أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، وحيد جلال زاده، أن إيران تدعم القضية الفلسطينية منذ أربعة عقود وهي لم تتراجع إلى الوراء بعد أربعة عقود رغم كل الضغوط المفروضة ضدها، مشيرًا إلى أن انتصار سوريا هو بمثابة معجزة القرن.
وجاء كلام المسؤول الإيراني خلال لقاء في السفارة الإيرانية في دمشق، جمعه مع قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية، بحضور السفير الإيراني حسين أكبري.
الأمريكيون جاهزون لرفع العقوبات بابتسامة من جانبنا
وحذر المسؤول الإيراني من أن “الكيان الصهيوني يعول على الاختلاف بين صفوف الفصائل الفلسطينية ولذلك يجب توحيد هذه الصفوف في خندق واحد من أجل مواجهة الكيان الصهيوني.
كلمة سر إيران وسوريا: مواجهة الاستكبار العالمي
أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني في تصريح للصحفيين، أن “دعم ومساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية على المستويات الحكومية والشعبية طوال العقود الأربعة الماضية، كانت مستمرة ولا يخفى ذلك على أحد، وهو ما أكده سماحة قائد الثورة الإسلامية أكثر من مرة، حيث أعلن وأكد على استمرارية دعم ومساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية حتى زوال كامل الكيان الصهيوني”.
وتابع: “أكد سماحته أن إيران لا تجامل أي دولة في هذا الأمر وأن الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية هو دعم شامل للشعب الفلسطيني المظلوم والمضطهد”.
وأضاف: “نحن كنا وما زلنا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونحن مستمرون في تقديم الدعم لكل الفصائل الفلسطينية وللشعب الفلسطيني”.
وأردف جلال زاه: “نحن الآن في زيارة إلى العاصمة السورية دمشق وناقشنا في هذا الاجتماع مع الفصائل الفلسطينية آخر التطورات في الأراضي المحتلة، وأكدنا على استمرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم القضية الفلسطينية ووقوفها إلى جانب كل المقاومين والمناضلين من أجل القضية الفلسطينية ومواجهة الكيان الصهيوني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة”.
وتابع: “الآن مقاومة الكيان الصهيوني لا تنحسر في فريق واحد أو عدة أفرقة، فكل الشعب الفلسطيني وكل الشباب الفلسطينيين دخلوا على الخط وهم يناضلون من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية”.
الانتصار النهائي حليف الشعوب المستقلة
وتابع زاده حديثه للصحفيين: “الأمريكيون يرغبون دائماً بمواجهة إرادة الأمم والشعوب المستقلة، وإيران وسوريا هما بلدان مستقلان، وإن كلمة سر إيران وسوريا هي مواجهة الاستكبار العالمي، ونحن ندفع أي تكاليف عزتنا واستقلالنا، وكونوا واثقين بأن الانتصار النهائي سيكون حليف كل الشعوب المستقلة”
ولفت إلى أن “إيران لم تتراجع إلى الوراء بعد أربعة عقود رغم كل الضغوط المفروضة ضدها، ووصلت إلى تطورات هائلة في كافة المجالات، وبالنسبة لانتصار سوريا يجب أن نعتبر هذا الانتصار بمثابة معجزة القرن بأن كل الدول الغربية حاولت إسقاط سوريا وحاولوا إنهاء القضية الفلسطينية لكنهم لم ولن ينجحوا أبداً في وصولهم إلى هذا الهدف”.
دمشق تشكل مركز محور المقاومة
أوضح أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، خالد عبد المجيد، أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”، على هامش الاجتماع، أن “هذا اللقاء مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني يأتي في إطار العلاقات بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ويأتي في ظل تجاذبات إقليمية ودولية كبيرة وفي ظل محاولات من قبل أمريكا من أجل الالتفاف على حالة الصمود والانتصارات التي تحققت في المنطقة والتي استطاع فيها محور المقاومة أن يهزم المشروع الأمريكي فيها”.
وأضاف عبد المجيد: “لا شك أن هذا اللقاء له دلالات خاصة أنه يأتي في دمشق التي تشكل مركز محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تلعب دوراً إقليمياً ودولياً كبيراً في ظل التجاذبات الدولية، وفي ظل ما يجري من صراعات بين روسيا الصين وأمريكا، ومحاولات أمريكا من أجل مواجهة انتقال العالم إلى عالم متعدد الأقطاب بعد فشل القطب الواحد في الهيمنة على العالم، باعتبار أن هذه المنطقة كانت تعتبرها أمريكا منطقة نفوذ، وبتضحيات محور المقاومة تحولت إلى منطقة لمواجهة المشروع الأمريكي والمخططات الأمريكية والهيمنة الأمريكية”.
للأسف.. المشهد في مخيم عين الحلوة معقد
وحول الأحداث الأخيرة في مخيم عين الحلوة في لبنان، قال عبد المجيد: “المشهد في مخيم عين الحلوة للأسف معقد ترابطت فيه الكثير من الأطراف المعادية للمقاومة وللشعبين الفلسطيني واللبناني، والوضع الحاصل هو نتيجة مخططات خارجية وهناك للأسف جهات لبنانية وفلسطينية لعبت دوراً خطيراً فيما جرى في المخيم، بالإضافة إلى المخطط الذي يستهدف قضية اللاجئين ويستهدف الوضع في لبنان من خلال محاولة تفجير الأوضاع”.
وتابع: “الآن هناك لجنة تحقيق شكلت من قبل كل القوى والفصائل الفلسطينية ونحن نشارك في هذه اللجنة التي تتابع عملها وخلال عشرة أيام ستنهي عملها لكننا لا نستطيع القول أن الوضع في المرحلة القادمة يؤدي إلى نتيجة عملية لحالة من الاستقرار لأن هناك استهداف للبنان واستهداف للفلسطينيين ومحاولات جديدة من قبل أمريكا وحلفائها وأدواتها في المنطقة لتفجير الوضع في لبنان”.
المعركة واحدة… إقليميا ودوليا
أشار عضو المكتب السياسي ومسؤول دائرة العلاقات السياسية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ماهر الطاهر، في تصريح خاص لـ”سبوتنيك”، إلى أن “هذا اللقاء يكتسب أهميته في ظل تصاعد كفاح الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعمليات البطولية على أرض فلسطين”.
أشار جلال زادة خلال اللقاء إلى أن إيران تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ أربعة عقود وهي تعلن ذلك بكل فخر واعتزاز.
وقال: “سماحة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية أكد أكثر من مرة بأنه ليس لدى إيران مجاملة بالنسبة لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وفي إزالة الكيان الصهيوني من الوجود، ففي كل المفاوضات التي جرت بين إيران والدول الغربية، وبطريقة غير مباشرة مع أمريكا تمت مناقشة القضية الفلسطينية”.
وأضاف جلال زاده: “إن الأمريكيين ببسمة من جانبنا إلى جانب الكيان الصهيوني جاهزون لرفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن الشعب الإيراني والقيادة الإيرانية كانت دائماً تضحي بمصالحها بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية، وبحول الله وكما وعد سماحة قائد الثورة الإسلامية الإيرانية بعد 25 عاماً لن يكون هناك شيء اسمه الكيان الصهيوني”.
وأضاف: “سنبحث مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني التطورات السياسية والميدانية على أرض فلسطين، وتعميق التنسيق بين كل أطراف محور المقاومة لمواجهة التحديات الكبرى التي نعيشها في المنطقة وخاصة في ظل احتدام الصراع على المستوى العالمي والحرب التي تشنها أمريكا وحلف شمال الأطلسي ضد روسيا، وبالتالي المعركة واحدة سواء على المستوى الإقليمي أو على المستوى العالمي. سنناقش مجمل هذه التطورات وكيف نعمق العلاقات فيما بيننا من أجل مواجهة هذه التحديات”.
وأكمل الطاهر: “نحن في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بذلنا كل الجهود من أجل إيقاف هذه الفتنة لأن هناك مؤامرة كبيرة تستهدف شعبنا في لبنان وتستهدف مخيماتنا، وجهودنا إن شاء الله ستكلل بالنجاح لدفن وإحباط هذه المؤامرة”.
وكان عدد من قادة الفصائل الفلسطينية قد حذروا من المخططات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى ومدينة القدس وأكدوا أهمية توحيد الساحة الفلسطينية لمواجهة هذه المخططات.
ونبّه عدد من قادة الفصائل إلى خطورة الحشودات الأمريكية في المنطقة ومن المحاولات الأمريكية لتوتير الأوضاع وخلق الفتن في إيران وسوريا ولبنان والعراق واليمن ودعوا إلى تكثيف الجهود ووضع الرؤى لمواجهة مخططات أمريكا وأدواتها في المنطقة.