توعد شبان ونشطاء قرية “برقة “، المستوطنين وقوات الاحتلال بفعاليات وحراك جماهيري مستمر دون إستبعاد اندلاع شرارة انتفاضة جديدة، في ظل الخطر الذي يمثل قرار حكومة الاحتلال السماح للمستوطنين بالعودة لمستوطنة “حومش”، بعد 18 عاماً من إخلائها في عهد بلدوزر الاستيطان “أرئيل شارون”.
ووسط خطوات متسارعة من الاحتلال لتنفيذ تعليمات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي “يوآف جالانت”، فيما يتعلق بسرعة إعادة بناء المستوطنة وتمكين غلاة المستوطنين من الاستقرار والاقامة فيها، قال الشاب ساري حسين “جاهزون لانتفاضة وثورة كبيرة، بعد كل هذه المعاناة والظلم، وفي ذكرى النكسة، نواجه نكسة جديدة، لكن جيلنا لن يعرف حل آخر مع الاحتلال وزعرانه المستوطنين سوى المقاومة”.
العشريني حسين الذي ولد في بداية انتفاضة الأقصى، وتعرض والده وأعمامه واخوانه لتجربة الاعتقال، بسبب مقاومتهم الاحتلال والاستيطان، أضاف “إسرائيل تملك القوة والدعم وتوفر الحماية للمستوطنين، لكننا مسلحين بقوة الحق والايمان والعدالة، وطوال حياتنا وظلم وعدوان الاحتلال يحاصر حياتنا، والمستوطنون يريدون اقتلاعنا ومسحنا، ولكن مهما مارسوا سنبقى في هذه الأرض نحميها وندافع عنها”.
ويؤيد الأسير المحرر محمود عبد الرحمن (25 عاماً)، ذلك، ويقول “لن نخسر سوى القيد والسجن وزوال الاستيطان والخلاص من الاحتلال .. قضيت 5 سنوات من عمري في السجن لأنني شاركت في التصدي للمستوطنين خلال اقتحامهم بلدتنا والتنكيل بأهلي وشعبنا، وخلف القضبان كلها صور للعذاب والظلم الذي يجسده الاحتلال، وواجبنا أن نزيل هذا الكابوس ونعالج هذا المرض الخبيث”.
وتتجسد صور الغضب والغليان الشعبي في صفوف الشباب، فيما أبداه من تحدي وقوة في مواجهة حشود الاحتلال الكبيرة التي هبت لنصرة المستوطنين، لدى مرورهم بشكل استفزازي وصورة احتفالية في الطريق لمستوطنة “حومش”، فقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان والأهالي والمستوطنين وقوات الاحتلال قبل يومين، وأصيب عشرات المواطنين، واقتحمت قوات الاحتلال القرية ونكلت بالأهالي.
ويقول الناشط وجدي فريد لـ “القدس” دوت كوم، لا يمكنه إرهاب الجيل الشاب الذي يرفض الذل والعبودية والاستسلام والاحتلال، هذا لجيل يعشق أرضه ووطنه ومستعد للشهادة والتضحية في سبيل حريتها، ولن تجده بينه من يقبل على مساومة أو التساوق مع المستوطنين والمحتلين.
وأضاف: “العودة لحومش، فجرت الغضب الفلسطيني بطريقة قوية، وهي ليست مجرد ردة فعل غاضبة، وانما روح وطنية ثائرة، تحمل رسالة وهدف، ولا خيار حتى المواجهة للخلاص من الاحتلال”.
وأقيمت مستوطنة “حومش” عام 1982 على مئات الدونمات في منطقة جبل القبيبات بأراضي بلدتي برقة شمال نابلس وسيلة الظهر جنوب جنين، ورغم مرور 18 عاما على إخلائها، لم يتمكن أصحاب الأراضي من العودة إليها أو الاستفادة منها، بل تحولت إلى بؤرة لإرهاب المستوطنين الذين عادوا إليها، واتخذوها نقطة انطلاق لمهاجمة المزارعين ولممارسة أعمال العربدة على شارع نابلس- جنين وتعريض حياة الناس للخطر .
وقال رئيس بلدة سيلة الظهر عبد الفتاح أبو علي “الخطر الكبير الذي نخشاه، إذا حول الاحتلال منطقة حومش التي تطل على الشارع الرئيسي الحيوي لمدن الشمال، لمركز أو حاجز ثابت يقود للفصل والحصار وتقطيع أواصل التجمعات الفلسطينية”.
فيما قال الباحث المختص في قضايا الاستيطان عماد أبو جبري لـ “القدس” دوت كوم، إن هذه الهجمة الشرسة وانفضاح أبعاد سياسات الاحتلال، فجر غضب ورفض الأهالي لقرارات الاحتلال لإعادة المستوطنين إلى حومش، والتأكيد على فلسطينية الأرض ورفضهم لعودة المستوطنين لأراضيهم على جبل القبيبات”.
وأضاف “بهذا القرار، سيعزز الاحتلال من تواجده في المنطقة وينشئ مواقع عسكرية كبداية لإعادة بناء المستوطنة، عدا عن تمهيده لعودة المستوطنين لمناطق أخرى في شمال الضفة التي تشهد حالة من الغليان.