هآرتس – بقلم: تسفي برئيل “وجه وزير الأمن بني غانتس، الجيش الإسرائيلي للاستعداد لخيار عسكري ضد إيران. وقد تناقش مع الإدارة الأمريكية حول تعاون عسكري. وخصص الجيش الإسرائيلي 5 مليارات شيكل من ميزانيته للاستعداد للخيار العسكري. لم يبق سوى أمر بسيط يجب تسويته، وهو: كيف يجب على مواطني دولة إسرائيل الاستعداد للخيار العسكري؟ ما الذي ينتظرنا عندما ينطلق الهجوم؟ لن يفاجئنا الجواب: نحن غير مستعدين.
المعطى الوحيد الذي يمكن أن يعزينا هو الرقم الذي نشره إيهود باراك قبل عشر سنوات، والذي يقول بأن عدد القتلى سيكون أقل من 500 شخص. وحسب تقدير خبراء في التحقيق في العمليات، الذين عملوا في الجيش الإسرائيلي، فإن الأمر يتعلق بثمن ضئيل، 300 قتيل تقريباً. وقد أبلغونا أن هذا الرقم يستند إلى عدد الصواريخ الموجودة بحوزة إيران وقدرة إطلاقها، والرد الذي يستطيع الجيش الإسرائيلي تقديمه على بعض هذه الصواريخ، التي دقتها غير كاملة.
في هذه الأثناء، ارتفع عدد الصواريخ التي يمكن أن تستخدمها إيران. كم ارتفع؟ هل تم تطوير دقتها؟ وكم حجم الدمار الذي يمكن أن تتسبب فيه؟ أين سيكون المئات ذوي الحظ السيئ وقت الإصابة؟ في الضواحي؟ المدن الكبرى؟ هل يجب تحديث الأرقام؟ في الحقيقة هذه أسئلة فارغة وليست ذات صلة، لأن المعلومات أكثر دقة لدى عدو، مثل “حزب الله”، يحوز عدد الصواريخ يقدر بـ 120 – 150 رأساً، وإسرائيل غير مستعدة.
يستعد مواطنو دولة للدخول في حرب قد تصيبهم بالذعر. يجب أن يتم فحص جاهزية الملاجئ بدقة وإعادة إحصاء الكمامات الواقية من الغاز، وإفراغ رفوف السوبرماركت، وشراء تذاكر سفر لكل مكان في العالم، حتى إلى دول حمراء بسبب كورونا. حكومة دولة كهذه كان عليها إجراء عدد من المناورات القطرية لإخلاء المدنيين، وكان على المستشفيات أن تدخل إلى وضع استيعاب أي هجمات تسبب عدداً كبيراً من المصابين، وكان على طلاب المدارس التدريب على الخروج المنظم والسريع إلى الملاجئ، وكان على البث التلفزيوني أن يشرح أين يتم التجمع وما الذي يجب فعله وكيف يتم الاختباء.
غريب أن لا شيء من ذلك حدث. إذا كان الأمر هكذا، فثمة احتمالية واحدة من اثنتين، إما أن الحكومة لا تنوي تنفيذ تهديداتها، لذا لا خطر من أن ترد إيران على هجوم إسرائيلي عليها، لأنه هجوم لن يحدث؛ أو أنها تعتقد بأن لا يجب الدفاع عن سلامة مواطنيها في الدفاع عن الدولة من تهديد إيران. المواطنون الإسرائيليون بالإجمال يتوقع أن يكونوا ضرراً ثانوياً. ولأن الوطن أهم من كل مواطنيه، فما أهمية الـ 300 أو 500 أو 5000 قتيل؟
إذا أغلقنا زاوية عدد القتلى بذريعة أننا لا نؤمن بالأعداد، لعدم وجود أعداد يمكن الاستناد إليها أصلاً، فإن السؤال القادم هو: كم من الوقت ستستمر هذه الحرب؟ في أحلامنا الوردية، نرسم وضعاً ترسل فيه إسرائيل عدة أسراب إلى إيران لقصف منشآت نووية، وتحصل على هذا العدد أو ذاك من القتلى، وبهذا تنتهي القصة. هذا أمر يستغرق بضعة أيام. ولكن ماذا إذا قررت إيران مواصلة إطلاق الصواريخ واستخدام صواريخ “حزب الله” وشل الملاحة في الخليج الفارسي حتى بعد عودة طائرات سلاح الجو إلى البيت؟ هل يتحمل الاقتصاد الإسرائيلي الأضرار التي ستلحق به؟ هل ستواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبها بمجرد أن تغير إسرائيل موقفها؟ لقد سبق وتعلمنا بأن إسرائيل غير قادرة على إدارة حرب طويلة حتى وهي تحظى بدعم عالمي. حرب الاستنزاف ضد إيران، حتى لو أدت إلى قتل مواطنين بدرجة غير محتملة، تحتاج إلى تمويل ضخم، والمعنى هو مس شديد بمستوى الحياة ومستوى الخدمات وفرض ضرائب طوارئ. لم تعرض على مواطني إسرائيل أي خطة عمل اقتصادية تفصل حجم الضرر ودرجة الضرر الذي يتوقع أن يتعرضوا له في هذا السيناريو. مطلوب منهم التصديق بأن تهديد إيران حقيقي، وليس هذا فقط، بل أن يثقوا بأن الحكومة مستعدة لأي سيناريو، مثل سيناريو كورونا على سبيل المثال.