“الاعتقال الإداري عقاب مفتوح وجريمة خطيرة، تؤثر على حياتنا وتفرض علينا واقع مرير ومأساوي في ظل مستقبل مجهول”، هكذا وصف الأسير المحرر صبري محمود الذي عاش تجربة الاعتقال الإداري 5 مرات خلال السنوات الماضية، مؤكداً أهمية دعم التحرك القادم للأسرى ضد هذا الإرث البريطاني البائد.
محمود (35 عاماً) من جنين، احتجز دون تهمة أو محاكمة كما يفيد، بذريعة الملف السري 5 سنوات، خسر خلالها تجارته، ولم يتمكن من اكمال تعليمه، ولم يتزوج حتى اليوم.
وقال الأسير محمود لـ”القدس” دوت كوم: “من يتحكم بالأسير جهاز الأمن الإسرائيلي، فهو يعتقل الفلسطيني بناء على شبهات وتقارير ولا يوجد أدلة واثباتات، لذلك الخيار الأسهل لهم الاعتقال الإداري الذي ينتزع حريتنا ويصادر حقوقنا ويبقينا رهائن بقبضتهم، دون أدنى حقوق الإنسان العادلة”.
وذكر محمود، أنه طوال فترات اعتقاله، لم توجه له لائحة اتهام، ولم يقدم لمحكمة عادلة تكفل له كافة حقوقه، موضحاً أن جلسة الاستئناف كانت عبارة عن مسرحية مفبركة بين ممثلي النيابة المخابرات الإسرائيلية، وقاضي المحكمة الذي ينفذ تعليماتهم وطلباتهم دوماً، ليبقى الأسير رهينة قبضتهم حتى إشعار آخر، يعني كما يقول، “السجن عام وعامين وثلاثة دون أي إجراء قانوني، مع حرمان الأسير من كافة حقوقه”.
وأشار المحرر محمود لمعاناة الأسير الكبيرة طوال فترة الاعتقال الإداري من قلق وضغوط نفسيه على حياته ومصيره، فهو موقوف ومصيره بقضبة رجال الشاباك الإسرائيلي، ويبقى يفكر هل سيتم تمديده؟، هل سيرسل للتحقيق؟، وسط دوامة رهيبة تنعكس على أسرته التي تعيش على أعصابها دوماً.
ودعا المحرر محمود، لدعم كل تحرك الأسرى ومعركتهم القادمة التي قررتها اللجنة العليا أواسط الشهر الجاري.
أهالي الأسرى
في هذا الوقت، عبر أهالي الأسرى عن قلقهم ومساندتهم لقرار التوجه للإضراب عن الطعام، وقالت المواطنة أم سعيد من جنين، “منذ عامين يعتقل الاحتلال ابني باسل حسين ناصر بذريعة الملف السري دون تهمة أو محاكمة، المحامي قدم استئناف واعتراض لكن دون جدوى، ما زال معتقل ولا نعرف تهتمه”.
وأضافت: “ابني طالب جامعي ليس له نشاط سياسي، لا ينتمي لتنظيم وفصيل، واعتقلوه من منزلنا، ولم يتعرض للتحقيق، فإلى متى يستمر اعتقاله وتدمير مستقبله، وحرمانه من اكمال دراسته والعودة لحياته”.
مساندة ودعم
أم السعيد كغيرها من أمهات الأسرى الإداريين، أكدت أنها ستنضم لابنها وتضرب عن الطعام للمطالبة بحريته.
بدورها، قالت والدة الأسير جمال عبد الله المعتقل إدارياً للمرة السادسة: “لم يبقى أمامهم خيار سوى الإضراب عن الطعام لانتزاع حريتهم، 7 سنوات ضاعت من عمر ابني بسبب اعتقالاته، فإلى متى يستمر هذا الظلم؟”.
وطالبت الجميع بالخروج مع أهالي الأسرى للشوارع، وإعلاء صوت الحرية ، قائلةً: “يكفي هذا الظلم والعقاب، نريدهم أحرار بيننا”.