طرحت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مجددًا، ميثاق الشرف الذي كانت قد طرحته خلال اجتماع الأمناء العامين الذي عقد في مصر مؤخرًا، حول الاعتقال السياسي.
وقالت الجبهة في بيان لها، إن الميثاق لاقى ترحيبًا من غالبية الفصائل، إلا أن إفشال الاجتماع من قبل القيادة الرسمية لم يؤدِّ إلى خروج الميثاق إلى النور. وفق ما جاء في نص البيان.
وبينت أن الهدف من طرح الميثاق مجددًا، وقف الاعتقالات السياسية في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات على حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر السلمي من قبل سلطتي رام الله، وغزة.
وأدانت الجبهة تلك الاعتقالات والاعتداءات، متهمةً السلطتين بانتهاك القانون الأساسي وأخذ الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الأزمات والانقسام، وتسمسم العلاقات الوطنية والمجتمعية، وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي.
ودعت الجميع إلى للاتفاق والتوقيع على الميثاق، باعتباره ضرورةً لحماية الحريات، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وإنهاء معاناته في حال الالتزام به.
وتضمن الميثاق عدة بنود، أولها احترام جميع القوى لوجهات النظر والتباينات والخلافات فيما بينها، والتزامها بتنفيذ الاتفاقات الوطنية، وقرارات الإجماع الوطني، وما يتم الاتفاق عليه من آليات لتنفيذها، وتنفيذ هذا الميثاق.
كما نص على ضبط العلاقات الوطنيّة انطلاقًا من أن التناقض الرئيس هو مع الاحتلال، وإخضاع التناقضات الثانوية لهذا المحدد، انطلاقًا من اعتماد الحوار الديمقراطي وسيلةً وحيدةً في إدارة الخلاف بين القوى، والابتعاد عن التحريض والتخوين، وتحريم الاحتكام للسلاح وتجريمه في حل الخلافات والتناقضات الداخلية.
وأكد على احترام حقوق المواطن الفلسطيني، وحرية التعبير والرأي وعدم المساس بها، والالتزام بوقف كل أشكال الاعتقال السياسي ومظاهره، وحماية سلاح المقاومة وصون طهارته، ورفض الاعتداء على الملكيات العامة والخاصة، أو استهداف المنشآت الحكومية.
كما أكد على التزام الجميع بسيادة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات، وقيام الجهات الرسمية والأمنية بمسؤولياتها وواجباتها لضمان الأمن للمواطن، وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، والتشديد على ضمان استقلال القضاء واحترام قراراته.
وشدد على ضرورة وقف كل أشكال المناكفات والسجالات الإعلامية، وعدم استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي للتحريض واستهداف المتنافسين، ودعوة الإعلام الرسمي وغير الرسمي إلى الالتزام بالمهنية الصحفية، وبث خطاب وطني وحدوي يعزز اتفاق المصالحة.
كما دعا إلى اتفاق الجميع على تشكيل لجنة مقررة تضمّ قيادات وطنية وحقوقيين لحماية الميثاق ومتابعة تنفيذ بنوده، ومنع حدوث أي خلل، ومعالجة أية عقبات تعترض تنفيذه.
كما دعت الجبهة بشكل عاجل وفوري ومسؤول إلى تضافر جهود الجميع من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار في مخيم عين الحلوة وسحب المسلحين، وعودة جميع اللاجئين المتضررين جراء الأحداث المؤسفة بالمخيّم إلى بيوتهم، والعمل بشكل فوري لمساعدة الأهالي في إعادة بناء بيوتهم وترميم ممتلكاتهم وتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مادية، واتفاق الجميع على الاحتكام للحوار لحل الخلافات، وملاحقة كل العناصر الموتورة والمشبوهة التي تدفع باستمرار الاقتتال.
وقالت في ختام بيانها: إن التحديات الخطيرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية، تتطلب تبني ميثاق الشرف المقدم، بما يسهم في تخفيف حدة الاحتقان في الساحة الفلسطينية، وخلق مناخات داخلية إيجابية تسهمُ في وضع الحلول أمام كثير من القضايا، بما يخفف عن شعبنا الأعباء والسياسات والقرارات التي فاقمت معاناتهم. كما جاء في البيان.