نظمت مؤسسات الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، مساء السبت، وقفة وسط مدينة رام الله، إسنادا للأسير وليد دقة، والأسرى المرضى والمضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في الوقفة، الأعلام الفلسطينية وصور الأسير دقة، ورددوا الهتافات الوطنية الداعمة له، ولجميع الأسرى، خاصةً الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام، والرافضة لممارسات الاحتلال الإسرائيلي القمعية بحق الأسرى، والمؤكدة على حقهم في الحرية.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس إن الوقفة تمثل رسالة وفاء ومشاركة للأسير الفلسطيني في همومه وتطلعاته، وتعبيرا عن الرفض للوحشية والفاشية التي تتجلى في أبشع صورها في سياسات وإجراءات وتصريحات قادة الاحتلال الذين ينتقمون منّا جميعًا من خلال الأسير وليد دقة وبقية الأسرى المرضى.
وأضاف فارس أن الوقفة تأتي أيضًا تعبيرًا عن المساندة للكفاح العنيد الذي يقوده الأسرى الإداريون في مواجهة قانون الاعتقال الإداري العنصري، إلى جانب توجيه نداء للشعب الفلسطيني بأننا اليوم أحوج إلى وحدة العمل وارتفاع المشاركة في كل الأنشطة المساندة لنضال الأسرى.
وبيّن فارس أن حالة الأسير دقة في تدهور مستمر في ظل تواصل سياسة الإهمال الطبي بحقه، ولأنه موجود في مكان لا يصلح لإيواء الحالات المرضية، منوهًا أن الأطباء حذّروا من احتمالية التلوث أو الإصابة بفيروس نظرًا لضعف مناعته، وأن استمرار وجوده في مكان ملوث “كوضعه في فم الموت”.
وأعربت سناء دقة، زوجة الأسير وليد، عن تقديرها وعائلته لجهود كافة المشاركين في الوقفة، مشيرة إلى أن الأسرى بأمس الحاجة لهذه الوقفات المساندة، موجهة الدعوة لتوسيع رقعة الفعاليات المساندة للأسرى وخاصة المرضى منهم، من أجل إنقاذ حياتهم.
وأضافت أن الأسير دقة يعاني من وضع صحي معقّد ومركب، وأنه بحاجة لأن يكون حرا ليستطيع أن يتلقى العلاج الدائم، منوهة أن هناك الكثير لعمله من أجله وأنه الآن في سباق مع الزمن، حيث أن وضعه الصحي حساس جدًا ويحتاج لعناية طبية خاصة.
وأشارت إلى أنه تم تقديم استئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد رفض المحكمة المركزية لإطلاق سراح زوجها الأسير وليد دقة، لافتةً إلى أن التوقعات منها ليست عالية ولكنه “باب لا يستطيعون إلا طرقه” على أمل إطلاق سراحه، مؤكدة ضرورة استمرار الفعاليات المناصرة لزوجها حتى تحريره.
وكان الأسير دقة قد أُدخل المستشفى، يوم 23 آذار/مارس الماضي، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل حاد، إثر تشخصيه بمرض التليف النقوي، وهو سرطان نادر يصيب نخاع العظم، في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2022، والذي تطور عن سرطان الدم الذي تم تشخيصه قبل قرابة عشر سنوات، وتُرك دون علاج جدي.
وفي 27 نيسان/ أبريل الماضي، سمحت إدارة سجون الاحتلال لزوجة الأسير دقة وابنته ميلاد بزيارته في مستشفى “برزيلاي” في عسقلان، بعد أن خضع لعملية استئصال جزء من رئته اليمنى، يوم 12 نيسان/ أبريل الماضي؛ وذلك بعد مماطلة دامت أكثر من أسبوعين.
والأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، وساهم في العديد من المسارات في الحياة الاعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: “الزمن الموازي”، “ويوميات المقاومة في مخيم جنين”، “وصهر الوعي”، و”حكاية سرّ الزيت”، و”حكاية سرّ السيف” مؤخرًا.