بينما تذبح جنين بالقصف والرصاص ويهجر أهلها قسراً من منازلهم تحت تهديد جيش الاحتلال ، في مشاهد أعادت للإذهان نكبتهم الأولى
عدوان الاحتلال الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني فرض حالة من الكفاح والنضال الوطني على امتداد الوطن التي تتقدم صفوفه حركة فتح و غابت عنه حركة حماس التي تمارس دور المتفرج .
حماس التي تمتلك ترسانة عسكرية وجيش جرار من المسلحين يقدر عدده بمئة ألف ما بين الضفة وغزة لم تسمح بإطلاق صاروخٍ أو حتى حجرٍ نحو المحتل تشتت به أنظاره وبوصلته عن جنين ، ولكنها ذهبت نحو تجديد إجراءاتها على الشريط الحدودي في غزة لحماية أمن المستوطنين.
في وقت تفاوض فيه من تحت الطاولة لإبرام هدنة طوعيةٍ مع الاحتلال مقابل شنطة من الدولارات القطرية ذاهبة إلى جيوب تجار الدم واللحم في غزة ،والهاربين في دول الطوق وإقليم متنعمين بها على حساب دماء الشهداء وأنين المظلومين.
رغم تشدد المعاناة وبحر الدم في جنين إلا أن قادة حماس اكتفوا في أحسن الأحوال إلى إطلاق تصريحاتٍ عبر منابر إعلامها المسموم والمخادع ، والذي وجه سمّه بالتحريض على الأجهزة الأمنية التي قدمت أكثر من 24 شهيداً منذ مطلع العام الجاري.
كما وتعاملت مع عدوان الجاري على جنين المبلغةِ به مسبقاً عبر الوسطاء وكأنها قناة إسرائيلية تقاسمت معها الدور في التحريض وإثارة الفتنة على السلطة لضربها بالشعب.
صالح العاروري رئيس المكتب السياسي لحماس ظهر بعد غياب من داخل فندق ليطلق تصريحات فجة متحدثاً بكل وقاحة واستخفاف بعقول أبناء الشعب الفلسطيني “بإن إسرائيل إذا ما تجاوزت الخطوط الحمراء سيكون هناك رداً ، أي خطوط حمراء ؟؟ وجنين تقصف بالصواريخ فوق سكانها ، والنساء والأطفال يرحلون دون مأوى لهم، و المشافي تقصف والدماء تسيل ، أليس كل هذه المشاهد كافية ،أن تعلق في عنقود قادة الانقلاب الحمساويين الذين باعوا ذممهم مقابل المال.
عدد تجارب واختبارات نجحت حماس بولائها وأوهامها لوفاء الهدنة التي تفاوض من أجل إبرام مع الاحتلال معركتان خاضتهما الجهاد الإسلامي لوحدها ولم تدخل حماس لا من قريب ولا بعيد ،في حينها مارست دور التهديد والوعيد ضد عناصر الجهاد لوقف معركتها مع الاحتلال ، آخر الأحداث في جنين والقدس لتؤكد حماس أن أسباب اختلاف الأيديولوجي مع حركة فتح تطورت إلى انفصال جغرافي وعليه بدأت تتصرف بقضايا شعبنا وتحدياته وكأنها أزمات خارجية لا تمد لحماس وعناصرها بصلة وخارج معادلتها السياسة .