تحدّث أهالي الشهداء القادة في سرايا القدس، طارق عز الدين وجهاد الغنّام وعلي غالي، الذين ارتقوا في العدوان الأخير على قطاع غزة عن الإرث المقاوم الذي تركه الشهداء لهم، وللمقاومة والشعب الفلسطيني.
وأكّد أقرباء القادة ورفاقهم في حديثهم لقناة الميادين أنّهم “سيمضون في مسيرتهم حتى تحقيق النصر وتحرير فلسطين”، مؤكدين أنّ فقدان القادة شهداء “سيزيد المقاومة صموداً وتحدياً وإصراراً على ضرب العدو”.
طارق عز الدين.. روحٌ إنسانية شفّافة شاركت في الدفاع عن شعبها
وأكّد الأسير الفلسطيني المحرَّر، رامز الحلبي، صديق الشهيد وأحد قادة العمل العسكري في سرايا القدس في الضفة الغربية، طارق عز الدين، أنّ القائد عز الدين استطاع أن “يساهم، خِفْيَِةً وعلناً، في تشكيل الحالة المقاومة في الضفة الغربية، وخصوصاً تأسيس كتيبة جنين وأخواتها”.
ولفت صديق الشهيد ورفيق دربه إلى أنّ القائد عز الدين كان يمتلك “روحاً إنسانية شفافة، وإحساساً مرهفاً جداً تجاه شعبه وأهله”، مؤكّداً أنّ هذه الحالة الإنسانية هي التي جعلته “يتقدم ويقاتل من أجل الناس”.
جهاد الغنّام.. القائد الذي لاحق الشهادة
كذلك، تحدّث محمد الغنّام، نجل الشهيد أمين السر للمجلس العسكري في سرايا القدس، جهاد الغنّامعن والده، موضحاً أنّه تعرّض في أثناء قتاله للعدو الإسرائيلي لعدّة محاولات اغتيال، وفقد في إحداها قدميه، ثمّ فقد إحدى يديه، والسمع في إحدى أذنيه، “نتيجة محاولة اغتيال أخرى”، مؤكّداً أنّ الشهيد “تمنّى الشهادة بشدة أواخر حياته”.
وأكّد نجل الشهيد “رضا العائلة عن رد المقاومة واستبسالها في القتال”، مُشيراً إلى أنّ المقاومة “لم تتأثر سلباً بفقدها للقادة في أثناء المعركة”، عادّاً هذا الأمر “مِيزةً لها”.
علي حسن غالي.. المقاومة حقٌ وواجب
و عبّرت والدة الشهيد، عضو المجلس العسكري وقائد القوة الصاروخية في سرايا القدس، علي حسن غالي، عن سعادتها بأنّ الشهداء القادة نالوا الشهادة التي تمنّوها.
وأكدت ياسمين غالي، ابنة الشهيد علي، أنّ استشهاد والدها وكثيرين من القادة “لا يُضعف المقاومة، ولا يوقف طريقها”، مؤكّدةً أنّه “سيخلفهم المئات ممن سيدافعون عن الوطن والمقدسات”.
وأكّدت ابنة الشهيد أنّ والدها ترك للعائلة “أثراً طيباً بأخلاقه الطيبة وسيرته المقاوِمة”، وأنّه لطالما نظر إلى المقاومة كونها “حقاً وواجباً على الجميع”، كما نظر إلى الجيل القادم على أنّه “جيل تحرير فلسطين”.
وشنّ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، في التاسع من أيار/مايو الجاري، استشهد فيه 33 شهيداً (بينهم 6 أطفال و3 سيدات)، وأُصيب 190 جريحاً، نتيجة الغارات التي استهدفت منازل المدنيين، ومواقع المقاومة في مناطق متعددة في القطاع.
وزفّت “سرايا القدس” كوكبة من قادتها ومجاهديها، خلال عدوان الاحتلال على غزة، بينهم: الشهيد القائد إياد الحسني، عضو مجلسها العسكري ومسؤول وحدة العمليات فيها، والشهيد القائد، خليل البهتيني، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في قطاع غزّة، والشهيد القائد، أحمد أبو دقّة، وهو نائب قائد الوحدة الصاروخية، ونائب عضو المجلس العسكري خلفاً للشهيد علي غالي.
ورداً على العدوان الإسرائيلي، الذي استمر 5 أيام، على قطاع غزة، أطلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عملية ردّ تحت شعار “ثأر الأحرار”.