اختتمت جامعة القدس مراسم حفل تخريج الفوج (42) وطلبة الدفعة الثانية في كليات: المهن الصحية، الصحة العامة، الدعوة وأصول الدين، القرآن والدراسات الإسلامية، الأعمال والاقتصاد، الآداب، الحقوق، القدس بارد للآداب والعلوم، الدراسات الثنائية، الدراسات العليا، وذلك في حرمها الرئيس بحضور رئيس الجامعة أ.د. عماد أبو كشك، ووزير العدل أ.د. محمد الشلالدة، ورئيس مجلس الأمناء السيد منيب المصري، ولفيف من الشخصيات الرسمية والأكاديمية وذوي الطلبة والأسرى الخريجين.
من جانبه، أبرق رئيس جامعة القدس أ.د. أبو كشك تحياته لذوي الأسرى الخمسين الذين يتخرجون اليوم في الدراسات العليا في جامعة القدس، وهنأ مختلف الطلبة الخريجين وذويهم بهذه الكوكبة المتميزة من الطلبة الذين حرصت الجامعة على تمكينهم في البحث العلمي وفرص التبادل الطلابي والثقافي والتدريب المستدام مع الجامعات العالمية، وتوظيف أحدث التقنيات التعليمية وتأسيس الحاضنات الريادية التي من شأنها استثمار طاقات الطلبة في التفكير الإبداعي والريادي وتعزيز ثقتهم وإبداعهم ومعارفهم، لتستحق الجامعة بذلك تقدمها على المستوى الوطني والإقليمي والدولي بحصولها على الترتيب الأول بين الجامعات الفلسطينية والترتيب 1060 على العالم وتقييم 5 نجوم وفقًا للتصنيف العالمي للجودة الأكاديمية QS للعام 2023.
وأشار أ.د. أبو كشك إلى أن هذا التقدم لجامعة القدس ما هو إلا تتويج للعمل الدؤوب والتكامل المهني لأسرة جامعة القدس بأكاديمييها وباحثيها وإدارييها وطلبتها وخريجيها في سبيل الارتقاء بالجامعة نحو العالمية والتميز والرفعة على المستوى الفلسطيني والعالمي، وهي من ناحية أخرى لم تكف عن كونها حارسة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لدى عملها المتواصل لتعزيز صمود القدس وحفظ الهوية الوطنية الفلسطينية وتخريج الأجيال المسلحة بالعلم والانتماء والإبداع والعزيمة والتحدي.
وأضاف “لا بد لنا جميعًا أن نكون فخورين بالكليات الإنسانية في جامعتنا، من أجل بناء قاعدة فكرية توجه بوصلة مجتمعنا الفلسطيني، لأنه مهما كان هناك من تطور علمي، فلا بد من وجود قاعدة مبنية على دراسات وأبحاث تؤسس لفكر جمعي فلسطيني، وتستهدف الحفاظ على نسيج هذا المجتمع واتجاهاته، وتحقق طموحاته وتوجهاته”، مبينًا سعي الجامعة لتحقيق هذا الهدف من خلال برامج الماجستير والدكتوراه الجديدة والمتطورة التي تواكب متطلبات العصر، كما وأعلن عن الاتفاق على البدء بوضع حجر الأساس لمبنى متميز لكلية المهن الصحية، وآخر من كلية الأعمال والاقتصاد.
من جهته، تقدم وزير العدل أ.د. محمد الشلالدة بخالص التهاني والتبريكات للطلبة الخريجين مؤكدًا أن الحياة كفاح وجهاد وتحقق مستمر للذات، وضرورة أن يواصل الخريجون العلم لخدمة شعبهم وبذل المزيد من الجهد لتكوين المعارف والخبرات وخدمة الوطن بتحقيق التقدم والازدهار.
وعبر أ.د. الشلالدة عن تقديره التعليم المتميز للجامعة في مختلف التخصصات بما في ذلك الحقوق لتطوير المجتمع المحلي وتزويد المجتمع بالأبحاث الهامة، ولاجتهاد الخريجين ليكونوا وسام فخر للجامعة وفلسطين، مبرقًا تحياته للشهداء والأسرى والقدس الشريف أمام ممارسات الاحتلال في استهداف التعليم والطلبة والشباب والأطفال.
ورحب رئيس مجلس الأمناء السيد منيب المصري بدوره بالحفل الكريم في رحاب جامعة القدس، وهنأ الجامعة إدارة وطلبة وخريجين بهذا التميز لدى حصولها على تصنيف 5 نجوم في مختلف مؤشرات QS العالمية كأول جامعة فلسطينية في ظل الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني والحاجة الماسة للعلم للشباب، إذ أن الجامعة مركزًا لإنتاج المعرفة وتقدم الأفراد وتنمية المجتمعات، مشيرًا إلى مساهمات جامعة القدس في تحقيق فوارق حقيقية في الواقع الفلسطيني أمام التحديات التي تواجهها وهي تحمل اسم القدس العاصمة.
وباركت خريجة الحقوق إسلام التلاحمة في كلمة الخريجين لزملائها وذويهم تخرجهم، وتابعت “في هذه المحطة من الحياة، تعرفنا على زملاء من كل ثرى فلسطين، هنا توحد الوطن تحت راية القدس، هنا كانت فلسطين ولا زالت بوابتنا نحو الوحدة والحرية، وهنا تجمّع المحاضرون والمحاضرات في أروقة القاعات والمختبرات فكانوا معلمي ومعلمات الخير، وكانوا سندنا وظلنا طيلة هذه السنوات، فيا جامعة القدس هنيئًا لك بهذه الكوكبة من الهيئة التدريسية، وهنيئًا لك بهذه الأقمار التي تزين سماءك العالية، والتي تبوأت مناصب كبيرة حتى رسمت القدس عروسًا على أبوابها”.
هذا وتخرج في الدراسات العليا خمسون أسيرًا في سجون الاحتلال بحضور ذويهم، وكان د. خالد غيث عريفًا للحفل الختامي، وتضمنت فعاليات التخريج فقرات فنية أحيتها فرقة أصايل للفن الشعبي وكورال جامعة القدس، وافتتح الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني وتلاوة للقرآن الكريم، وختامًا تسلم الخريجون الشهادات بحسب كلياتهم إيذانًا بتخرجهم.
يذكر أن جامعة القدس احتفلت أمس بتخريج الدفعة الأولى من الفوج “42” من طلبة البكالوريوس في كليات الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، ونجاد زعني للهندسة، والعلوم والتكنولوجيا، والعلوم التربوية.