مع اقتراب “نهاية أبو مازن”.. تقرير عبري: عملية “عيلي” أظهرت الحاجة لـ “حل مؤقت” في الضفة

رأى تقرير عبري، أن هجوم مستوطنة “عيلي” الواقعة بين نابلس ورام الله في الضفة الغربية، يوم الثلاثاء، يعد “أسوأ اعتداء” منذ بداية العام الجاري في الضفة الغربية، والذي أسفر عن مقتل 4 مستوطنين وإصابة 4 آخرين تراوحت إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة.

وقال التقرير، إنه “في الوقت الذي نوقشت فيه القضية الإيرانية أكثر من اللازم، فإن هجوم مستوطنة عيلي بالأمس، يتطلب التركيز على مشهد الضفة الغربية وشرح التعقيدات هناك. إذ بلغ عدد الإسرائيليين الذين قتلوا في العمليات الفلسطينية 28 إسرائيليًّا، مقارنة بـ 20 في الفترة ذاتها من العام الماضي. كما إن عدد التنبيهات بشأن الهجمات ارتفع أيضًا مقارنة بالعام الماضي، على الرغم من أن الأرقام ما زالت لا تُذكر مقارنةً بأيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية”.

وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إلى أنه “لا بدَّ من دعوة للاستيقاظ، فلا شيء مما حدث بالأمس يجب أن يفاجِئ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبالطبع وزير الجيش يوآف غالانت. فقد مضى وقت طويل منذ أن قدم الجيش الإسرائيلي إلى المستوى السياسي تقييمه الذي بموجبه تم وضع علامة على منطقتين متفجرتين بشكل خاص هذا العام هما، الشمال – بسبب إيران وحزب الله، والضفة الغربية – بسبب تصاعد العنف الفلسطيني”.

وبحسب الكاتب والمحلل العسكري في الصحيفة، يوسي يهوشع، “تلزم هذه التطورات إسرائيل بإجراء تقييم متجدد للوضع في السياسة المتبعة بشكل خاص تجاه حركة حماس في غزة، والتي تغذي العنف في الضفة الغربية، وتنعم بسلام في غزة وثروة من التنازلات الإسرائيلية”، وفق تعبيره.

وتابع “على الرغم من أنه من مصلحة إسرائيل تحسين الوضع الاقتصادي في غزة، وجلب المزيد من العمال وإنشاء آلية ضغط داخلي على حماس من شأنها منعها من الدخول في جولات قتال، إلا أنها في هذه الأثناء منشغلة بتشجيع العنف في الضفة، بينما تنعم بالسلام والمزايا، ويتوقعون عملا إسرائيليا يسقط السلطة الفلسطينية، لكن هذا لا يعفي الجيش الإسرائيلي والشاباك، وهما الداعمان الرئيسان لخطة الاستيطان في غزة، مِن المسؤولية”.

ووفقًا للتقرير، فإنه في هذه المرحلة، يتفق المستوى العسكري مع رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع غالانت بعدم الاهتمام بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة. بالإضافة إلى أن هناك ضغوطًا أمريكية لتفادي خطوة من هذا القبيل، بالتزامن مع الصراع ضد الاتفاقات التي قد تتشكل حول اتفاق نووي متجدد مع إيران. لذلك، يتم الآن بذل معظم الجهود لمحاولة إيجاد حل مؤقت يساعد على شراء الهدوء لإسرائيل وتهدئة المنطقة المحترقة.

واختتم التقرير بالتأكيد أنه “لن تكون هناك عملية عسكرية، وستكون هناك تعزيزات على مفترقات الطرق والمزيد من الاعتقالات. لهذا، فثمَّة حاجة إلى معلومات استخباراتية أفضل مما هي عليه اليوم، والتي كان من الممكن أن تحبط هجوم مستوطنة عيلي، وإلحاق الضرر بالمركبات العسكرية من طراز النمر خلال عملية اقتحام جنين. كما أن الجيش والشاباك مقتنعون بأن منفذي العمليات موجودون في مخيمات نابلس وجنين، بينما ثلاثة ملايين فلسطيني لا يهتمون بالحرب بل بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

وفي النهاية، يعود كل شيء إلى ما يقوله الجيش مرارًا وتكرارًا: المستوى السياسي لم يعد بإمكانه غض الطرف عن تفكك السلطة الفلسطينية، التي أصبحت أضعف من أي وقت مضى. النبأ السيئ هو أن نهاية حكم أبو مازن تقترب، ولهذا يجب على الجانب الإسرائيلي الاستعداد.

Exit mobile version