها مخاطر جديدة تهدد بانهيار السلطة الفلسطينية، وقدروا أن الوضع الاقتصادي المتردي، وصعود نفوذ حركة حماس، وحالة الاحتقان لدى أبناء الجيل الفلسطيني الجديد، تنذر بقرب سقوط رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وفي سياق المخاطر التي تهدد السلطة الفلسطينية، سلط “مركز القدس للشؤون العامة والدولة” أيضا، في تقرير له تحت عنوان “هل السلطة الفلسطينية على وشك الانهيار؟”، الضوء على تقديرات جهاز الأمن العام “الشاباك”، التي عرضت خلال آخر اجتماع داخل المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي “الكابينيت”.
وقال المحلل السياسي بالمركز، يوني بن مناحم، إن رئيس “الشاباك” رونين بار، حذر خلال هذا الاجتماع من انهيار محتمل لحكم محمود عباس، في ضوء زيادة نفوذ حماس في الشارع الفلسطيني، ولا سيما منذ عملية ”حارس الأسوار“ في مايو/ أيار الماضي.
وأضاف أن “الوضع الاقتصادي المتردي بالضفة الغربية، ووقف التمويلات التي كانت تصل إلى السلطة الفلسطينية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ودول عربية، واشتراطها بإجراء إصلاحات في السلطة والذهاب إلى انتخابات عامة، كل ذلك يضع مصير السلطة الفلسطينية على المحك”.
أسلوب جديد
وتطرق المركز لما اعتبره استشراء الفساد في السلطة الفلسطينية، وحالة غضب في الشارع
عكسته استطلاعات الرأي، التي أظهر بعضها أن 63% من سكان الضفة الغربية يعتقدون أن الفساد في السلطة بلغ ذروته.
ولم يغفل المركز أن ”الشاباك“ من جانبه، وأجهزة الأمن الفلسطينية من جانب آخر، يباشرون حاليا بعمليات اعتقال واسعة بالضفة الغربية، بشكل منفرد، طالت مئات النشطاء التابعين لحركة حماس، بما في ذلك عشرات الأسرى الأمنيين المفرج عنهم، بهدف وقف جهود حماس لتنفيذ موجة اعتداءات جديدة بالقدس والضفة الغربية، من شأنها أن تزعزع استقرار سلطة أبو مازن.
وأعرب المحلل الإسرائيلي بن مناحم، عن اعتقاده بأن حماس انتقلت إلى أسلوب جديد، يعتمد على خلق حالة من الزخم بالضفة الغربية عبر فعاليات جماعية، تتخللها رفع الأعلام الخضراء الخاصة بالحركة، من أجل تعزيز الطابع الإسلامي في الشارع الفلسطيني مقابل الطابع العلماني للسلطة الفلسطينية.
وبين أن هذا هو السبب وراء قيام أجهزة الأمن الفلسطينية، بتفريق المسيرات والاحتفالات وحتى الجنازات التي تنظم في الضفة الغربية، كخطوة لمنع رفع أعلام حماس، التي تروج إلى أن السلطة الفلسطينية تعمل بناء على أجندة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، و“الشاباك“ الإسرائيلي.
فوضى أمنية
وأشار بن مناحم إلى فوضى أمنية من شمال الضفة الغربية إلى جنوبها، وما يبدو أنه فقدان سيطرة السلطة الفلسطينية على زمام الأمور، في جنين ومخيم اللاجئين بها وصولا إلى مدينة الخليل، كما انتقلت الفوضى الأمنية مؤخرًا إلى بيت لحم، وإلى الجامعات بالضفة الغربية، وتحولت الجامعات الفلسطينية هناك إلى ساحة للفوضى الأمنية.
وسرد المحلل بن مناحم، الاتهامات التي توجهها حماس لرئيس السلطة وللأجهزة الأمنية الفلسطينية، قائلًا: إن “الشعور بالشارع الفلسطيني هو أن موقف عباس يزداد ضعفا ويفقد السيطرة، بينما هناك مخاوف متزايدة داخل السلطة الفلسطينية من انتفاضة شعبية ضد سلطة محمود عباس”.
ورأى أن المصلحة الأمنية الإسرائيلية تحتم استمرار عباس في منصبه، وإعادة الاستقرار إلى السلطة الفلسطينية، وإلا سوف تسيطر حماس على الضفة الغربية مثلما حدث بالنسبة لقطاع غزة عام 2007.