يديعوت: هكذا تقطع إسرائيل سلسلة “عمليات الأفراد” التي ينفذها الفلسطينيون

يديعوت – بقلم: اليشع بن كيمون  “تأهب جهاز الأمن في ذروته هذه الأيام. المقاتلون في الميدان متحفزون، وكمية النشاط تضاعفت، واستخدام الوسائل التكنولوجية معزز – كل ذلك بهدف قطع سلسلة العمليات في الشهر الأخير.

رغم الوضع الأمني المهزوز، تصر محافل الأمن على أن الحديث في هذه المرحلة لا يدور عن “إرهاب الأفراد” إياه الذي شهدناه في أحداث تشرين الأول 2015، وذلك لعدة أسباب، أولهاسرائيلا الكمية. ففي أحداث “حجم الساعة” كان بالمتوسط أكثر من 30 عملية، والأعداد في هذه اللحظة لا تقترب من هناك.

وثمة سبب آخر، وهو التحريض في الشبكات الاجتماعية الذي لا ينال الزخم مثلما في تلك الأيام. والسبب الثالث هو أن الأحداث لا تترافق وأعمال شغب جماهيرية في شرقي القدس والمدن الفلسطينية.

 

أما السبب الرابع فهو أن التنسيق الأمني مع أجهزة السلطة الفلسطينية في وضع جيد يؤدي إلى إنجازات أمنية.

لكن رغم ذلك، فإن سلسلة العمليات (عملية كل يومين منذ يوم السبت الماضي) ينفذها شبان محرضون مع أسلحة وقعت في أيديهم، أجبر جهاز الأمن على زيادة استخدام تلك الأدوات التي قطعت موجة الإرهاب إياها.

1. متابعة الشبكات الاجتماعية: منفذ العملية المنفرد يعد لغزاً لدى جهاز الإحباط؛ لأنه لا ينتمي تنظيمياً، ولا يعمل من أجل “الاستعداد للعملية”. ولهذا، يركز جهاز الأمن جهداً جباراً على الشبكات الاجتماعية للعثور على تعابير تحريضية واستخدام كلمات تدعو إلى تنفيذ عمليات. بين الحين والآخر، عندما يقفز إخطار كهذا، يعمل الجيش والشاباك مع الأجهزة الفلسطينية للعثور على المشبوه.

وحسب المعطيات، كانت كمية مكالمات التحذير التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الأخير، والتي كانت بالمتوسط 20 – 40 مكالمة في الأسبوعين، قد ضاعفت نفسها. إضافة إلى ذلك، فإن حملات الاعتقال والأعمال ضد منفذي الإرهاب وجهات التحريض ارتفعت من 60 – 70 نشاطاً ليلياً قبل نحو شهر إلى نحو 100 في الأسبوع الأخير.

فضلاً عن الاعتقالات، تعمل قوات الجيش والمخابرات – الشاباك، تجاه المحرضين المركزيين. في شمال السامرة مثلاً، صادرت القوات هذا الأسبوع أعلاماً ومناشير ومواد تحريض من منزل محرض مركزي.

2. درء الأخطاء العملياتية: قادة ومقاتلون في الميدان يوجهون للعمل مثلما في موجات الإرهاب التي شهدناها في الماضي، والتشديد على تحصينهم وأمانهم. فأخطاء عملياتية تؤدي إلى ما يعد في نظر محافل الإرهاب كـ “نجاح” للعملية وتتسبب ليس فقط بتعظيم المخرب وتحوله إلى قديس، بل أيضاً إلى إلهام وتقليد. المقاتلون هم الهدف المتوفر، الذي هو الأفضل بالنسبة للمنفذ الفرد. من تحقيق عملية الدهس قبل ثلاثة أيام في حاجز “تانيم”، تبين أن المخرب سافر في السيارة واجتاز مفترق جيت، وبحث عن مقاتلين. ولما لم يجدهم هناك وصل إلى الحاجز ونفذ عملية الدهس. كان ينبغي على حراس الحاجز أن يتحصنوا أكثر.

3. التنسيق مع السلطة وإضعاف تحريض حماس. التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية هو اليوم في إحدى الفترات الجيدة. ودليل ذلك، إنقاذ التابعين لجماعة بارسلاف من قلب رام الله الأسبوع الماضي دون أذى. إضافة إلى ذلك، ينفذ الفلسطينيون اعتقالات لمحرضين ونشطاء إرهاب، ويجرون محادثات تحذير مع أقربائهم. في إحدى الحالات التي وقعت هذا الأسبوع، وصل إخطار عن منفذ يخطط لإلقاء عبوة نحو جنود الجيش الإسرائيلي، فعثر على عائلته وحذرت، وخضع هو للتحقيق.

إضافة إلى ذلك، يستعد الشاباك والجيش الإسرائيلي ليوم الثلاثاء من الأسبوع القادم، 14 منه، ذكرى تأسيس حماس. تجري منذ أسابيع طويلة اعتقالات، ويعثر على كل ناشط لحماس في الضفة والقدس. الخوف أن سلسلة العمليات سيشعل أوارها نشطاء المنظمة في ذكرى تأسيس حماس – وهي منذ الآن تصدر بيانات مباركة بعد كل عملية، وتخلص إلى تصعيد للأحداث.

4. ردع العائلة. أحد الأمور التي ثبت أنها رادعة وأدت إلى إحباط عشرات العمليات، هو استخدام “العصي” مع أبناء عائلة المنفذ، وهدم البيت، منع منع الدخول والعمل في إسرائيل، والاعتقالات. هنا أيضاً تعمل قوات الأمن ضد عائلات منفذي العمليات الأخيرة وتمنع عنهم التسهيلات والامتيازات. وهو ردع سيدفع أبناء عائلة المنفذ المستقبلي لأن ينتبهوا للتغييرات التي في سلوكه أو في أنماط عمله أو حتى في مستوى تعرضه للتحريض، وعندها قد يخطروا قوات الأمن منعاً لمعاقبتهم. هذا حصل في الماضي، وأثبت نفسه في معالجة أحداث المنفذ الفرد.

5. مهنية عملياتية: ثوان من العملية ونتائجها حرجة جداً لعنصر الإلهام. فعملية تنتهي بتحييد سريع وحاد للمخرب دون إصابات بين المواطنين والجنود، لا يدفع المحرضين لأخذه كنموذج وتحريض للآخرين. وتشرح محافل في فرقة الضفة بأن هناك مؤشرات رغبة للقيام بعملية بالذات ضد المدنيين لهذا السبب تماماً. فالفرضية أنه إذا هوجم مواطنون فإن احتمال الإصابة الشديدة أكبر بكثير.

Exit mobile version