تناولت وسائل إعلام إسرائيلية التطورات الأخيرة في سجون الاحتلال، والتي أدّت إليها تصريحات وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بشأن تقليص عدد زيارات ذوي الأسرى الفلسطينيين لأبنائهم المُعتقلين في سجون الاحتلال، مُشيرةً إلى “ديناميكية سلبية لتصريحاته على الميدان والسجون”.
وتحدث مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ “13” الإسرائيلية، أور هيلر، عن “ديناميكية سلبية لتصريحات بن غفير بدأت تظهر على الميدان، أي على السجون والأسرى الأمنيين”.
واستدل هيلر في حديثه إلى إعلان لجنة طوارئ الحركة الفلسطينية الأسيرة بشأن الدخول في إضرابٍ عن الطعام، يوم الـ14 أيلول/سبتمبر الجاري، إضافة إلى ما أسماه “التصريحات من غزة”، رداً على إجراءات الاحتلال.
وشدّد هيلر على أنّ المؤسّستين الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال “تذكران أنّ موضوع الأسرى هو إجماعٌ كامل في المجتمع الفلسطيني، وهو الإجماع الثاني بعد القدس”، لافتاً إلى أنّ هذه القرارات والتصريحات التي أصدرها بن غفير، تُرى مِن خلالها “ديناميكية سلبية يمكن أن تقود إلى تصعيد”.
نتنياهو لا يدعم بن غفير؟
وكشف مراسل الشؤون العسكرية أنّ رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز “الشاباك”، رونين بار، قالا في النقاش الأمني الذي انعقد، الخميس، بعد عملية الدهس الفدائية غربي رام الله، إنّهما “لا يدعمان خطوة بن غفير”، وأنّهما أوضحا أنّ الخطوة “يمكن أن تؤدي إلى تصعيدٍ فوري على الساحة الفلسطينية، ومن ضمن ذلك صواريخ من قطاع غزة”.
كما لفت هيلر إلى “تملّص مفوّضة مصلحة السجون، كيتي بيري، مِن توجيهات بن غفير بتقليص عدد الزيارات، وعدم تنفيذها”، مُشيراً إلى أنّ المؤسّستين الأمنية والعسكرية في “إسرائيل” تحذّران من أنّه، وحتى من دون خطواتٍ فعلية في السجون، “هناك ديناميكية سلبية قد تتطور بسرعةٍ كبيرة إلى عملياتٍ وأحداث في السجون الأمنية، أو إطلاق صواريخ وأحداث في قطاع غزة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت، الجمعة، عن وجود خشيةٍ في الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تصعيدٍ فلسطيني، وذلك على خلفية قرار بن غفير، بتقليص زيارات الأسرى الفلسطينيين.
المعلّقة السياسية في قناة “كان” الإسرائيلية، غيلي كوهين، أشارت إلى أنّ “كل قادة المؤسسة الأمنية تقريباً ضد بن غفير، وقد قالوا، ومن ضمنهم رئيس الأركان ورئيس الشاباك ومسؤولون آخرون، إنّ أي مسٍّ بالأسرى أو المسجد الأقصى سيؤدي إلى تدهور الوضع على الأرض وتوحيد الساحات، واحتمال حصول عمليات أخرى”.
فصائل فلسطينية: القرارات ضد الأسرى ستفجّر الأوضاع
وفي سياقٍ متصل، قال معلق الشؤون العسكرية في القناة الـ”12″ الإسرائيلية، نير دفوري، إنّ “إسرائيل تدخل في فترةٍ حسّاسة جداً، وهي فترة الأعياد، ويوجد إنذارات ساخنة بخصوص هجمات فضلاً عن كل التوتر بين بن غفير والأسرى الأمنيين في السجون”.
يُذكر أنّ الفصائل الفلسطينية إلى جانب هيئات الأسرى الفلسطينيين في السجون، شدّدت مِن جهتها، على أنّ قرارات الاحتلال ضد الأسرى ستفجّر الأوضاع، وستؤّدي بالذهاب لأبعد حدٍ في معركة السجون.
وبدورها أعلنت لجنة الطوارئ العليا للحركة الفلسطينية الأسيرة، اليوم الأحد، الشروع في إضرابٍ مفتوح عن الطعام، يوم الـ 14 مِن شهر أيلول/سبتمبر الجاري، تصدّياً لسياسات إدارة السجون الإسرائيلية الأخيرة.
وقالت اللجنة في بيانٍ لها: “سنجعل من شهر سبتمبر الحالي عنواناً وشهراً جامعاً لأقدس قضيتين، مسرى انتفض من أجله شعبنا قبل ثلاثة وعشرين عاماً، وأسرى سينتفض معهم شعبهم هذا العام حتى تحقيق حرية أسرانا ومسرانا”.
ويأتي هذا التصاعد في الأحداث والخطوات التي أقرّتها الحركة الأسيرة ومختلف المؤسّسات المعنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين، بعد إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، الجمعة، اتخاذ إجراءاتٍ جديدة بحق الأسرى، منها تقليص زيارات أهالي الأسرى لذويهم في السجون مرةً كل شهرين بدلاً من مرة كل شهر، وهو ما اعتبره الأسرى “لعباً بالنار ستحرق من أشعلها”، بحسب بيان لجنة الطوارئ العليا.