النخالة يكشف أسباب استشهاد قادة سرايا القدس ويعتبر تسهيلات “إسرائيل” لغزة “رشوة”

كشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، سبب استشهاد قادة سرايا القدس في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

وقال النخالة في حوار مطول مع موقع “حياة واشنطن” اليوم الثلاثاء: ان أهم شيء في صراعنا مع إسرائيل هو الشجاعة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني والتي لا يمتلكها شعب آخر، بالإضافة إلى المقاتلين الشجعان في الميدان، فرغم اختلاف موازين القوى الهائل بيننا وبين إسرائيل لكنهم يسجلون حضورا مميزاً في ميدان المعركة، وهذا ما يعطي قيمة جدية للشعب الفلسطيني.

وأضاف: “نحن خياراتنا مفهومة وواضحة إما أن نقاتلهم لاستعادة حقوقنا، أو نستسلم ونعيش عمالا وأيدي عاملة وعبيدا عند المشروع الصهيوني، وأنا اعتقد أن شعبنا لا يقبل بهذه المعادلة، وهو اختار طريق الجهاد والمقاومة، واختار أن يقاتل بشجاعة ويتحمل كل ظروفه الصعبة من حصار وضغوط سياسية ومعنوية واقتصادية، في مواجهة هذا الاحتلال، ليثبت الشعب الفلسطيني بأبنائه الشجعان أنه شعب عظيم، يواجه دولة تمتلك كل الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية.

 

وتابع: “أما بالنسبة للشهداء القادة واستهدافهم، فهذا تم بما يملكه العدو من تكنولوجيا ومتابعة، ونحن نمارس أخطاء تتجير لصالح العدو، فرغم كل الإجراءات التي يتم اتخاذها من مقاتلينا وقادتنا وفي حدها الأدنى عدم استخدام خطوط الهاتف في اتصالاتهم، لكن للأسف الأخوة لا يتقيدوا بالتعليمات الواجبة في هذا المجال، لذلك أنا أجزم أنه لا يوجد اختراق وراء استشهاد قادتنا، لكن يوجد تهاون بالنسبة لاستخدام وسائل الاتصال.

وأردف: “للأسف أقول إن إخواننا تهاونوا في تقدير الموقف، وكيف أن العدو يراقب هذه الأجهزة، أنا حزين أن أقول أن جميع إخواننا الذين استشهدوا كانت معهم أجهزتهم الخلوية، وأنا هنا أقول وأعطي تحذيرات مهمة لكل إخواننا المقاتلين ألا يستخدموا وسائل الاتصال وخاصة أجهزة الهاتف التي تُعطي للاحتلال احداثيات لاستهدافهم، فهذه نقطة ضعف قاتلة في صراعنا مع العدو، لذلك لا يجب استخدام أجهزة الهاتف بالحد الأدنى في أيام الصراع والاشتباكات.

وعند سؤاله عن أن القادة اغتيلوا أثناء وجودهم في بيوتهم، فأجاب النخالة: “هم لا ينقطعوا عن بيوتهم في الأصل، ووجودهم في بيوتهم قبل الاعتداء كان طبيعيا، إذ كانت هناك أجواء تهدئة، ويبدو أنهم قدروا أن يزوروا عائلاتهم بطريقة سرية، لكن للأسف كانت بدون اتخاذ احتياطات أمنية أخرى، فالهاتف الجوال أخطر شيء لأنه جاسوس متحرك على من يحمله، ويحدد مكانه بدقة، والعدو يلتقط المكالمات، وهذه هي نقطة الضعف.

وأضاف: “أقول إنه في بيوتنا وعملنا وفي أي مكان، استخدام هاتف الجوال هو أخطر شيء في قتالنا ويؤدي إلى اغتيالنا، لذلك علينا ألا نتعامل بالهاتف الجوال، خاصة الإخوة القادة والمسؤولين، سواء القديم أو الجديد، لأنه يستطيع تحديد مكان الشخص بدقة، ويعطي احداثيات صحيحة 100% عن الشخص الذي يستخدمه، لذلك هو نقطة ضعف دفعنا ثمنها كبيراً، وفقدنا إخواننا القادة ليس بسبب كفاءة العدو، لكن بسبب تصرفنا الذي لا يتناسب مع طبيعة معركتنا مع العدو.

وعن تأثير أداء حركة الجهاد بعد ارتقاء القادة قال النخالة: ” لكل قائد بصمة خاصة وحضور خاص ومهم، نحن لا نقول إن ارتقاءهم لا يؤثر على أداء الجهاد، لكن أقول أيضا إنه لدينا هيكلية في مبنى الجهاز العسكري والتنظيمي، وكل شخص لديه نواب وأركان، وبالتالي إذ فقدنا شخص في تلك اللحظة لا نفقد العمل، والدليل على ذلك بقاء الأداء الميداني والعسكري لآخر لحظة رغم استشهاد الأخوة في بداية المعركة، فحتى لو فقدنا قائدا في إحدى المعارك، فإن النائب يتسلم المسؤولية مكانه فوراً، ويوجد هيكلية عسكرية متكاملة تضبط تعبئة الفراغات فوراً.

وأضاف: “القادة الذين فقدناهم قادة كبار ومهمون أبدعوا في العمل وأعطوه جهدا وإخلاصا كبيرين، وهم يعتبرون الأعز من بين إخواننا، لكن هذه معركة متوقع أن تشهد خسائر، وأن ندفع ثمنا وتضحيات، ونحن مستعدون في كل لحظة لأن يستشهد أي أخ وأن يكون هناك بدائل، فاستشهادهم ليس مفاجئا وعلى المستوى النفسي هم متوقعون أن يكونوا مستهدفين في أية لحظة، واستشهادهم لا يحدث إرباكا في البنية العسكرية، لكنه يحدث حزنا على فقدانهم عند أسرهم والمجتمع، لكن الفقد المعنوي لا يعني أن يكون هناك شلل في الأماكن المسؤولين عنها، هذا موضوع منفصل.

 هل حقق “الجهاد” ما يريد في المعركة الأخيرة؟

 لا أقول إننا انتزعنا ما نريد، نحن في مسيرة طويلة في الصراع مع المشروع الصهيوني، لكن أصبحنا في وضع أفضل من السابق في مواجهاتنا مع العدو، أداء مقاتلينا الشجعان أفضل من السابق نتيجة خبرة وتجربة، ففي أية مواجهة يكون هناك تقييم وأخذ بعين الاعتبار نقاط القوة والضعف، ونحن نعزز نقاط القوة ونتجنب نقاط الضعف.

وأضاف: “في الصراع الطويل يجب دائما أن نٌراكم نقاط القوة والضعف، لذلك أقول في هذه المعركة كان الجهاد في وضع أفضل من أي معركة سابقة ، وفي أي معارك أخرى سنكون قد استفدنا من نقاط الضعف التي واجهناها في هذه المعركة ويكون أداؤنا وجهوزيتنا بشكل أفضل.

 وما هي نقاط الضعف التي يمكنك كشفها؟

” استخدام الأجهزة الخلوية “الاتصال”. لا أستطيع أن أقول إنه ليس لدى الاحتلال وسيلة للاختراق، لكن طالما لديه وسيلة سهلة في الاختراق، إذا باقي المسائل الأخرى تبقى ثانوية في هذه اللحظة.

“نقول نسبيا، إن غزة تعمل مع العدو على المكشوف، فالجغرافيا محدودة، ولا توجد جغرافيا أو عوامل طبيعية تساعد المقاتلين، والحصار أفقدنا الكثير من فرص الاستفادة من التكنولوجيا، لذلك عندما نقول إننا نعمل على المكشوف مع العدو، فهذا يعني أن العدو لا يستطيع أن يُسجل علينا نقاطا استراتيجية، بل أقول إن هذا نتيجة امكانياته أو حصاره لغزة وتحكمه في الكثير من المسائل التي يستطيع بها التأثير على قدراتنا، ولكن أيضا ما يبدعه إخواننا من المقاتلين ومحاولة التغلب على العقبات يؤكد أننا نستطيع فعل أشياء كثيرة في مواجهة العدو على مستوى الاستخبارات والتكنولوجيا وتطوير وسائلنا القتالية، والتصنيع وإبداع الشباب في الاستفادة من كل الإمكانيات المحيطة بحياته.

هل الجهاد استخدم كل امكانياته في المعركة الأخيرة؟

أحيانا لا نريد المبالغة كثيرا بما هو متاح على الجانب العسكري، الشيء المهم الاستراتيجي الذي نملكه هو شعبنا الشجاع الصابر والمقاتلين في الميدان، وبعد ذلك نبدأ الحديث عن إمكانيات السلاح المتواضعة والتي هي جزء كبير وأساسي من صنع الاخوة في الميدان.

الصاروخ الذي يضرب تل أبيب ويصل إلى القدس ويغطي كل مساحة فلسطين هو من صناعة وإبداع الأخوة المختصين في العمل الميداني، ولو اتيحت امكانيات تصنيعية أفصل لكانت الأمور مختلفة بشكل كبير، لكن أن نصنع شيئا مثل هذا، فإن الأمر يقترب من المستحيلات، فما يفعله إخواننا في مجال التصنيع ويعطوننا هذا الأداء الكبير رغم الحصار والظروف الصعبة وعدم توفر الإمكانيات، فهذا أمر شبه مستحيل.

 كيف ترى تصاعد الاستفزازات الإسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى، وتوالي انتهاكات الاحتلال من تنفيذ “مسيرة الأعلام” وبعدها عقد اجتماع الحكومة الإسرائيلية تحت “حائط البراق” في الأنفاق أسفل المسجد الأقصى؟

* القدس تاريخنا وحضارتنا وديننا وهويتنا. القدس تحت الاحتلال منذ العام 1967، والإسرائيلييون نظموا “مسيرة الأعلام” في إطار الانتهاكات المستمرة في القدس.  في القدس الغربية هناك 300 ألف مستوطن ويوميا تُهدم البيوت والمنشآت، فالقدس مثل الضفة محتلتان، لذلك أنا أحيانا اجتهد وأقول إنه ليس بالضرورة كلما تحدث مشكلة صغيرة نقول هذا خط أحمر وهذا خط أخضر، هل مسموح مثلا للإسرائيليين بأن يحتلوا القدس لكن لا يحملوا علماً، من أخطر العلم أم الاحتلال؟، لكن طبعا لا يجب في لحظة ما ألا يكون هذا الفعل “رفع العلم” استفزازي.

في الجوهر، يجب أن ندرك جميعا أن القدس تحت الاحتلال ويجب أن نقاوم ونقاتل من أجل تحريرها وأن نوفر كل الوسائل لشعبنا لأن يُقاتل، ويمكن أن نأخذ سببا أو مبررا لنوضح موقفنا تجاه القدس عبر المقاومة أو من خلال موقف سياسي، لكن يجب ألا ننتقل من الجوهري إلى التفصيلي، فمسألة مسيرة الأعلام تفصيلة من تفاصيل احتلال القدس، والجيش الإسرائيلي موجود في القدس والانتهاكات موجودة فيها وفي الضفة، عندما نتحدث عن أكثر من 600 حاجز إسرائيلي في الضفة، يجب أن نسأل أين السلطة، وأين السلام، وأين اتفاقية أوسلو؟.

ما تقييمك للتقارب السعودي الإيراني، وانعكاساته على ملفات المنطقة؟

هذا التفاهم مهم، وقيمته أنه ترك ظلالا إيجابية على المنطقة، وأخرجها من حالة التوتر الدائم الذي يعتبر استنزافا مستمرا لحياة الناس والدول، وهذا التوتر كان سياسة أمريكية وإسرائيلية، في محاولة لخلق عدو آخر للعرب غير إسرائيل، والقول بأن إيران تشكل تهديداً، لكن يبدو أن الأخوة السعوديين والإيرانيين أدركوا أن هذا الطريق لا يخدم أحداً.

إيران موجودة بالجغرافيا عبر آلاف السنين والمنطقة العربية موجودة من آلاف السنين، ولا خيار إلا أن تتعايش الناس، سواء اختلفنا بالسياسة أو بالتفكير، نحن مسلمون ويوجد بيننا قواسم مشتركة كبيرة، فإيران دولة مسلمة كبيرة وحاضرة، والسعودية وكل دول الخليج حاضرون، ولو وجدت بعض المشاكل، فهي ضئيلة مقارنة بالتاريخ المشترك بالمنطقة، وهذا التفاهم السعودي الإيراني أعاد المنطقة إلى وضعها الطبيعي بأننا جيران ويجب أن نتعايش بأخوة ومحبة والقواسم المشتركة بيننا هي أكبر بكثير من نقاط الاختلاف، لذلك التفاهم ترك انطباعا إيجابيا في المنطقة وأزال التوتر الموجود بغض النظر عن خلفيته، وستكون له تداعيات إيجابية على القضية الفلسطينية، فهناك اجماع عربي وإسلامي على حق الشعب الفلسطيني في فلسطين، وهنا تتفاوت المواقف، فمثلا الموقف الإيراني يتقدم على الكثير من المواقف العربية، وفي كل الأحوال الموقف العربي على الأقل في خطابه السياسي يتحدث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة بالضفة الغربية وكذا وكذا.. إلخ، وهذا خطاب نقبله وهو جيد، لكنه يترتب عليه التزامات، وليس فقط مجرد خطاب، نريد أن نرى كيف يمكن أن يدعم الموقف العربي الفلسطينيين، وكيف يمكن تجسيد ذلك على المستوى العملي، وليس عبر بيانات صحفية فقط، فالشعب الفلسطيني يحتاج دعم ومساندة، فالإسرائيلي يرفض حتى الخطاب والموقف السياسي، فماذا  أنتم فاعلون؟

المطلوب دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته وأن يتصرف العرب بمسؤولية تجاه القدس والأقصى، لأنهما هوية العرب والمسلمين، إذا لابد أن يترتب على هذا الخطاب السياسي إجراءات عملية، وليس وقف التطبيع فقط، لأن التطبيع خيبة كبيرة، عندما نقول إن مؤتمر القمة العرب تحدث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، وترفض إسرائيل، وهي رافضة، إذا ما هي الخطة الثانية؟، الشعب الفلسطيني هو امتداد للشعوب العربية، تاريخيا ودينيا وعقائديا وجغرافيا، ماذا يترتب عليكم بعد ذلك؟، المطلوب هو احتضان الشعب الفلسطيني ودعم موقفه السياسي ومقاومته وتأييده، وبعد ذلك يجب أن يكون هناك موقف عملي جدي يعبر عن موقف العرب، وإلا لن تكون هناك قيمة لهذا الموقف، فالإخوة العرب عليهم واجبات كبيرة، ونرحب بقرارات التأييد للشعب الفلسطيني، لكن مطلوب منهم أكثر لأنها دول كبيرة، فالدول العربية تمتلك أسلحة واقتصادا بالحجم الذي يتواجد عند إسرائيل أضعاف مضاعفة، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة فقير وامكانياته محدودة جدا اقتصاديا وعسكريا، لكنه يستطيع الوقوف في وجه إسرائيل، وهذه المقاربة يجب أن يراها النظام العربي.

الفلسطينيون الذين لا يملكون قوت يومهم، يستطيعون أن يواجهوا إسرائيل، إذا المطلوب من العرب، أن يدعموا الفلسطينيين، ولا نريد منهم أن يقاتلوا معنا.

هناك اتهامات لحركة “الجهاد الإسلامي” بأنها تتبع لإيران وتنفذ أجندتها في المنقطة؟

* إيران تتصدر الدعم للشعب والمقاومة الفلسطينية، من منطلق أخلاقي، فهم انطلاقا من موقفهم الإسلامي يدعمون الشعب الفلسطيني، وأقول العرب من منطلق العروبة والإسلام والجغرافيا والتاريخ: تفضلوا أدعموا..

لا نريد من أحد أن يقول نحن تابعين للإيرانيين، هذا كلام فارغ، ادعموا الشعب الفلسطيني التابع للعرب. إيران تقوم بواجبها لأنه واجب كل مسلم وعربي دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، لأنها ليست قضية فلسطين وحدها، هي قضية التاريخ والجغرافيا والالتزامات الدينية والحضارية، إذا كان الإيراني يتصدر المشهد ويدعمنا بما يستطيع، رغم حصار إيران والعقوبات التي تدفعها ثمنا لموقفها من القضية الفلسطينية، إلا أنها لا تزال تدعم الشعب الفلسطيني دون اشتراطات تذكر، لأن فلسطين تحت الاحتلال، ودعم إيران لنا غير مشروط، فلا نتملك البترول لنعطيهم إياه مجانا، ولا قواعد عسكرية أو جغرافيا نعطيهم إياها.

هم يريدون الشعب الفلسطيني مستسلم أمام إسرائيل دون أن تدعمنا أية جهة؟، نحن جاهزون لاستقبال أي دعم وتأييد من أي طرف في العالم العربي والإسلامي بدون أي حدود، وإذا كان العرب لديهم موقف من دعم المقاومة لحسابات تخص علاقاتهم مع المجتمع الدولي الذي يعتبر المقاومة “إرهابا”، فليدعموا المواطن الفلسطيني في غزة وفي الضفة والقدس أيضا، وخصوصا في القدس، لدعم صمود الإنسان الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

 ما تقييمك للجولة الأخيرة من المواجهة بين غزة وإسرائيل، وهل ترى أنه يمكن حل الصراع مع إسرائيل عبر المفاوضات، أو التسوية السياسية؟

*الإسرائيليون يسيطرون على نصف الأراضي، والحديث عن المسجد الأقصى الآن، يدور حول تقسيم جغرافي، لذلك أنا أريد أن أقول إنه بالسياسة يُمكن أن نقنع العالم، لكن يجب أن نكون أقوياء، ثم بالسياسة تحدث كيفما شئت، لكن إذ كنت لا تملك أي وسيلة قتل ولا تفرض أي معادلة على “الإسرائيلي”، لماذا “إسرائيل” تقبل بوقف إطلاق النار مع غزة؟، وهو متضرر بوقف إطلاق النار، ويقبل بالشروط بقدر أو بآخر، “الإسرائيلي” الآن يقبل بغزة، ويخضع لضغوط ويُدخل بعض المساعدات من هنا أو هناك، من المساعدات القطرية. سمحوا للمصريين بأن يدخلوا خطا تجاريا معينا، لماذا، لأنه له مصلحة وبدأ يحسب حساباته، ويقول إن غزة تُحدث له مشكلة، كي نُسكت غزة، بمعنى لعدم تفجير الأوضاع “ندفع رشوة”، فإذا غزة ضُغطت أكثر من اللازم هي ستخرج للقتال، وستفعل له مشكلة، وحتى يتجنب ذلك ويخلق حالة من التهدئة فإن هناك تسهيلات، مثلا يسمح لنحو 20 ألف عامل من غزة للعمل في “إسرائيل”، ويعطي فرصة لقطر أن تدفع مساعدة شهرية اقتصادية لغزة تبلغ 30 مليون دولار، ومصر تفتح خطا تجاريا مع غزة ، والسماح لغزة أن تشتري بضائع بقيمة 50 مليون دولار شهريا، وبالتالي الحكومة تستفيد من ربح هذه التجارة.. إلخ.

هو نوع من “محاولة الرشوة” لغزة حتى لا تخلق مشكلة لـ “إسرائيل” لكن محاولة الرشوة هذه ستصل لمرحلة معينة وستكون غير كافية وستدفع أكثر، ونحن نستطيع أن نفرض عليهم تقديم تسهيلات أكثر على الأقل، لأنه (الإسرائيلي) غير جاهز ليتعامل كل يوم مع مشكلة أو حرب، والمستوطنون ينزلون تحت الملاجئ، وكل يوم تهدد بوقف الاقتصاد الإسرائيلي، لا أستطيع أن نقول إننا ننتصر عليهم، لكن الآن نستطيع أن نخلق لهم مشكلة على مدار الوقت، وهم يريدون أن يتجنبوا هذه المشكلة ويدفعون ثمنا، لكن في النهاية الشعب الفلسطيني مدرك أن الاحتلال يجب أن يزول ويجب أن نقاوم هذا الاحتلال ولا نقبل به، وبرغم كل التسهيلات التي تعطيها إسرائيل، لا يمكن أن يقبل الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلي مهما كانت التضحيات.

أنا على يقين وثقة بشعبنا ومقاومينا وأنهم يخلقون كل يوم حقائق جديدة على الأرض ويضغطون ويفرضون على العدو معادلات جديدة، هذه مثابراتنا وتضحياتنا ونستطيع فرض معادلات، وليس بالخطاب السياسي فقط.

 نتنياهو هدد بتكرار استهداف قيادات “الجهاد” في ساحات أخرى، ما ردك؟

*هم يستطيعون تكرار هجومهم في ساحات أخرى، ونحن أيضا قادرون على قصف عاصمتهم ومدنهم من ساحات أخرى.

Exit mobile version