والبنتاغون يستخف بها.. نيوزويك: إسرائيل تخشى سقوط الأسلحة الغربية في أيدي إيران وأنصارها

تعاني إسرائيل من حالة قلق شديد، جراء احتمالات أن تنتهي الأسلحة المتطورة، التي تزود الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بها أوكرانيا، إلى أيدي أعدائها في الشرق الأوسط، بمن فيهم إيران.

وبينما يؤيد الخبراء هذه المخاوف، كتب توم أوكونور في مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن الوضع قد يشكل فصلاً جديداً في إرث طويل من ضياع شحنات الأسلحة الأمريكية، وتمكين خصوم إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء في منطقة مضطربة، فيما ينصب تركيز الحكومات الغربية على النزاع المتأجج في أوروبا الشرقية.

ونقل الكاتب عن قائد إسرائيلي رفض ذكر اسمه، أن نقل الأسلحة، مثل صواريخ جافلين التي تطلق عن الكتف ضد الدبابات، تجري مراقبته من قوات شبه عسكرية على جانبي الحرب الروسية-الأوكرانية.

وأشار إلى أن التشكيلات الموالية لروسيا قد تنقل الأسلحة التي تزود أمريكا بها أوكرانيا، إلى طهران، بدافع العلاقة العسكرية الوثيقة بين روسيا وإيران، فيما قد تتحرك العناصر الأوكرانية إلى حد كبير بدافع الحصول على المال مقابل تهريب السلاح.

وأوضح أن الطريق الرئيسي لوصول تلك الأسلحة إلى إيران وحماس على سبيل المثال، هو البحر الأسود والبحر المتوسط، وأكد أن الوضع “خطير جداً” بسبب عاملين رئيسيين بالنسبة لإسرائيل.

العامل الأول هو إتاحة الفرصة للمهربين ومن يقف وراءهم، وخصوصاً إيران، للبحث في قدرات هذه الأسلحة والتعلم على كيفية صنعها.

والعامل الثاني يكمن في أن بعض هذه الأسلحة سيقع بين أيدي حزب الله وحماس.

وقال الضابط الإسرائيلي إنه من الصعب معرفة كمية الأسلحة المحولة، وذلك بسبب التركيز التقليدي للجيش الإسرائيلي على مراقبة الأحداث فقط في الشرق الأوسط، بينما يتمدد التدفق الحالي للأسلحة إلى أوروبا وشمال أفريقيا. وأضاف: “إنه لتحدٍّ أن نكوّن صورة، لكننا نرى إشارات، وهذا مقلق جداً”.

ويشير مصدر استخباراتي أجنبي إلى حادث معين وقع في 20 أغسطس (آب) الماضي عندما هبطت طائرة نقل روسية من طراز إل 76، في طهران، محملة بشحنة قدرت قيمتها بمئة مليون دولار، وشملت أسلحة غربية. وتردد أن الأسلحة تتضمن صواريخ جافلين أمريكية الصنع والجيل الثاني من صواريخ “إن لو” البريطانية الصنع.

وأرفق المصدر صورة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لتأكيد معلوماته، وقال إن المعلومات تشير إلى أنه تم تزويد إيران بهذه الأسلحة، في مقابل تزويد روسيا بمسيرات لاستخدامها في أوكرانيا. لكن لم يكن في إمكان “نيوزويك” التحقق من صحة الصورة.

وتأتي هذه المخاوف في وقت تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتستمران في تبادل التهديدات. كما أن إسرائيل شهدت تطورات مزعجة في الداخل مع تدهور الوضع الأمني الفلسطيني-الإسرائيلي، واندلاع الصدامات الأكثر دراماتيكية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، فضلاً عن مناوشات متبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي على جانبي الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.

وقالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة لـ”نيوزويك” إنه “لا معلومات لديها” في ما يتعلق بتحويل محتمل لأسلحة أمريكية من روسيا، لكنها ألقت باللوم على واشنطن لما وصفته بأنه تأجيج الحرب عن طريق صفقات السلاح لأوكرانيا.
مخاوف مبررة 

وأقر مسؤولون أمريكيون بالمخاوف من تحويل أسلحة أرسلها البنتاغون إلى أوكرانيا، لكنهم قللوا إلى حد كبير من هذا الخطر، مؤكدين نجاح الإجراءات التي اتخذتها كل من واشنطن وكييف لمنع التدفق غير الشرعي للأسلحة.

وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بما قيمته 50 مليار دولار من الأسلحة، منذ شن الحرب الروسية في فبراير (شباط) 2022. وقبل اندلاع النزاع، أرسلت واشنطن 7700 صاروخ جافلين إلى أوكرانيا، بينما أرسلت بعد شهرين من الحرب 5500 صاروخ آخر.

ومع توسّع النزاع إلى صراع تشارك فيه قوات شبه عسكرية على الجانبين، فإن محللين اختصاصيين في المسألة يدعمون نظرية حدوث زيادة في تحويل الوجهة الأساسية للسلاح إلى خارج أوكرانيا، حتى ولو بدا هذا الأمر محدوداً جداً.

Exit mobile version