قال رئيس الحكومة الإسرائيليّة، نفتالي بينيت، خلال جولةٍ أجراها في النقب جنوبيّ البلاد، اليوم الثلاثاء، إن هناك “ميليشيات تتصرف وكأنها في الغرب المتوحش”، في إشارة إلى المتورّطين في جرائم العنف في المنطقة، وبخاصّة من المجتمع العربيّ.
وشارك في الجولة التي أجراها بينيت، عدّة مسؤولين ووزراء في حكومته، أبرزهم؛ وزير الأمن الداخلي، عومير بار ليف، ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، ووزير القضاء، غدعون ساعر، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، وغيرهم.
وطغى على جولة بينيت الطابع الاستعراضيّ، بالتصريحات، وبتعامُل وسائل الإعلام الإسرائيلية معها، والتي طفحت مواقعها الإلكترونيّة بصور تُظهر أسلحة زعمت الشرطة الإسرائيلية أن عناصرها تحصّلوا عليها خلال مداهمات في النقب.
وذكر بيان صدر عن بينيت أنه “قام اليوم الثلاثاء، بجولة في جنوب البلاد، كجزء من خطة مكافحة الجريمة والعنف العربي في المنطقة. وفي لقائه مع رؤساء المجالس المحلية أوضح رئيس الحكومة، أن (حكومته)… ملتزمة بحل المشاكل في منطقة الجنوب، وعلى رأسها معالجة الجريمة وبسط سلطة القانون”، على حدّ زعمه.
وقال بينيت خلال جولته والتي كان جزء منها في منطقة تطلّ على مدينة رهط: “لقد وصلنا إلى هنا، إلى جنوب البلاد، كجزء من التعامل مع الجريمة التي تفشت في المجتمع العربي في هذه المنطقة”. وأضاف أنه “في الأسبوع المقبل سنحيي مرور نصف عام على تشكيل الحكومة. ومنذ اليوم الأول بعد تشكيل الحكومة، حددنا العنف المتفشي في المجتمع العربي كغاية وطنية”.
وزعم بينيت أن “هذه ليست مجرد كلمات، إذ يدور الحديث عن أشخاص يودى بحياتهم، وعن الأمن الشخصي المفقود لسكان منطقة الجنوب. لقد بادرنا إلى إنشاء هيئة خاصة في الشرطة… وعززنا القوات وأعددنا خطة وطنية سويًا، ونتخذ الإجراءات على أرض الواقع بتضافُر القوى. وقد نفذت الشرطة عدة حملات هامة، ونحن نتطلع إلى المزيد مستقبلا”.
بدوره، انتقد رئيس بلدية رهط، فايز أبو صهيبان، وكتب إلى بينيت، أن “مدينة رهط تقع داخل دولة إسرائيل وليس بعد حدودها”.
وشدّد أبو صهيبان على أنّ”الزيارة إشكاليّة ومروّعة، مع الإشارة إلى المدينة الواقعة في قلب البلاد على أنها مدينة معادية. ورغم ذلك فنحن جزء من تحالفكم”.
وأضاف بينيت: “أصل إلى هنا، برفقة زملائي من الوزراء والمفوض العام للشرطة، بعد لقاء جمعنا برؤساء المجالس المحلية في بئر السبع، حيث استمعنا خلاله إلى احتياجاتهم وسنعمل على توفير الاستجابة للمسائل المختلفة”.
وتابع: “إن الجريمة في المجتمع العربي، مشكلة لا تنحصر على هذا المجتمع فحسب، بل هي مشكلتنا جميعًا. وبعد سنين طويلة من الإهمال، بلغت خلالها الجريمة أحجامًا لا يمكن تحملها، اتخذنا قرارًا يقضي بالتحول من الدفاع إلى الهجوم”.
وقال بينيت: “كان يسرّني أن أسمع من رؤساء المجالس عن أن التغيير بات ملحوظًا على أرض الواقع فعلا، فعلى مدار سنين طويلة لم تتم معالجة هذا الموضوع، مما بلغ بنا إلى تشكل ميليشيات تتصرف وكأنها في الغرب المتوحش. وهذا ما نحن مصممون على وضع حدٍّ له”.
وأضاف: “رسالتي إلى سكان منطقة الجنوب مفادها أننا هنا ونحن معكم، ولن نتوانى فحكم بئر السبع ورهط كحكم تل أبيب. وما يُحظَر القيام بها في وسط البلاد، لن يُسمح بالقيام به هنا أيضًا. نحن نتصرف وسنواصل التصرف بقبضة حديدية، لكي يستعيد السكان هنا شعورهم بالأمان. هذا هو الالتزام الأساسي للحكومة تجاه مواطنيها”.
وذكر أنه “لا يمكن إنجاز ذلك خلال يوم واحد، وإنما من خلال بذل جهود متواصلة، فنحن لن نتوانى. كميات الأسلحة هائلة، وخطوات تطبيق القانون بحق المخالفين فقط ستتُشدَّد”.
وزعم بينيت أنه ووزراء حكومته يتصرّفون “بكافة السبل سواء الاقتصادية أو العملياتية أو القضائية أو الإعلامية (لمواجهة العنف والجريمة). وفقط من خلال تضافر القوى سننتصر في هذا النضال. أتمنى النجاح لنا جميعا”.
وخلال الجولة ذكرت شاكيد أن “هناك خطة منظمة لإقامة المستوطنات (في النقب) ويجري العمل عليها”.
فيما ذكر رئيس مجلس إقليميّ لبلدات يهودية بالنقب، أنّ “تنظيم المستوطنات التي تروج لها شاكيد سيمنع الجريمة في النهاية”، عادّا أن “تعزيز الاستيطان اليهودي هو أيضًا في مصلحة البدو”.