قالت صحيفة “العربي الجديد”، اليوم الأربعاء، إنّ رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، ووفداً من قيادة الحركة، كانوا ينوون في الأيام المقبلة زيارة مصر، على أن يتجهوا منها إلى قطر وتركيا وربما إيران، لكن يبدو أن القاهرة لم “ترحب” بالزيارة أو أنّها لم ترغب في إتمامها.
وبحسب الصحيفة، إن العلاقة بين الطرفين عادت للتوتر من جديد في أعقاب ما تعتبره الحركة تلكؤاً مصرياً في تنفيذ استحقاقات التهدئة في القطاع المحاصر.
ووفقاً للصحيفة، فإن “حماس” صمتت طوال الشهرين الماضيين عن “تلكؤ” القاهرة في معالجة قضايا غزة وملفاتها الساخنة، وخصوصاً ما يتعلق بإعادة الإعمار والسفر والحركة التجارية عبر معبر رفح، واستحقاقات الهدوء الدائم في القطاع، رغبة منها في إعطاء الفرصة للوسيط المصري للتدخل مع الاحتلال بناءً على طلبات هذا الوسيط المتكررة.
لكن الحركة، وفق مصادر قيادية، فوجئت أكثر من مرة بموقف مصري معطِّل للتفاهمات التي جرت في أوقات مختلفة مع “حماس”، وبأن القاهرة كانت أكثر تشدداً من الموقف الإسرائيلي في بعض القضايا، ولا سيما إعادة الإعمار، بعدما نقل وسطاء آخرون للحركة مواقف الاحتلال في هذا الخصوص.
ووفق مصادر “العربي الجديد”، أعطت “حماس” أكثر من مهلة للوسيط المصري للمضي قدماً في التفاهمات مع الاحتلال والبدء بإعمار ما دمره هذا الاحتلال في القطاع وفق المنحة المصرية التي تمت تغطيتها من الإمارات وقيمتها 500 مليون دولار، لكن على الأرض لم يبدأ أي عمل حقيقي بعد.
وبشكل مفاجئ، هاجمت حركة “حماس” مساء أول من أمس الاثنين، الوسيط المصري “في ظل تلكؤه في تنفيذ ما تعهد به للحركة من إعادة إعمار غزة وتسهيل سفر الفلسطينيين من خلال معبر رفح”.
ونقلت قناة “الجزيرة” عن مصادر في “حماس” قولها إن “الحركة تدرس خيارات التصعيد مع إسرائيل، في ظل حصار غزة، وتباطؤ إعادة الإعمار”، فيما أشارت المصادر إلى أن “الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى واستهداف الأسرى ستفجر الأوضاع”. وجددت المصادر التأكيد أنّ “حماس لن تسمح باستمرار الوضع الحالي”، موضحةً أنّ “المرحلة المقبلة ستثبت صدقية ما تقول الحركة”.
واضطرت “حماس” إلى هذا التصعيد الإعلامي مع مصر، على وقع تزايد المطالبات الشعبية لها في غزة بتحقيق انفراجات اقتصادية وحياتية ومعيشية، بعد أن قدمت إلى أهالي القطاع وعوداً بتغيير ملموس.
هذا التغيير الذي يريده الفلسطينيون في غزة “مرهون بتحرك الوسيط المصري بجدية، وإعادة العمل بالتفاهمات التي جرت في عهد حكومة الاحتلال السابقة بوساطته، لكن ذلك لم يحدث، وسط تهرب مصري ورفض التعاطي مع أي مقترحات يمكن أن تسهل حياة الفلسطينيين وسفرهم وتعيد الإعمار في القطاع”، وفق ما قالت مصادر قيادية في غزة