بعثت الكاتبة الفلسطينية جيهان حلو، وهي أحد مؤسسي الائتلاف الفلسطيني لحقوق الطفل، بصفتها رئيسة الاتحاد الدولي لكتب اليافعين، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، نيابة عن جميع أطفال فلسطين، سألته فيها عن سبب الحذف المستمر لإسرائيل من “قائمة العار” الأممية.
وقالت حلو في رسالتها التي نشرها موقع “فلسطين كرونيكل”: “أكتب إليكم نيابة عن الأطفال الفلسطينيين في ضوء تقريركم الأخير حول الأطفال والنزاع المسلح، والذي لم تُضف فيه إسرائيل للأسف إلى “قائمة العار”، على الرغم من انتهاكاتها المستمرة بحق الأطفال الفلسطينيين. هذه رسالة أمل تسأل أين الأمم المتحدة من هدف “عالم صالح للأطفال”؟ لماذا قرر الأمين العام إسقاط إسرائيل من “قائمة العار”؟.
وأضافت حلو “انتقد العديد من الأصوات من جميع أنحاء العالم حذف إسرائيل من القائمة. كما أوضحت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، فإن حذف إسرائيل المستمر من قائمة العار يلحق ضرراً جسيماً بالأطفال الفلسطينيين”. وأكدت الكاتبة “لقد وجد تقرير الأمين العام أن القوات الإسرائيلية مسؤولة عن 975 إصابة لدى أطفال و110 اعتداءات على مدارس ومستشفيات عام 2022”.
وشددت على أن هذه الأرقام الواردة في تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح لعام 2022 والتقارير ذات الصلة الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة هي أرقام مروعة. وقالت “تشكل الحقائق عن الأطفال الفلسطينيين الذين قُتلوا وعُذبوا وحُرموا من حقوق الإنسان الأساسية دليلاً قوياً على أن إسرائيل يجب أن تكون أول من يُدرج في “قائمة العار”.
وتساءلت الكاتبة “مع تفاقم هذه الأرقام كل عام، نسأل لماذا هذا الاستبعاد؟ لماذا لم يُدرج الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل في قائمة العار؟”.
وذكرت أنه تم تنظيم مؤتمر صحافي لأربعة أطفال فلسطينيين في مقر الأمم المتحدة، قالوا إنهم جاءوا برسالة سلام وأمل. تحدثوا عن ظل الموت الذي يخيم عليهم وعن الفقدان والحزن الذي يسيطر على حياتهم. لقد رووا قصصاً عن معاناتهم اليومية والتدمير المروع المتأخر لمخيم جنين للاجئين – والذي حدث مرة أخرى بشكل مثير للسخرية في عام 2023 وتزامن مع إصدار تقرير الأمين العام عن الأطفال والنزاع المسلح.
وأشارت حلو إلى أن أحد الأطفال قال: “بعد حوالي 10 سنوات من دخول اتفاقية حقوق الطفل حيز التنفيذ، لا يزال الأطفال يتعرضون للقتل والإساءة والتخلي عن التعليم والحرمان من التعليم والترفيه. كل شيء سيء يمكن تخيله لا يزال مستمراً {…} لقد دمر الجنود الإسرائيليون في بلدي كل شيء. شدد الأطفال على أن ما يريدونه هو احترام حقوقهم وإعمالها. وطالبوا بحماية دولية وإنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين. لقد تحدثوا أنهم يتوقون بأمل كبير لإنهاء معاناتهم”.
وأكدت حلو على أن هناك المزيد من الحقائق القبيحة التي يجب ملاحظتها. فقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن عام 2022 كان الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 2006، إذ قُتل أكثر من 2210 أطفال منذ عام 2002؛ حتى اليوم قتل أكثر من 33 طفلاً في عام 2023. علاوة على ذلك، فإن العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين المحتجزين بشكل غير قانوني ويتم تعذيبهم من قبل إسرائيل هو جريمة مروعة أخرى وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان.
وشددت الكاتبة على “أن أطفال فلسطين يشعرون بالأسى ولا يمكنهم فهم سبب تمتع إسرائيل بالإفلات من العقاب لمواصلة جرائمها والفظائع التي ترتكبها ضدهم. إنهم يرون أن هذا الواقع هو عبارة عن استبعادهم الكامل من اتفاقية حقوق الطفل. يتساءلون بلهفة ويسألون ما إذا كانوا تابعين لأبناء آخرين أم هم أبناء إله أصغر؟!”.
وأضافت “يطرح الأطفال الفلسطينيون السؤال الذي طرح قبل عشرين عاما، ولكن الآن موجه مباشرة إلى الأمين العام، ماذا ستفعل الأمم المتحدة لحماية حقوقنا وإنهاء معاناتنا؟”.
وقالت إن “أطفال فلسطين يتشبثون بالأمل وينتظرون بفارغ الصبر الإجابة”.
وختمت الكاتبة رسالتها بتوجيه “تحية حارة من فلسطين” إلى غوتيريش.