قال قائد القيادة المركزية الأمريكية، كينيث ماكينزي، إن إيران باتت قريبة جدا من صنع سلاح نووي.
وأضاف في تصريح لمجلة التايم الأمريكية إن قواته مستعدة لخيار عسكري محتمل في حال فشل المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي المقرر استئنافها في فيينا في 29 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري.
وتابع القائد الأمريكي قائلا في هذا الصدد إن “إيران قريبة جدا” من صنع سلاح نووي، مذكرا بموقف إدارة بلاده من ذلك.
وقال: “رئيسنا قال إنهم لن يحصلوا على سلاح نووي. الدبلوماسيون في الصدارة الآن بشأن هذا الأمر لكن القيادة المركزية لديها دائما جملة من الخطط التي يمكننا تنفيذها إذا ما تم توجيهنا بذلك”.
ودكما أسفت واشنطن لغياب التقدم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية معتبرة ان موقف طهران يشكل “مؤشرا سيئا” قبل معاودة المباحثات حول الملف النووي الإيراني في فيينا الاثنين.
وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية لوكالة فرانس برس “نشكر المدير العام” للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي “على جهوده وقد خاب ظننا بتفويت إيران الفرصة التي عرضت عليها للتعاون”.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي اليوم الأربعاء إن الوقت ينفد أمام جهود الوكالة لضمان الوصول إلى ورشة لتصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي في إيران لإعادة تركيب كاميرات فيها، مضيفا أن الوكالة ستصبح قريبا عاجزة عن التأكد من عدم تحويل المعدات لصنع قنابل نووية.
أدلى جروسي بهذه التصريحات بعد يوم من زيارة لطهران قال إنها لم تسفر عن تحقيق تقدم إزاء عدد من القضايا وأشدها إلحاحا مسألة الوصول إلى ورشة في مجمع تيسا كرج بعد شهرين من تقديم إيران وعودا بالسماح بذلك.
والورشة مخصصة لتصنيع أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وتعرضت فيما يبدو لعملية تخريب في يونيو حزيران. وأنحت طهران بالمسؤولية على إسرائيل فيما تقول إنه هجوم دمر واحدة من أربع كاميرات تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك. وأزالت إيران فيما بعد كل الكاميرات. علاوة على ذلك فإن اللقطات التي صورتها الكاميرا المدمرة مفقودة.
وقال جروسي في مؤتمر صحفي في اليوم الأول من الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة “نحن نقترب من مرحلة لن أتمكن فيها من ضمان استمرارية معرفة” ما يجري هناك.
وهذا يعني أن هناك فجوة في مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنشآت حساسة، يمكن من خلالها نقل كميات كبيرة من مواد أو معدات لبرنامج أسلحة نووية سري.
وفي بيان لاجتماع مجلس محافظي الوكالة، قالت الولايات المتحدة إن إيران يجب أن تسمح للوكالة بمعاودة تركيب الكاميرات في كرج “على الفور” وإن استمرار الأزمة بشأن القضية من شأنه أن يعقد جهود إحياء اتفاق 2015 النووي بين إيران والقوى الكبرى.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارا إنها ليس لديها مؤشرات على أن إيران لديها برنامج سري للأسلحة النووية وتصر الجمهورية الإسلامية أيضا على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.
لكن جروسي قال إنه لا يعلم إن كان موقع كرج يعمل أم لا بعد خمسة أشهر من الهجوم المفترض.
وأضاف “من الواضح أن مثل هذه الفترة الطويلة بدون إمكانية الوصول للموقع ومعرفة ما إذا كانت أنشطة عمليات تجري هناك هو أمر كفيل في حد ذاته بأن يمنعني في مرحلة ما من أن أظل أقول إن ’لدي فكرة عما يحدث’”.
* تعقيدات
تُعد هذه المشكلة عنصر تعقيد إضافيا قبل المحادثات غير المباشرة التي تستأنف في فيينا يوم الاثنين بين الولايات المتحدة وإيران بهدف إحياء الاتفاق النووي.
وجرت العادة على أن تحاول الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون الضغط على إيران في مثل هذه القضايا عبر السعي لتمرير قرار ضدها في الاجتماعات الفصلية.
لكن دبلوماسيين يقولون إن من غير المرجح أن تكون هناك أي محاولات من هذا القبيل خشية أن يعرض ذلك للخطر المحادثات الأوسع نطاقا بشأن الاتفاق النووي، والتي تهدف لإعادة طهران وواشنطن للالتزام الكامل بالاتفاق.
وقضى الاتفاق النووي برفع عقوبات دولية كانت مفروضة على طهران في مقابل تقييدها لأنشطتها النووية لكن لم يعد يتبق من الاتفاق الكثير في التطبيق العملي.
وسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بلاده من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات أمريكية على إيران مما دفعها لمخالفة بنوده وتطوير أنشطتها النووية.
وقال البيان الأمريكي “استئناف الامتثال المتبادل لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) سيزداد صعوبة كلما زادت الفجوة في استمرارية المعروفة فيما يخص التزامات الاتفاق الأساسية”.