وصفت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية، الخلافات والصراعات الدائرة داخل تنظيم الإخوان الإرهابي بأن “الجماعة تمزق نفسها”.
وتشهد قمة رأس الإخوان صراعا كبيرا بعد عزل فريق محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام من منصبه، وهو ما رد عليه الأخير بتجميد 6 قيادات في مكتب مجلس الشورى العام للتنظيم؛ وهي أعلى هيئات الإخوان.
وقالت المجلة، خلال تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن الحركة التي كانت منظمة باتت تمزق نفسها، وأن التلاسنات بين القادة في إسطنبول ولندن وتبادل الإهانات والاتهامات بالفساد والعمل لصالح وكالات تجسس أجنبية تفاقم من أزمات التنظيم.
ونقلت عن أسامة جاويش، العضو السابق بالتنظيم الذي يعيش في بريطانيا: “بدلًا من التضحية بأنفسهم يضحون بالحركة”.
وأشارت “ذي إيكونوميست” إلى وجود خلافات داخل الإخوان بشأن الاستراتيجية والأسلوب منذ نشأتها، لكنها تفاقمت منذ الإطاحة بالحكومة التي كانت تقودها عام 2013 في مصر.
ولفتت المجلة إلى أنهم باتوا غير مرغوب بهم في مصر خاصة بعد تنامي العمليات الإرهابية.
وأوضحت أن “الحرس القديم” أعطى الأولوية لبقاء الإخوان وناصر اتباع نهج عملي في التعامل مع الدولة المصرية، بينما فضل آخرون نهجا أكثر تصادمية، واتجه بعض الأعضاء للعنف.
وأشارت إلى أن الأولوية اليوم أمام التنظيم، بحسب عدة أعضاء، هو إخراج أتباعها من السجن، لكن تعثرت جهودهم بسبب ظهور نزاع جديد بين أعضاء الحرس القديم بشأن قيادة التنظيم.
من جانب، هناك إبراهيم منير، الذي خلف محمود عزت كقائم بأعمال المرشد بعد القبض على الأخير في مصر العام الماضي، ومن جانب آخر هناك محمود حسين، الأمين العام السابق، الذي أوقفه منير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب خمسة أعضاء بارزين آخرين بزعم الفساد.
وبعد رفض هذا القرار، أصدر حسين والأعضاء الخمسة بيانا يعزلون فيه منير من منصبه. ويشرف منير، الذي يعيش في لندن، على شبكات الإخوان الدولية، وتربطه علاقات جيدة مع الحكومات الأجنبية.
لكن يسيطر حسين، الذي يعيش في إسطنبول، على الموقع الإلكتروني الخاص بالتنظيم وحساباته المصرفية، ولديه مفاتيح شبكة “وطن” التليفزيونية الموجودة في إسطنبول، ويتهمه المنتقدون بالإطاحة بخصومه إضافة لاختلاسات مادية.
وقال عزام تميمي، المفكر الإسلامي في الأردن: “يتعامل حسين مع تنظيم الإخوان كما لو كان ملكا له”.
وأوضحت المجلة البريطانية أن الخلاف العام غير المعتاد، الذي انطوى على حملات تشهير من الجانبين، أوقع التنظيم في حالة اضطراب في وقت يصارع فيه الإخوان في شتى أنحاء العالم العربي؛ إذ أطاحت بهم الانتخابات في العراق والمغرب من الحكومة، وأطاحت بهم الاحتجاجات في تونس والسودان من السلطة.
وتابعت: “حتى الدول التي احتضنتهم كقطر وتركيا غيرت من نهجها وتسعيان للتصالح مع جيرانهم من الدول العربية”.
وذكرت المجلة الأمريكية أن “كثيرين منهم داخل مصر يشعرون بخيبة أمل، ويقول بعضهم إن قادتهم لم يبذلوا جهدا كافيا للتوصل إلى اتفاق مع الحكومة لإخراج السجناء، ويشكو الإخوان الشباب كذلك من عدم وجود وجوه جديدة بالقيادة”.
وفي خضم الصراع على منصب الإرشاد في تنظيم يعتمد على السمع والطاعة، يواجه الإخوان أعنف أزمة منذ سبعينيات القرن الماضي، ما يمهد لانهيار تاريخي لجماعة انتهجت العنف سبيلا لتحقيق أهدافها منذ تأسيسها عام 1928 في مصر.