إدارة ترامب التقت طارق عباس وفلسطينيين سرا بعد مقاطعة السلطة لها

حاولت إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الالتفاف على مقاطعة السلطة الفلسطينية لها، من خلال عقد لقاءات سرية مع فلسطينيين، ثم بلقاء مع طارق عباس، نجل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وكان ترامب قد أدرك، في نهاية السنة الأولى لولايته، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية في حينه، بنيامين نتنياهو، ليس معنيا بدفع سلام مع الفلسطينيين، وفقا لكتاب “سلام ترامب: اتفاقيات أبراهام والانقلاب في الشرق الأوسط” من تأليف الصحافي باراك رافيد، الذي صدر مؤخرا.

ووفقا للكتاب، فإنه “بعد مقاطعة السلطة الفلسطينية للبيت الأبيض، حاول (كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد) كوشنير وطاقمه التحدث مع جهات فلسطينية غير رسمية. وكان خبراء فلسطينيون من معاهد ابحاث، صحافيون ورجال أعمال فلسطينيون يحضرون سرا إلى البيت الأبيض ويلتقون مع كوشنير وغرينبلات (المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات) وأفي بيركوفيتش. وعبروا عن آرائهم حول كيف ينبغي أن يكون الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين وأجابوا على أسئلة الطاقم الأميركي”.

وأفاد الكتاب بأن “نجاعة هذه اللقاءات كانت محدودة، لأن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا مخولين للبحث في الموضوع”.

إثر ذلك، حسب ما جاء في الكتاب، “قبل انعقاد مؤتمر البحرين، الذي استعرض فيه القسم الاقتصادي لخطة ترامب (صفقة القرن)، في منتصف العام 2019، حاول رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، توني بلير، فتح قناة محادثات سرية وغير رسمية بين الرئيس الفلسطيني والبيت الأبيض في محاولة لكسر الجمود”.

وفي هذا السياق، “نظّم بلير لقاء بين كوشنير وطارق عباس في لندن. ولم يكن بإمكان مستشار ترامب الأرفع الحضور وأوفد مساعده، أفي بيركوفيتش، بدلا عنه. وأحضر بيركوفيتش معه نسخة من القسم الاقتصادي لخطة السلام التي تحدثت عن ضخ عشرات مليارات الدولارات للاقتصاد الفلسطيني بعد التوصل إلى اتفاق سلام”.

وأشار الكتاب إلى أن هذا الاقتراح “لم يُثر انطباعا على نجل الرئيس الفلسطيني، ووفقا لمسؤول سابق في البيت الأبيض، ردّ بغطرسة وقال ’لقد اقترحوا علينا ذلك في الماضي’. وانتهى اللقاء بالاتفاق على الاستمرار في التحدث، لكن هذه كانت المرة الأخيرة التي التقى فيها الاثنان”.

ووفقا للكتاب فإنه “كان لدى إدارة ترامب غضبا كبيرا على نتنياهو. وكلما مرّ الوقت، تراكم إحباط وغضب ترامب تجاه رئيس الحكومة (نتنياهو). وتوصل ترامب إلى استنتاج، في نهاية السنة الأولى لولايته، أن نتنياهو ليس معنيا حقا بدفع سلام مع الفلسطينيين”.

وتابع أنه “بعد ذلك شعر ترامب أن نتنياهو يتعامل معه بنكران للجميل في الموضوع الإيراني وفي قضايا أخرى. وفي السنة الأخيرة لولاية ترامب كانت مشاعره تجاه نتنياهو سلبية للغاية. وشعر كبار مستشاريه أكثر من مرة بأن نتنياهو وسفيره في واشنطن، رون ديرمر، يتعاملان مع الرئيس كشخص أحمق يستفيدان منه ويتباهيان بأنهما ينجحان في تحريكه كمشيئتهما. وأعطوا لديرمر ملاحظة حول ذلك أكثر من مرة”.

 

Exit mobile version