لا يمكن تصور حقيقة الاوضاع المعيشية التي وصلت اليها الحالة الاجتماعية في قطاع غزة وذلك في ضوء استمرار الحصار الاسرائيلي الخانق منذ اكثر من ١٦ عاما ونظرا لعدم وفاء حكومة حماس التي تسيطر على القطاع بالتزاماتها تجاه المواطنين ، فهل انعدم الافق واغلق في وجه تحقيق انفراجة حقيقية يستطيع من خلالها المواطن الغزي من العيش بكرامة وحرية وهل هذا هو سقف الاحلام التي يمكن الوصول اليها ؟ وهل كتب على المواطنين البقاء رازحين تحت ظروف معيشية قاهرة ؟
يأخذنا هذا السؤال وغيره من الاسئلة المهمة التي يجب ان نجيب عليها الى غايات تضاف لقضية حصار واذلال وتنكيل اسرائيلي فاضافة الى الانتهاكات المتكررة من قبل اسرائيل الا ان حماس بوصفها الجهة المسؤولة عن قطاع غزة لم تحقق الاهداف المنشودة والملقاة على عاتقها بحل أزمة المواطنين في قطاع يسكنه مليونين من السكان جلهم من الفقراء والمحتاجين ..
هذه الوضعية سمحت خلال السنوات الماضية بارتفاع اصوات من داخل القطاع وخارجه من مغتربي غزة الذين شارك عدد منهم في حدث نادر على الانترنت انتقد سياسة حركة حماس في طريقة ادارتها للقطاع وقال احد المشاركين ( تخيل أن ابنك البالغ من العمر شهرا يموت بسبب البرد. تخيل أن ابنك يموت لأنه لا كهرباء ولا مال ولا أجر ولا منزل)
وأضاف المهندس البالغ من العمر 32 عاما من غزة والذي يعيش الآن في بلجيكا “الظلم سيسقط ).
تم تنظيم المحادثة الحية التي استمرت ثلاث ساعات من قبل خمسة من سكان غزة الذين غادروا الأراضي الفلسطينية بعد الانضمام إلى احتجاجات نريد أن نعيش التي تم قمعها في اذار 2019.
الظروف المعيشية في غزة مزرية. هناك نقص حاد في المياه ، وسوء معالجة مياه الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة. حوالي 67٪ من القوى العاملة الشبابية عاطلة عن العمل – مع أعلى نسبة بين الخريجين.
تضرر الاقتصاد بشدة من الوباء والعدوان الذي استمر 11 يومًا من قبل اسرائيل في ايار 2021. ومع ذلك ، فمن غير المعتاد سماع السكان يعبرون عن أي شكاوى بشأن المسؤولين بدافع الخوف.
وقال ناشط خلال حدث على مواقع التواصل الاجتماعي ، “حماس لديها استثمارات في العديد من البلدان ، بينما الناس [في غزة] يموتون جوعا ويهاجرون بحثا عن عمل”.
ويقول منتقدون إن حماس لا تنفق أموالا كافية على إعادة إعمار غزة بعد الحرب مع إسرائيل
وسلط الضوء على محنة أكثر من 100 من سكان غزة المسجونين في تركيا بعد محاولتهم السفر بشكل غير قانوني إلى اليونان بحثًا عن حياة جديدة في أوروبا اضافة الى غرق واستشهاد العديد من المواطنين وهم في طريق الهجرة للبحث عن العمل ومصدر لقمة العيش بعد انعدام فرص الحياة الكريمة في غزة .
سيطرت حركة حماس الإسلامية الفلسطينية بالكامل على غزة عام 2007 !
واطاحت بقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بعد عام من فوز حماس في الانتخابات البرلمانية الأخيرة للفلسطينيين.
وفرضت إسرائيل ومصر ، عقب استيلائها على السلطة ، حصارًا شديدًا على القطاع مما أدى إلى تضييق الخناق على الأراضي الفلسطينية ليعيش حوالي ثلثي سكان غزة ممن تقل أعمارهم عن 25 عامًا ومعظمهم لم يغادروا القطاع أبدًا تحت وطأة الحصار والاغلاق بسبب قيود السفر المشددة.
خلال الاعوام القليلة الماضية خرج المواطنون الى الشوارع وعبروا عن احتجاجهم على عدم توفر لقمة العيش وفرص العمل واتهمت حماس منافستها السياسية فتح التي تهيمن على السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء الاحتجاجات. ومع ذلك ، ينتقد العديد من الشبان الفلسطينيين كلا الفصيلين ، متهمين القيادة الفلسطينية كلها بتجاهل ما يحدث داخل قطاع غزة .
بين اتهام هنا وهناك يبقى المواطن الغزي هو الضحية فهل سيستمر بالصمت دون تحرك او تعبير عن رفضه للظروف الحياتية المعيشية القاهرة ام انه سيقوم بالتنفيس عن احتياجاته ؟ وهل يمكن لحماس ان تقوم بما هو جديد لانقاذ الوضع قبل فوات الاوان ؟