نشر “معهد الأمن القومي الإسرائيلي”، دراسة تحدث عما يجب إسرائيل فعله بعد انتهاء عملية جنين، ورأى أنه يجب أن يكون هناك تحرك سياسي كخطوة تكميلية، لأن الإنجاز العسكري “سوف يتآكل قريباً”، وهو الأمر الذي سيؤدي أيضاً إلى مزيد من إضعاف قدرات السلطة الفلسطينية، ما يؤدي إلى الانزلاق نحو “واقع الدولة الواحدة الخطير”.
وأوصت الدراسة التي صدرت عن المعهد الإسرائيلي، أن هناك حاجة إلى تحرك سياسي تكميلي لاستغلال إمكانات التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وتصميم الظروف التي من شأنها أن تسمح وتشجع السلطة الفلسطينية على العودة إلى جنين، لأن البديل المقابل لعودة السلطة إلى الضفة الغربية هو سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة وإدارتها، وبالتالي سيقع عبء رعاية السكان الفلسطينيين على عاتق إسرائيل.
هدف العملية في جنين..
وبحسب الدراسة، فإنّ عملية جنين كان هدفها منذ البداية الرد على التدهور الأمني وفقدان السلطة الفلسطينية للسيطرة على شمال الضفة الغربية، لافتة إلى أن طريقة عمل الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام “الشاباك” ضد العنف في إطار عملية “كاسر الأمواج” قد استنفذت، وأصبحت حلقة العنف تغذي نفسها، وأصبح هناك عدد متزايد من القتلى.
وأتى ذلك في الوقت الذي فقدت فيه السلطة الفلسطينية السيطرة على شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى افتقار آلياتها في التعامل مع المجموعات المسلحة التي أصبحت مسيطرة على جنين ومحيطها، مشيرة إلى أنه كان من الواضح أن الجيش الإسرائيلي فقد السيطرة على المستوطنين في الضفة الغربية، والذين يزيدون ويصعدون أعمال الانتقام ضد الفلسطينيين، في أعقاب الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، لافتة إلى أنهم يتلقون الدعم السياسي من الوزراء المتطرفين في الحكومة.
نجاح تكتيكي..
وتابعت: “في نهاية العملية، يسود شعور بالنجاح التكتيكي-العملي في إسرائيل في ضوء الإنجازات التالية: مقتل 12 ناشطاً مسلحاً، تم استجواب 300 متهم بالعنف واعتقال حوالي 30 منهم، وتدمير 6 ورش لصناعة القنابل والمتفجرات، وتم تحديد وتدمير 14 شقة مستخدمة للنشاط المسلح وغرف تحكم، وإبطال مفعول 300 عبوة ناسفة جاهزة للاستخدام؛ وضبط عشرات الألغام والبنادق والمسدسات ومئات من الرصاص وعشرات الكيلوغرامات من المواد الكيماوية لصنع المتفجرات، وكشف وتدمير 6 فتحات للأنفاق ومخبأين للأسلحة”.
تساؤلات مهمة..
وأضافت الدراسة أنه إلى جانب النجاح التشغيلي تبرز عدة أسئلة “كيف تحافظ إسرائيل على الإنجاز؟، وهل يمكن عزل جنين عن باقي مناطق الضفة الغربية، وهل هناك نية وإمكانية لتجديد سيطرة الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية في جنين؟.
كما تساءل المعهد، كيف تسد الفجوة في النظام السياسي الإسرائيلي بين العناصر التي تعتبرها مهمة لتقوية أداء السلطة الفلسطينية وعناصر الحكومة التي تسعى إلى انهيارها؟ وما هي الخطوة السياسية التكميلية الممكنة من جانب الحكومة الإسرائيلية لتحقيق الإنجاز العسكري؟”.
تردد متبادل..
وتقول الدراسة: “رغم المصلحة المشتركة للسلطة الفلسطينية وإسرائيل في منع حماس والجهاد من السيطرة على منطقة جنين (وبالتالي تحييد التأثير الإيراني على ما يحدث في الضفة الغربية)، فكلاهما متردد في محاولة استنفاد إمكانات تعاونهما، لذلك، فإن إسرائيل مطالبة بتصميم ظروف تسمح وتشجع السلطة الفلسطينية على العودة إلى جنين من خلال تعزيز المشاريع الاقتصادية وإنشاء مراكز تدريب وتشغيل للشباب الفلسطيني”.
ورأت أنه إذا رفضت إسرائيل مقدماً مبادرة لاستعادة سيطرة السلطة الفلسطينية في جنين، فلن يمر وقت طويل قبل أن تكون مطلوبة مرة أخرى بعملية ضد حماس والجهاد، لافتة إلى أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت بالفعل، في 9 يوليو (تموز)، قراراً صحيحًا للعمل على تقوية السلطة الفلسطينية، لكنها في الوقت نفسه فرضت عليها سلسلة من الشروط التي سيكون من الصعب تحقيقها، بما في ذلك وقف الدعم المالي لعائلات المسلحين الذين قتلوا أو سجنوا.
بديل سيطرة السلطة..
أضافت الدراسة أن البديل لإعادة السلطة إلى شمال الضفة الغربية هو أن يستولي الجيش الإسرائيلي على المنطقة ويديرها كقطاع مستقبل، بحيث تقع مسؤولية وعبء رعاية السكان الفلسطينيين على عاتق إسرائيل، وستكون هذه خطوة في تسريع الانتقال إلى واقع الدولة الواحدة.