لهذه الأسباب لن ينتقد بايدن “إسرائيل” ولن يتراجع عن قرارات ترامب بشأن القدس

 للرئيس الأمريكي جو بايدن قصة خاصة مع الاستيطان الإسرائيلي غير القانوني، إذ ضرب الطاولة، ذات يوم، قبل أكثر من 40 عاما،  عندما كان في مجلس الشيوخ، وقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، إذا لم تتوقف عن بناء المستوطنات غير القانونية عبر الخط الأخضر ، فسوف نقطع المساعدات.

وبالطبع، فاز بيغن في ذلك، وواصلت إسرائيل بناء المستوطنات، وفي عام 2010، في واحدة من اللحظات المميزة في “العلاقة الخاصة المزعومة” بين الولايات المتحدة وإسرائيل، عندما وصل نائب الرئيس بايدن إلى إسرائيل، أعلن الكيان عن بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة.

وتقبل بايدن الأمر ببساطة، ولم يتعامل مع القرار وكأنه صفعة في وجه السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى حد تعبير الكاتب فيليب فايس، في مقال نشره موقع “مونديز”، فقد تعلم بايدن جيداً الدرس.

 

والسؤال الآن هو، ما الذي سيفعله بايدن لكي تتراجع إسرائيل  عن قرارات ” حومش ؟ وهي بؤرة استيطانية يهودية في الضفة الغربية وعدت إسرائيل البيت الأبيض في عام 2005 بتفكيكها. لكن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل سمحت للمستوطنين بالعودة إليها.

والجواب هو أن بايدن سيرضخ مرة أخرى من أجل إسرائيل، وستقول وزارة الخارجية (كما فعلت في 22 مايو ) إنها “منزعجة للغاية” من إعادة فتح “حومش”، لكن بعد ذلك لن تفعل شيئًا على الإطلاق لمعاقبة إسرائيل. تمامًا مثل استنكار الخارجية لجريمة اغتيال  شيرين أبو عاقلة لكنها لا تفعل شيئاً لمعاقبة إسرائيل على ذلك.

ومنطق بايدن لعدم القيام بأي شيء واضح، فهو لا يريد تنفير اللوبي الإسرائيلي- من المانحين والمؤثرين الإعلاميين الذين يدعمون إسرائيل – قبل انتخابات 2024.

وبحسب ما ورد، ربما يواجه بايدن إسرائيل قليلاً إذا فاز في الانتخابات- كما فعل أوباما في ولايته الثانية، ولكن استجابته ستكون قليلة جداً ومتأخرة جداً ، ومن غير المتوقع أن يتراجع بايدن عن قرارات ترامب ضد الفلسطينيين، ومن غير المتوقع، ايضاً، أن يفعل شيئاً لإحياء الاتفاق النووي مع إيران أو يقوم بإعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين رغم الوعود الكثيرة.

وبالمناسبة، سيذهب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى مؤتمر مجموعة الضغط الإسرائيلية اليمينية (AIPAC) في الأسبوع المقبل، في إشارة إلى نتنياهو بأنه يمكنك فعل ما يحلو لك.

ولن يفعل بايدن شيئًا لعزل اللوبي الإسرائيلي لأن الحزب الديمقراطي يعتمد على المانحين اليهود في التبرعات، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ذات مرة.

وأكد فايس في مقال “مونديز” أن القاعدة الديمقراطية متعاطفة مع الفلسطينيين: فهي تدعم المقاطعة وسحب الاستثمارات التي تستهدف إسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، وتعتقد أن إسرائيل تمارس “الفصل العنصري”. لكن إذا أخبرت جو بايدن بذلك، سيقول لك إن هناك سياسة ثابتة للحزب لدعم إسرائيل.

وبايدن لن يخاطر مع اللوبي الإسرائيلي لأنه يخشى، ايضاً، المنافسة، حيث افتتح الجمهوري رون ديسانتيس والسفيرة السابقة نيكي هيلي حملتهما الرئاسية بالسفر إلى إسرائيل ومهاجمة بايدن بسبب سياسته.

وقال فيليب فايس إن ” المسيحيين الصهاينة”  لن يدعموا بايدن على أي حال، ولا  يهتم أي أحد في الحزب الديمقراطي بما يقولون، ولكنه أكد أن ” اللوبي اليهودي الصهيوني” هو الذي يسيطر على الحزب الديمقراطي.

وأشار فايس إلى أن اللوبي اليهودي الصهيوني سيطر، أيضاً، على ترامب فقد كان أكبر مانح له هو  شيلدون أديلسون ، الذي حققت تبرعاته التي تزيد عن 100 مليون دولار نتائج كبيرة لصالح إسرائيل – نقل السفارة، وإفساد الصفقة الإيرانية، والاعتراف بالمستوطنات غير القانونية، كما أشار فايس، أيضاً، إلى أن المرشح الجمهوري للرئاسة رون ديسانتيس التقى مؤخرًا بميريام أديلسون، أرملة شيلدون.

Exit mobile version