رصد نشطاء قيام قوة من جنود الاحتلال برفقة ضباط عسكريين مؤخراً، بجولة في أراضي مستوطنة “ترسلة صانور” المخلاة التابعة لبلدات جبع وعجة وصانور، والقريبة من الموقع الذي يجري الاحتلال فيه عملية إعادة بناء مستوطنة “حومش” بعد قرار الحكومة اليمنية المتطرفة، بفك الارتباط وتشريع ودعم عودة المستوطنين للمناطق التي أخليت منها خلال الانسحاب الأحادي الجانب الذي تنبته ونفذته حكومة شارون عام 2005.
وذكر شهود عيان لـ”القدس” دوت كوم، أن عدة مناطق في جنين، ومنها “جانيم ” وكاديم”، وترسلة صانور”، شهدت في الفترة الأخيرة نشاطات إسرائيلية، وشوهدت دوريات عسكرية تقتحمها خلال ساعات النهار، بشكل يثير القلق من خطوات إسرائيلية لاحقة، للسماح بعودة المستوطنين لهذه المناطق كما يجري في “حومش” حالياً.
وأفاد المواطن خالد عبد الرحيم لـ”القدس” دوت كوم، والذي يملك منزلاً قريباً، من الأحراش التي كانت محتلة من المستوطنين بمسمي “جانيم”، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنطقة عدة مرات، وشوهد جنود وضباط من الإدارة المدنية يقومون بجولات داخلها، لمراقبة ما يجري، خاصة في ظل إقدام عدد من المواطنين على البناء والاقامة في أراضي قريبة بعد شراءها من ملاكها الأصليين الذين بحوزتهم قواشين وأوراق طابو، موضحاً أن العملية تكررت عدة مرات خلال الشهر الماضي، بشكل مثير للقلق.
على نفس الصعيد، استهدفت قوات الاحتلال منطقة “ترسلة صانور”، الواقعة على تلة مطلة على الشارع الرئيسي جنين – نابلس، وبلدات عجة وجبع، بينما ما زالت قوات الاحتلال، تمنع أصحاب الأراضي من دخولها واستخدامها، وتستخدم المبنى القديم فيها كنقاط مراقبة ورصد لتحركات الأهالي والمقاومين وقد أعدم الجنود من داخله عدد من المقاومين من بلدة جبع قبل شهرين.
وذكر الناشط مالك عبد الحميد لـ”القدس” دوت كوم، أن كافة المناطق التي أخليت تخضع لرقابة عسكرية دائمة، وقد منع الاحتلال قبل فترة، إعادة إعمار المسجد القديم فيها والذي كان المستوطنون حولوه لكنيس خلال سنوات احتلاله، كما منعت الاحتلال تحويل المبنى المشيد منذ العهد الأردني، كمقر للأنشطة الرياضية، موضحاً أن المستوطنين، يترددون بشكل دائم على الموقع بحماية الجيش الذي ينوب عنهم في حماية المنطقة، ومنع الفلسطينيين من استخدامها، وحتى المسجد الذي أعيد ترميمه، أحرقوا محتوياته وأغلقوه ومنعوا استخدامه.
في السياق، ومع استمرار عودة المستوطنين، شاهد رعاة الماشية في المنطقة المحيطة بـ”حومش”، قوات الاحتلال تقوم بتوسيع حدود السياج من الجهة القريبة من التجمعات الفلسطينية في بلدة سيلة الظهر، وأضافت سياج حديدي ونصبت عليه أوراق باللغة العربية “خطر الموت .. منطقة إسرائيلية مغلقة”، وهذا كما يرى المواطن نور أبو حسين “راعي ماشية”، العودة للسياسة القديمة للمستوطنين، بملاحقتهم ومنعهم من رعاية ماشيتهم في الأراضي المملوكة لأهالي السيلة، كونها قريبة من حدود المستوطنة.
ويقول: “عدنا لأيام الرعب والإرهاب وملاحقة قطعان المستوطنين الذين يسعون للتحكم بالمنطقة وحرماننا من دخولها ورعاية ماشيتنا فيها، وهذا تهديد مباشر لنا”.
ويضيف: “منذ أيام، شاهدنا انتشار الجيش بشكل أكبر وأوسع، أقاموا ثغور ونقاط رصد على المنطقة المرتفعة المطلة على منازل البلدة والشارع الرئيسي، لرصد حتى تحركات المواطنين ومركباتهم، مما يعني تعريض حياتنا للخطر”.
واستنكر الناطق باسم القوى راغب أبو دياك، غياب موقف مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، مما ترتكبه حكومة المستوطنين من جرائم وعدوان وإعادة احتلال للأراضي الفلسطينية، معبراً عن استغرابه وصدمته، من عدم القيام بأي خطوة لحماية المدنيين الفلسطينيين، بينما لا يكتفي الاحتلال بدعم المستوطنين، بل إن وزارة التربية والتعليم في حكومة الاحتلال قررت تنظيم جولات للطلاب الإسرائيليين وتوجيه الرحالات المدرسية إلى مستوطنة “حومش”، وسط إجراءات أمنية مشددة وفي حافلات مضادة للرصاص.
وقال: “لماذا لا يحرك أحد ساكناً، بينما الاحتلال ومستوطنيه، يطاردون المزارعين والرعاة، ويسرقون أرضنا الشرعية، ويريدون تحويل المنطقة لمتنزه لتربية أطفال المستوطنين على عقيدة الحقد والكراهية والقتل لشعبنا؟”.