اعتمدت أعلى هيئة لصنع القرار في الكنيسة الأنجليكانية في جنوب إفريقيا (ACSA)قرارًا بإعلان “إسرائيل دولة فصل عنصري (أبارتهايد)”.
وقررت اللجنة الإقليمية الدائمة في ختام اجتماعها السنوي، الذي تزامن هذا العام مع اجتماعات المجمع الكنسي (السينودس) للكنيسة الانجليكانية في جنوب إفريقيا التي تختتم غدا الجمعة، تأييد الموقف الذي اتخذته اللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب إفريقيا بإعلان “إسرائيل دولة فصل عنصري”، والطلب من رئيس أساقفة الكنيسة ثابو ماكجوبا، إبلاغ رئيس أساقفة القدس والشرق الأوسط حسام نعوم بهذا القرار، بالإضافة إلى التعبير عن الدعم للمؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري بشأن فلسطين، والذي سيعقد في مدينة تشواني في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
كما دعا القرار إلى الصلاة من أجل الشعب الفلسطيني، وأبناء الكنيسة الأنجليكانية في فلسطين، والتعبير عن التضامن معهم.
وتتبع للكنيسة الأنجليكانية في جنوب إفريقيا، أبرشيات في ناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وأنغولا وسانت هيلينا، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا. وتعقد مجمعها الكنسي (السينودس) كل ثلاث سنوات.
وأشارت اللجنة الإقليمية الدائمة في قرارها، إلى أن العديد من منظمات حقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية، واللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب إفريقيا، أعلنت أن “إسرائيل دولة فصل عنصري”.
وأضافت أن “مجمع الكنيسة الإصلاحية الهولندية في مقاطعة ويسترن كيب في جنوب إفريقيا، أعرب عن رأيه أيضا بضرورة إعلان إسرائيل دولة فصل عنصري، وطلب من المجمع الكنسي الوطني لكنيسته النظر في هذا الأمر في سينودس تشرين الأول/أكتوبر المقبل”.
كما تطرق قرار اللجنة، إلى رحلات الحج التي تنظمها الكنيسة الإنجليكانية إلى الأرض المقدسة، مشيرة أن “تعريف إسرائيل كدولة فصل عنصري أصبح مستخدمًا على نطاق أوسع، بما في ذلك من قبل اللجنة التنفيذية الوطنية لمجلس كنائس جنوب إفريقيا؛ كما ساعدت الدورة التي عقدها رئيس الأساقفة في الصوم الكبير لعيد الفصح الماضي حول الكتاب المقدس والأرض المقدسة في رفع مستوى الوعي بشكل كبير لدى أتباع الكنيسة حول محنة الفلسطينيين”.
وأكدت ضرورة تعزيز زيارات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإدراج زيارة المسيحيين الفلسطينيين للاستماع إلى قصصهم في برنامج رحلات الحج، والحديث عن الاحتلال العسكري لفلسطين ومناقشته مع الحجاج، بما في ذلك أوجه التشابه مع نظام الفصل العنصري الذي شهدته جنوب إفريقيا.
وشددت على أن برنامج رحلات الحج، يجب أن يتضمن اجتماعات مع رئيس أساقفة القدس وكبار رجال الدين في فلسطين، بالإضافة إلى زيارة جميع المواقع المسيحية في بيت لحم والقدس والجليل ونهر الأردن.
وفي تعقيبه على القرار، قال رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية في جنوب إفريقيا ثابو ماكجوبا: “باعتبارنا أصحاب إيمان يشعرون بالأسى بسبب الآلام التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، ويتوقون إلى الأمن والسلام العادل لكل من فلسطين وإسرائيل ــ لم يعد بوسعنا أن نتجاهل الحقائق على الأرض”.
وأضاف: “إننا لا نعارض الشعب اليهودي، بل نعارض سياسات الحكومات الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر تطرفًا من أي وقت مضى”.
وتابع: “إن قلوبنا تتألم لإخواننا وأخواتنا المسيحيين في فلسطين، والذين يتناقص عددهم بسرعة”.
وأوضح أن “الناس من الأديان كافة في جنوب إفريقيا يتمتعون بفهم عميق لما يعنيه العيش في ظل الاضطهاد، فضلاً عن الخبرة في كيفية مواجهة الحكم الظالم والتغلب عليه بالوسائل السلمية”، مضيفا: “عندما يزور المواطنين السود إسرائيل، فمن المستحيل تجاهل أوجه التشابه مع الفصل العنصري الذي عاشوه في جنوب إفريقيا. إذا وقفنا مكتوفي الأيدي والتزمنا الصمت، فسنكون متواطئين في القمع المستمر للفلسطينيين”.
وقال رئيس الأساقفة: “إذا أردنا أن نحتفل بالسلام للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين في عصرنا هذا، علينا أن نصلي ونعمل من أجل الأرض مقدسة، من أجل إنهاء الاحتلال والاعتراف الكامل بحق الفلسطينيين غير القابل للتصرف في تقرير المصير”.
يذكر أن الكنيسة الأنجليكانية في جنوب إفريقيا، كانت قد قررت في مجمعها الكنسي عام 2019، دعم حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها حتى تنهي احتلالها العسكري لفلسطين